تولت إيندرا نويي 56 عاماً منصب الرئيس التنفيذي لبيبسي كولا عام 2006 واستطاعت أن تحولها في سنوات قليلة إلي شركة عالمية تحقق نمواً عالياً وهوامش أرباح مرتفعة وتقدم عوائد محترمة لحملة الأسهم . . وتعيد شراء أسهمها من البورصة لكي تزيد من القيمة السوقية للشركة ومع ذلك فهي تتعرض للهجوم والتحرش من جانب المستثمرين ومحللي وول ستريت وأجهزة الإعلام . . وهذا أمر يثير اندهاشها واستياءها في ذات الوقت ويجعلها تقول إن بيبسي في عهدها كانت تعمل بكفاءة وتنجز هذه التحولات في آن معاً وتقدم نتائج مالية جيدة ولكن الهجوم المتكرر عليها من كل اتجاه ترك انطباعاً بأن بيبسي ونويي معاً في أزمة . وتقول مجلة "فورتشن" إن ستيف راينموند الذي خلفته نويي في قيادة بيبسي رفض طويلا التعليق علي أحوال بيبسي بعد خروجه من قيادتها . . ولكنه تحدث أخيراً ليعلن أن الشركة تمر بمرحلة تحول تعتمد علي قرارات جريئة قد لا ترضي الناس ولكنها تضع أسس مستقبل ناجح لصالح الجميع . . وقد سبق أن حدث ذلك عام 1965 عندما أقدمت بيبسي في ظل دونالد كوندول علي شراء فريتو لاي وهو قرار لم يعجب سوي قلة قليلة في بادئ الأمر لأن التحولات الكبري لا تحظي بتصفيق الناس إلا بعد أن تبدأ في إتيان ثمارها . . ويمكن القول إن الهجوم علي نويي لا أساس له خصوصاً إذا كان يتم من خلال مقارنتها مع كوكا كولا . وتشير أصابع الاتهام إلي أن نويي أنفقت الكثير من أموال بيبسي علي المنتجات الصحية ولكن المبيعات لا تزيد بالقدر المرتجي وهذا غير صحيح . . كما أن نويي عندما تولت قيادة بيبسي كانت كوكا كولا تتعافي من مشكلات هزتها نحو عشر سنوات وتستأنف طريق الصعود ولذلك لا يمكن لوم نويي إذا ما تفوقت كوكا كولا علي بيبسي لبعض الوقت . ولكن المنتقدين الذين يفتشون بدقة في دفاتر بيبسي يرون أنه حدث انخفاض في العائد علي رأس المال من الأرباح . . وإن كثيراً من ماركات بيبسي الشهيرة تفقد نصيبها من السوق أو تفقد قوتها أمام الماركات المنافسة أو الاثنين معاً . . كما أن قدرة بيبسي علي ابتكار منتجات جديدة تتراجع رغم أن الابتكار ضرورة للانتشار والنجاح . . ونستطيع القول إن نويي والمنتقدين معا علي حق فالسيدة نويي ذات الأصل الهندي تتحدث عن إنجازات تحققت حتي الآن ولكن المنتقدين يركزون علي المستقبل . فلو نظرنا إلي سعر السهم الآن سنجده يؤيد وجهة نظر المستثمرين التي تري أن أرباح بيبسي لن تزيد لسنوات قادمة بل إنها يمكن أن تقل ما لم تحدث تغيرات ملائمة من الشركة والحقيقة أن نويي تعترف بأن بيبسي تحتاج إلي أن تتغير وقد أعلنت في فبراير الماضي عزمها علي إجراء التغييرات المطلوبة والتي تتضمن الاستغناء عن 8700 عامل بنسبة 3% من جملة العاملين وان تدمج بعض المنشآت في بعضها وأن تنفذ إجراءات اخري يكون من شأنها خفض التكاليف بمقدار 5 .1 مليار دولار عبر السنوات الثلاثة القادمة كذلك قررت نويي زيادة ميزانية التسويق والإعلان بمقدار 500 600 مليون دولار هذا العام أي بزيادة 15% عن ميزانية العام السابق وان تركز علي عدد قليل من المنتجات الرئيسية مثل مشروب بيبسي ودوريتوس وبالذات في أمريكا الشمالية ولا شك ان الزيادة في الإنفاق الناجمة عن التغييرات المطلوب إدخالها علي عمل الشركة سيكون من شأنها خفض الأرباح خاصة انه يصاحبها زيادة في أسعار الشعير والبطاطس والألمنيوم التي تعد من المواد الخام المهمة لعمل وانتاج بيبسي ولكن انخفاض الأرباح سيقتصر علي العام الحالي وحده وابتداء من العام القادم ستزيد العوائد علي رأس المال مرة أخري . وتقول "فورتشن" إن مستقبل نويي سيتوقف علي البدء في ظهور مؤشرات تؤكد هذا النجاح حاصة أن المستثمرين ومعهم المدير العام المالي هيونج جونستون يرفعون شعار "لا تقل لي ولكن دعني أري" وقد وصفت دارا موهسينيان المحللة في مورجان ستانلي المخاطر التي تقلق خطط نوبي حتي الآن بأنها شديدة وقالت انه اما ان تنجح هذه الخطط ويتحسن اداء سهم بيبسي أو لا تنجح وهو ما يستدعي حدوث اجراءات أعمق في تغيير في الاداة أو الاستراتيجية المثيرة للجدل والسؤال المهم هو: كيف وصلت الأمور إلي هذه الدرجة التي تهدد بالاستغناء عن آلاف العاملين وتراجع الأرباح رغم أن الاقتصاد ينمو؟!