جدل بين الخبراء والمسئولين حول ارتفاع الأسعار في رمضان نادر نور الدين: يجب محاسبة وزير الزراعة علي تصريحاته بتوفير اللحوم في رمضان ب25 جنيها لسعر الكيلو محمود العسقلاني: في حالة ارتفاع الأسعار ستقوم الجمعية بحملة لترشيد استهلاك المواطنين حتي تنخفض الأسعار المسئولون: فائض كبير من السلع الغذائية.. واستقرارا في الأسعار خلال رمضان شهدت أسعار معظم السلع الغذائية ارتفاعات متفاوتة منذ مطلع يوليو الماضي وذلك طبقا لبورصة سوق العبور للخضراوات وهي ارتفاعات صنعت موجة تضخمية حيث جاءت هذه الارتفاعات متزامنة مع علاوة الأجور لموظفو الدولة، وعلي مدي الأسبوع القادم تزداد المخاوف من حدوث مزيد من ارتفاع الأسعار مع قدوم شهر رمضان، حيث اختلف الخبراء حول ارتفاع الأسعار مع قدوم الشهر الكريم فمنهم من يري أن أسعار السلع ستشهد ارتفاعا جنونيا خاصة أسعار اللحوم لعدم استيراد وزارة الزراعة أدني كمية للحوم حتي الآن ومنهم من يري أن الأسواق بها فائض كبير من السلع ولن تشهد أدني ارتفاعات في الأسعار. توقع دكتور نادر نور الدين خبير الاقتصاد الزراعي أن تشهد أسعار اللحوم ارتفاعا جنونيا في رمضان، ويرجع ذلك إلي أن إنتاجية اللحوم في مصر لا تتعدي 40% وتستورد 60% من اللحوم من الخارج، وحتي الآن لم يتم استيراد أي لحوم علي مدار الشهرين الماضيين، وكان من المفترض أن يتم استيراد اللحوم من السودان وأثيوبيا فيما لا يقل عن شهر قبل رمضان ولكن لم يتبق علي رمضان سوي أيام ولم نشهد أدني صفقات لاستيراد اللحوم لسد العجز الذي نشهده في قطاع اللحوم في رمضان. محاسبة الوزير أكد نور الدين أن وزير الزراعة يجب أن يحاسب علي ذلك لأنه أعلن خلال الشهرين الماضيين في تصريحاته الصحفية أن اللحوم سيتم توفيرها في رمضان وسيصل الكيلو إلي 25 جنيها لكي تستقر أسعار اللحوم في رمضان، موضحا انه حتي الآن لم يتم عقد صفقات لاستيراد اللحوم وبالتالي لن تستطيع الجهات الرقابية التحكم في الأسعار، وهو يعد تقصيرا من وزارة الزراعة . وأضاف أن وزارة الزراعة هي التي أوجدت هذه الأزمة التي ستحدث في رمضان وذلك لوضعها شروطا صارمة علي استيراد اللحوم ومنها منع استيراد العجول التي يزيد عمرها علي 3 سنوات وهي عجول غير "سمينة" لأنها تربي علي العشب فقط وتكون عبارة عن هيكل عظمي مما أدي إلي توقف القطاع الخاص عن استيراد اللحوم ولكن في ظل الطلب الشديد سيستورد التجار اللحوم لبيعها بأسعار مرتفعة في رمضان حيث يصل سعر اللحوم المستوردة في رمضان إلي 50 جنيها بدلا من 30 جنيها وستصل أسعار اللحوم البلدي إلي 85 جنيها بدلا من 65 جنيها . أكد أن هناك 3 مواسم لذروة استهلاك الغذاء في العام من خضراوات وبقوليات وجبن وألبان وهما علي التوالي مع بداية دخول المدارس ترتفع أسعار الجبن والألبان والفينو والذروة الثانية التي ترتفع فيها الأسعار في عيد الأضحي ترتفع أسعار اللحوم خاصة اللحوم الضاني والبلدي بالإضافة لارتفاع أسعار الأرز وتأتي الذروة الأخيرة في شهر رمضان حيث يشهد هذا الشهر ارتفاعا حادا في كل السلع سواء كانت لحوم أو خضراوات أو بقوليات خاصة في الاسبوع الأول من رمضان حيث يشهد ارتفاعا شاملا في كل الأسعار وترتفع أسعارها إلي الضعف . فترة الحجر أضاف محمود العسقلاني رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء أنه مع بداية الشهر الكريم كل عام تشهد الأسواق ارتفاعا جنونيا في الأسعار خاصة اللحوم بعد أن قامت هيئة الخدمات البيطرية بزيادة فترة الحجر إلي 21 يوما مما أدي إلي تراجع نسبة استيراد اللحوم خاصة اللحوم السودانية التي كانت تحل الأزمة في شهر رمضان، موضحا أن هذا القرار لابد أن يتم وقفه لأنه أثر علي المستثمرين بشكل كبير وعرضهم لخسائر باهظة . ومن ناحية أخري، تشهد السلع بصفة عامة ارتفاعا جنونيا في الأسعار حيث ترتفع أسعار السلع إلي الضعف، فيجب أن تضع شروطا صارمة لعدم ارتفاع الأسعار قبل البدء في الشهر الكريم وأن تكثف الجهات المختصة جهودها في الرقابة علي الأسواق حتي نتحكم في الأسعار دون أن تشهد ارتفاعا جنونيا . وكشف أنه إذا لم تسيطر الحكومة علي ظاهرة ارتفاع الأسعار التي ظهرت بوادرها مع بداية هذا الشهر سيكون للجمعية موقف حيث ستتبني فكرة ترشيد الاستهلاك للمواطنين أي تقليل كمية السلع الغذائية المستخدمة من كل أسرة حتي يؤدي ذلك إلي انخفاض الأسعار وهذا لا يعني اننا نطالب بمقاطعة السلع الغذائية ولكن تخفيض الكمية المستهلكة من كل أسرة بحيث لا تؤثر علي حياة الإنسان ولم تزود العبء علي الأسواق . ارتفاع طفيف في حين أوضح عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة تجارة القاهرة ان اسعار الدواجن قد تشهد ارتفاعا طفيفا خلال شهر رمضان بحيث قد يصل سعر كيلو الدواجن في المزرعة 15 جنيها مقابل 14.5 جنيه في الوقت الحالي وسيصل سعرها في المجزر الي 16 جنيها، وهو الأمر الذي سيتسبب في رفع الاسعار خلال هذا الموسم. أرجع السيد ذلك الي زيادة اسعار المواد الخام لصناعة الدواجن باعتبارها السبب الرئيسي وراء هذه الارتفاعات وليس التجار مضيفا ان سعر الكتكوت شهد ارتفاعا مبالغا فيه خلال الفترة الاخيرة حيث يتراوح سعره ما بين 8.5 جنيه و25.9 جنيه، الأمر الذي تسبب في حدوث أزمة في اسعار الدواجن خاصة مع تزامنه مع شهر رمضان والذي سيرتفع فيه الطلب وبالتالي ستؤدي في النهاية الي حدوث ارتفاعات ملموسة في اسعار الدواجن. أشار الي وجود أزمة كبيرة في الوقت الحالي التي تتمثل في وجود فجوة كبيرة بين اجمالي حجم الانتاج والاستهلاك اليومي حيث بلغ حجم الانتاج اليومي نحو 1.5 مليون دجاجة بينما سيصل اجمالي الاستهلاك خلال شهر رمضان الي 2.4 مليون دجاجة يوميا مشيرا إلي ان اجمالي العجز يصل الي 900 الف دجاجة يتم استرادها من الخارج. استقرار البقوليات وعلي صعيد آخر، توقع الباشا أدريس رئيس مجلس إدارة شركة الباشا للتصدير والاستيراد للمحاصيل الزراعية ورئيس شعبة الحاصلات الزراعية بالغرفة التجارية استقرار أسعار البقوليات في شهر رمضان من فول وعدس وسكر ومكرونة وأرز و فاصوليا ولوبيا، موضحا أن يوجد فائض كبير من هذه السلع مما يؤدي إلي استقرار أسعار هذه السلع . ومن جانب آخر، أكد د.عبدالسلام جمعة نقيب الزراعيين أن شهر رمضان سيشهد استقرارا في أسعار الخضراوات دون ادني إرتفاعات في الأسعار وذلك لأن هناك فائضا كبيرا في السلع الغذائية من طماطم وفاصوليا وبطاطس وبصل وجزر وكوسة وبذنجان بلدي والخيار والبامية والبسلة والسبانخ والقلقاس والبطاطا، موضحا ان هناك فائضا في جميع السلع وليس سلع بعينها. وأشارعلي شرف الدين رئيس غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية إلي أن الغرفة حرصت علي ألا يتحمل المواطن المصري أية أعباء إضافية خلال شهر رمضان المعظم وأن أسعار السلع الأساسية في رمضان ثابتة ولا سيما أسعار الحبوب مؤكدا أن أسعار الخدمات اللازمة لإنتاج الحبوب متوافرة ومناسبة . أوضح شرف الدين أن محصول الأرز يوجد لدينا فائض كبير حيث يتراوح سعر كيلو الأرز ما بين 3 و5.3 جنيه مع وجود مخزون هائل من الأرز الخام بخلاف المحاصيل الجديدة التي ستظهر في الأسواق بعد شهر واحد تقريبا وأيضا بالنسبة للمكرونة فإن سعر الكيلو حوالي 3 جنيهات . أما عن الدقيق فقد أوضح أن سعر طن الدقيق المستخدم في صناعة الكنافة والقطائف 2200 جنيه فيكون سعر الكيلو المنتج في متوسط 5 جنيهات فيما لن يكون هناك تغير في حجم رغيف الخبز الشامي أو الفينو وذلك لثبات سعر طن الدقيق المستخدم فيه . وأضاف أن كميات كبيرة من السكر وزيت الطعام والياميش والقمح والمكرونة والتمر والمكسرات والألبان وصلت بالفعل إلي مصر، أما باقي الكميات المتفق علي استيرادها ستصل إلي القاهرة قبل بداية شهر رمضان. وعن المخاوف المحتملة من ارتفاع أسعار السلع الغذائية خلال شهر رمضان فإن الأسعار ربما ترتفع ولكن بمعدلات طفيفة للغاية، وفي سلع بعينها علي رأسها السكر وزيت الطعام لافتا إلي أن أسعار تلك السلع تتجه للاستقرار خلال العام الحالي، باستثناء الألبان التي ستتأثر أسعارها بالطلب المتزايد. وكان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء قد توقع في تقرير له الشهر الماضي زيادة في أسعار السلع الغذائية بنسبة 32% بالتزامن مع قرب دخول شهر رمضان، موضحا أن الزيادة الجديدة أوجدت حالة من القلق للمستثمر تنتج عنها تأثيرات سلبية علي مستويات النمو.