ذكرت دراسة متخصصة أن الطلب علي الغاز الطبيعي شهد نموا ملحوظا وإن كان متغيرا من منطقة إلي أخري خلال العام الماضي مضيفة أن ما نسبته 50% من احتياطيات الغاز المؤكدة تتركز في دول منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك). وأوضحت الدراسة التي أعدتها الباحثة في معهد البترول الفرنسي للطاقات المتجددة أرميل لوكاربنتيه ونشرتها مجلة (النفط والتعاون العربي) الصادرة عن منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) في عددها الأخير أنه علي الرغم مما حاق بسوق الطاقة عام 2011 بدءا من كارثة فوكوشيما في اليابان مرورا بالربيع العربي وصولا إلي عدم موثوقية الاقتصاد إلا أن الطلب علي الغاز شهد نموا ملحوظا في ذلك العام. وذكرت أن التوجهات الجديدة في سوق الطاقة تظهر باستمرار تأثريها الواضح علي سير الصناعة سواء علي المدي القصير أو الطويل مبينة أن تحليل النتائج الأولية يبين وجود عدد من التوجهات التي تعكس سنة إيجابية متميزة لصناعة الغاز الطبيعي. وأفادت بأن إمدادات الغاز تكيفت مع النمو الديناميكي الملحوظ في بعض المناطق (مثل آسيا علي وجه الخصوص) وأيضا مع التغييرات المناخية والاقتصادية التي تحصل في الأسواق الأخري (أوروبا) مؤكدة استمرار نمو الإنتاج في أمريكا الشمالية في حين أن النمو متميزا في الشرق الأوسط. وقالت الدراسة إن دول اسيا وفي طليعتها الهند والصين كانت وراء الطلب العالمي المتزايد في حين برهنت دول الشرق الأوسط علي دورها الرائد كمنتج ومصدر للغاز الطبيعي موضحة أن العام الماضي شهد تحولا في سوق الغاز الطبيعي المسال التي تأثرت من جراء كارثة فوكوشيما. وذكرت وفقا للتقديرات الأولية أن استهلاك الغاز الطبيعي نما عالميا بمعدل يقارب 3% في عام 2011 (بلغ 3216 مليار متر مكعب في 2010) وهو ما يتماشي مع الاتجاه العام للسنوات العشر المنصرمة. وأشارت إلي التوجهات الرئيسية في عام 2011 التي أظهرت وفرة في احتياطيات الغاز استنادا إلي بيانات نشرتها جهات عالمية متخصصة ونمو الاحتياطيات العالمية المؤكدة من الغاز الطبيعي بنسبة 2،8% في عام 2010. وأشارت إلي تصدر الصين قائمة الدول التي يرتفع فيها استهلاك الغاز بشكل كبير وبمعدل سنوي قارب ال 18% في عام 2011 في إشارة إلي أن استهلاك الغاز في الصين يمكن أن يتضاعف بحلول عام 2015 ليصل إلي 260 مليار متر مكعب موضحة أن الصناعة تستحوذ علي 45% من إجمالي استهلاك الغاز "خاصة الصناعة البتروكيميائية) المرشحة لأن تكون الحافز الأكبر للطلب الصيني. وأفادت الدراسة بأن انتاج الغاز في معظم دول أوروبا شهد انخفاضا غير عادي في عام 2011 بمعدل 10% إلا أن الانخفاض كان شديدا في المملكة المتحدة حيث وصل إلي 25% معتبرة أن هذا الانخفاض لا يرتبط بنقص مجالات التسويق فقط بل يمكن أن يعزي إلي إيقاف معامل الغاز بسبب الصيانة وحدوث مشكلات غير متوقعة.