يلتف غداً عشاق الساحرة المستديرة في كل مكان حول العالم لمتابعة المباراة غير العادية بين منتخبي اسبانيا او الماتادور والبرتغال الملقبون ببرازيل اوروبا فكلا الفريقين له شعبية ويضم بين صفوفه ابرز واروع نجوم العالم. فوجود إسبانيا منطقي للغاية بالمربع الذهبي لليورو بصفتها حاملة لقب نسخة 2008 فضلا عن تتويجها بمونديال 2010 ، لكن أداءها لا يرضي عشاقها رغم إيجابية النتائج، وفي المقابل فإن البرتغال لم يكن منتظرا منها أن تبلغ تلك المكانة رغم اسمها البارز في عالم المستديرة الساحرة، لكنها فاجأت الجميع بأداء راق، لتشكل تهديدا صريحا لعرش الماتادور. وبطبيعة الحال، فإن الكفة تميل لأبطال العالم وأوروبا لملاقاة الفائز من القمة الأخري بين ألمانيا وإيطاليا، وإن كانت الترشيحات تميل لمصلحة الماكينات، وإن صحت فإن البطولة ستشهد تكرارا لنهائي النسخة الماضية، وفيه تفوقت كتيبة لويس أراجونيس بالهدف التاريخي لفرناندو توريس. لكن سيليساو أوروبا وعلي لسان مدربه الشاب باولو بنتو أكد أن سقف الطموح قد ارتفع إلي أبعد مدي بعد الإطاحة بالتشيك في ربع النهائي، مشيرا إلي أن الحديث عن بلوغ النهائي قبل البطولة كان دربا من الخيال، لكنه أصبح منطقيا الآن، وبدأ يعد العدة بالفعل لترويض الثور الإسباني. وضربت البرتغال بالتوقعات عرض الحائط رغم هزيمتها الأولي من الماكينات بهدف ماريو جوميز، حيث أعادت ترتيب أوراقها بفوز قاتل علي الدانمارك 3-2 ، قبل أن تحطم الطواحين البرتقالية في مباراة حسمها كريستيانو رونالدو 2-1. ويمكن القول بأن كريستيانو استهل مشواره فعليا بالبطولة من مباراة هولندا التي قدم فيها أروع عروضه وأظهر شخصية البطل والقائد الحقيقي بتسجيله هدفي الفوز فضلا عن تسديدتين بالقائم، ليمحو آثار مشاركته المتواضعة في أول مباراتين، حيث كان كالشبح فيهما. وأخرس صاروخ ماديرا ألسنة منتقديه بأدائه المثالي أمام التشيك في ربع النهائي، بعد أن سجل هدف التأهل للمربع الذهبي من رأسية رائعة، بجانب تسديدتين أخرتين في القائم، ليعتلي صدارة هدافي اليورو بجانب جوميز وماندزوكيتش ودزاجويف، كما أصبح قاب قوسين من استعادة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم لهذا العام، والتي نالها للمرة الأولي في 2008 قبل أن يحتكرها منه غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي في الأعوام الثلاثة الأخيرة. ويحمل الدربي الأيبيري طابعا خاصا لرونالدو، حيث سيضطر لخصومة زملائه في الريال وأعدائه في البرسا سويا، فهو مطالب بهز شباك رفيقه إيكر كاسياس، كما سيتعين علي زميله الآخر ألبارو أربيلوا التصدي لانطلاقاته السريعة من الجهة اليسري، وفي حال تغيير مركزه لرأس الحربة فإن رقابته ستكون مسئولية زميله الآخر سرخيو راموس، وإذا أراد الهروب إلي وسط الملعب فإن صدامه متوقع بتشابي ألونسو. وبالطبع سيعمل نجوم إسبانيا ألف حساب لخطورة كريستيانو، لكنهم حاولوا التقليل من هذا الهوس بالضغط عليه نفسيا من خلال حرب تصريحات إعلامية، فكاسياس قال إن أداءه في البطولة أقل منه خلال الموسم مع الملكي، كما أكد سيسك فابريجاس أنه لا يمثل هاجسا لزملائه، فيما أشار المدرب ديل بوسكي إلي أن خطورة البرتغاليين لا يمكن حصرها في كريستيانو وحده. ويراهن ديل بوسكي، المعروف بتحفظه وعدم تفضيله للمغامرة، علي أسلوب لعب التيكي تاكا الذي اشتهر به فريق برشلونة، معتمدا في ذلك علي وجود أكبر قدر من لاعبي الفريق الكتالوني بتشكيله الأساسي، لاسيما أندريس إنييستا أحد نجوم البطولة، وتشافي هرنانديز وسرجيو بوسكيتس وجيرارد بيكيه وسيسك فابريجاس. وبهذا الأسلوب ودون رأس حربة صريح أحيانا، تعادلت إسبانيا في مباراتها الأولي مع إيطاليا 1-1 ، ثم افترست شباك أيرلندا الضعيفة 4-0 ، قبل أن تفلت بأعجوبة من فخ كرواتيا بهدف قاتل لخيسوس نافاس. وفي ربع النهائي حققت إسبانيا فوزا تاريخيا علي فرنسا هو الأول لها في تاريخ اللقاءات الرسمية بين المنتخبين بثنائية لصاحب المئوية الجديدة تشابي ألونسو. أداء المنتخب الأحمر لم يمتع الجماهير مثل أداء ألمانيا أو إيطاليا أو حتي البرتغال، لكن ديل بوسكي يفضل الواقعية بأسلوب الاستحواذ المطلق علي الكرة والاختراق من العمق باستغلال هفوات دفاعية للخصوم نتيجة الإنهاك الذي يسببه التبادل السريع للتمريرات القصيرة، مما يجعل اللعب منحصرا في وسط الملعب مع غياب الفاعلية الهجومية، إلا في الدقائق الأخيرة مع نزول فرناندو توريس أو خيسوس نافاس كبديلين.لكن خط دفاع لاروخا لا يبدو في أفضل حالاته في الهجمات المرتدة، وقد بدا ذلك واضحا أمام إيطاليا وكرواتيا، لذا فإن إسقاط حامل اللقب قد يحدث في وجود