أعلن مسئولون ألمان أن الاتحاد الأوروبي منكب علي وضع بنود خطة تمكن إسبانيا من إعادة رسملة بنوكها المتعثرة بواسطة أموال أوروبية، ولن تكون مدريد مضطرة لتطبيق إصلاحيات اقتصادية جديدة تقرض عليها من الخارج مقابل أموال إنقاذ مصارفها، غير أن مدريد لم تطلب أي مساعدة حتي الآن. وقالت إسبانيا أمس إنها أصبحت عاجزة فعليا عن الاستدانة من الأسواق المالية الدولية بالنظر للكلفة الباهظة للاستدانة، وقد ناشدت شركاءها الأوروبيين للاسهام في دعم مصارفها. وفي وقت تعارض فيه برلين أي إقراض مباشرة من صندوقي الإنقاذ المالي الأوروبيين لفائدة المصارف الإسبانية، أشار مسئولون إلي أنه إذا تقدمت مدريد بطلب رسمي لأموال دعم فإنها ستستفيد منها دون أن تلزم ببرنامج إصلاحيات هيكلية شبيه بما وقعت عليه اليونان والبرتغال وإيرلندا، غير أنه سيكون علي إسبانيا القبول بشروط جديدة تتصل بإصلاح قطاعها المصرفي. كما تبحث ألمانيا سبل تقديم دعم لصندوق وضعته إسبانيا لانقاذ مصارفها، وتريد برلين من وراء هذه الخطوة إرسال رسالة مفادها أن وضع البنوك الإسبانية وليس الميزانية العامة هو أصل المشكلات التي تعيشها البلاد حاليا. وتعتبر هذه التطورات في موقف برلين مؤشرات علي أن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل تعتمد مقارنة أكثر مرونة لحل أزمة الديون الأوروبية التي استفحلت حدتها مع تزايد المخاوف بشأن إسبانيا رابع أكبر اقتصادات منطقة اليورو. ويتوقع أن يصدر صندوق النقد الدولي الأسبوع المقبل تقريرا عن وضع المصارف الإسبانية، وتقول مصادر مسئولة إن كل الخطوات تتجه نحو التوصل إلي اتفاق إنقاذ أوروبي لفائدة إسبانيا أوائل الشهر المقبل علي أبعد تقدير، وذلك بعد إجراء تدقيق مستقل لوضع النظام المصرفي الإسباني. وزير اقتصاد إسبانيا نفي حاجة بلاده لمساعدات إنقاذ طارئة "الأوروبية"، بيد أن وزير الاقتصاد الإسباني لويس دي جيندوس قال بعد محادثات في المفوضية الأوروبية اليوم إنه ليس ثمة خطط عاجلة لطلب مساعدات إنقاذ، مضيفا أن بلاده ستنتظر نتائج تقرير النقد الدولي والتدقيق المستقل. وأشارت مصادر مطلعة في برلين وبروكسل إلي أن محامين يقومون بمراجعة المعاهدات الأوروبية لمعرفة كيف تستطيع مدريد الحصول علي أموال إنقاذ طارئة من منطقة اليورو دون أن تضطر للخضوع لبرنامج إصلاح اقتصادي كامل، وتجري حاليا عمليات تدقيق مستقل لوضع القطاع المصرفي الإسباني، ويتوقع أن تكشف عن وجود فجوة تمويلية لدي المصارف تتراوح بين 30 مليار يورو "37 مليار دولار" و 70 مليار يورو "87 مليار دولار" علما بأن المصارف خصصت 80 مليار يورو "99 مليار دولار" كمدخرات لمواجهة ظروفها الصعبة، وقد اضطرت مدريد قبل أسابيع لتأميم "بانكيا" رابع المصارف الإسبانية.