يبدو أن أزمة منطقة اليورو وصلت إلي المرحلة الثالثة منها وتجذرت لتشمل اقتصاديات منطقة الشرق الاوسط التي تضربها جذوة نيران ثورات الربيع العربي والاضطرابات السياسية مما يؤثر سلباً علي توقعات سقوط الامطار الصيفية علي الاراضي العربية الجدباء من الاستثمار وجفاف منابعه مما يجعل ليل هذه الدول واحتمالية برأها أطول خلال الفترة المقبلة فقد توقع البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير الجمعة الماضية أن يبلغ متوسط النمو الاقتصادي في تونس والمغرب ومصر والأردن 2.2% هذا العام وأن يتسارع إلي 3.7% في 2013 وحذر البنك بالرغم من هذه التوقعات من أن الدول الأربع تواجه تحديات خطيرة في الاقتصاد الكلي وضبابية شديدة وقال البنك إن النمو الهزيل في الاقتصادات الأوروبية الناشئة قد يتحول إلي ركود إذا تفاقمت أزمة منطقة اليورو لكنه قال إن الغموض الذي تواجهه منطقة اليورو يدفع للاعتقاد بأن النمو في هذا العام والذي يليه قد ينخفض أكثر من المتوقع بل وقد يتحول إلي انكماش. وأضاف: من المحتمل أن تتدهور أزمة منطقة اليورو أكثر من ذلك أو تحدث أزمة في إمدادات النفط وكلاهما خطران شديدان علي المنطقة بأسرها. يذكر أن البنك أنشئ عام 1991 للاستثمار في الدول الشيوعية السابقة في أوروبا الشرقية ويقوم حاليا بتوسيع نطاق تفويضه ليشمل تونس والمغرب ومصر والأردن. عدم اليقين من جانبه قال الدكتور أشرف سمير الخبير الاقتصادي أن التأثيرات السياسية التي تؤثر في مصر علي مناخ الاستثمار وحالة اللا يقين المسيطرة علي دول المنطقة في أعقاب الثورات العربية والتي لا تلوح حتي الآن بودار لانتهائها رغم اقتراب موعد نهاية الفترة الانتقالية في البلاد وقال سمير إن الثورات العربية لفتت الانظار وحجبت قياس تأثيرات أزمة اليورو التي تشعبت وتجذرت حتي وصلت جذورها في مرحلتها الثالثة بعد عام 2010 وقبلها الأزمة المالية 2008 وصولاً إلي مرحلتها الثالثة الحالية. ولم يستبعد أشرف الاسوأ عندما توقعت عدة مؤسسات مؤخراً انتشار عدوي مالية لعدد من البلدان الاوروبية الاخري خاصة أوروبا الشرقية التي ستتطالها الأزمة مع دول الشرق الأوسط وهي اقتصاديات متشابهة كثيراً في البنيان الهيكلي لدول المنطقة وبالتالي امتداد فترة الأزمة إلي وقت أكبر يصعب التكهن به خلال الفترة الحالية . أضاف ان أسوأ مايحدث الآن هو سيطرة حالة عدم اليقين علي الاسواق وبالتالي التأثير علي القرارات الاستثمارية بسبب انعدام الثقة في منطقة اليورو وسيطرة حالة من تقلب الاسواق وبينا ان هناك تأثيرات مباشرة ستنطوي علي الميزان التجاري بسبب تأثير تراجع صرف اليورو علي حركة الصادرات بالسلب والعكس مع الواردات. التخوف ويؤكد الدكتور حمدي عبدالعظيم الخبير الاقتصادي أن الرؤية الضبابية قد تزداد في المنطقة بالاضافة إلي مخاوف الثورات العربية والتي أعقبها حالة تخوف لدي المستثمرين فضلاً عن تزايد احتمالات جفاف منابع الاستثمار خلال الفترة المقبلة ففي الأزمة في مرحلتها الثانية كنا نتفائل بأن توجه دول أوروبا استثماراتها للشرق الاوسط وبالأخص مصر هروبا من جحيم إعصار الازمة المالية لكن الوضع الآن أصبح أكثر خطورة . ولم يستبعد حدوث مزيد من التطورات في الاحداث خلال الفترة المقبلة المؤثرة علي الاقتصاد المصري خاصة أن ثلثي الميزان التجاري لمصر يمثله الولاياتالمتحدةالامريكية والاتحاد الاوروبي وهو ما قد يؤدي الي بعض الارتباك في الاسواق ولكن ليس بصورة كبيرة حيث إن الدول التي تستحوذ علي علاقات تجارية كبيرة مع مصر هي المانيا وفرنسا وانجلترا وايطاليا وهي دول الي حد ما مستقرة. وحول العلاقة العكسية الاخيرة بين اليورو والدولار اوضح ان المستثمرين حول العالم لجأوا الي الطلب علي الدولار بعد حالة عدم الاستقرار المسيطرة علي عملة اليورو وهو مما أدي الي الاضطراب الحادث في سوق الصرف . وحول ظاهرة ارتفاع أسعار الذهب مع الدولار مخالفا بذلك للنظريات الاقتصادية اوضح ان الحالة هذه المرة مختلفة ويحكمها الاقبال علي اكتناز الذهب كمخزن للقيمة بالاضافة الي رغبة المستثمرين في التعامل بالدولار في ظل تذبذب سعر الصرف في منطقة اليورو وهو الامر الذي أدي الي ارتفاع اسعار الذهب . وحذر من احتمالية ارتفاع معدلات التضخم خلال الفترة المقبلة مع ارتفاع سعر صرف الدولار الذ ي تعتمد مصر