تواجه محاصيل مثل القمح وبذور اللفت في أوروبا مخاطر الجفاف بعد تراجع إنتاج المحاصيل جراء الانخفاض الشديد في درجات الحرارة خلال فبراير الماضي. وتراجع معدلات هطول الأمطار وكانت العواصف الثلجية التي ضربت معظم دول الاتحاد الأوروبي خلال فبراير الماضي نحو 5 ملايين طن من محصول العام الحالي. كما من المرجح أن يلحق شح الأمطار بالمزيد من الأضرار علي ناتج دول الاتحاد التي تزرع نحو 20% من مساحة القمح المزروعة حول العالم وذلك وفقاً للمحلل أليكسندر ماري من مؤسسة أفري آند ديماند الزراعية الفرنسية العاملة في الاستشارات الزراعية. ويقول ماري "يدعو الوضع في أوروبا للكثير من الحذر وسيظل ذلك عاملاً من عوامل الدعم للسوق في الأسابيع القليلة المقبلة". وبلغ سعر الطن من القمح الفرنسي 261.86 دولار أي بزيادة قدرها 12.77 دولار عن القمح الشتوي الأحمر. وبدأت ردود فعل السوق بالفعل حيث ارتفعت أسعار القمح الأوروبي مقابل الأمريكي نتيجة لمخاوف تدمير العواصف الثلجية للمحصول إضافة إلي مخاطر الجفاف التي تتهدده. وتراجع معدل هطول الأمطار في كل من شمال فرنسا وبريطانيا وشمال إيطاليا بنحو 23% إلي 47% دون المتوسط طويل الأجل وذلك وفقاً للبيانات الواردة من وحدة مراقبة المصادر الزراعية لدول الاتحاد الأوروبي. وبلغت نسبة التراجع في بعض دول منطقة البحر الأبيض المتوسط مثل فرنسا وإسبانيا بين 59 إلي 78%. ويقول جيم ديل كبير الجيولوجيين في هيئة خدمات الجو البريطانية إنه ربما يشهد شهرا أبريل ومايو بعض الأمطار التي نأمل أن تكون كافية لتعويض خسارة فصل الشتاء حتي الآن. ونتج عن برودة الطقس في فصل الشتاء تراجع الإنتاج الفرنسي بنحو 2.5 مليون طن بينما انخفض نظيره الألماني بنحو 2 مليون طن كما دمرت برودة الطقس ما يقارب مليون طن من الحبوب في بولندا.