بدأت كبريات الشركات البريطانية مثل دياجيو وجلاكسو سميث كلاين ويونيليفر وفودافون وغيرها في وضع الخطط الطارئة تحسباً لتفكك وحدة عملة اليورو. ورفضت هذه الشركات الكشف عن تفاصيل ما يمكن القيام به في حالة مواجهتها لما أسماه المحللون بالكارثة المالية. وذكرت شركة جي أس كي للأدوية العملاقة أنها وكجزء من برنامجها لإدارة المخاطر ملتزمة باتخاذ التدابير اللازمة لتجويد عملياتها في حالة تخلي البلاد عن منظومة اليورو. ويتضمن ذلك الاستعدادات لضمان التدفقات المالية المطلوبة لاستمرار العمل دون أي عقبات. وذكر متحدث باسم فودافون أن شركته تعمل علي مراجعة كل سوق علي حدة وخاصة أن صورة ما يجري علي الساحة من أحداث بدأت في الوضوح. وعملت الشركة بالفعل علي خفض الرسوم في إسبانيا بالأخذ في الاعتبار ضعف الاقتصاد والقيود المفروضة علي إنفاق المستهلك. ووضعت شركة دياجيو العاملة في تجارة السلع الاستهلاكية نماذج لمزاولة نشاطها في حالة انهيار وحدة اليورو علي الرغم من أن ذلك لا يعني توقعها حدوث الانهيار. وقال أندرو مورجان رئيس الشركة بدأنا في وضع تصور لما يمكن أن تؤول إليه الأحوال في حالة تفكك منظومة اليورو. وإذا حدث تغيير كبير في هذه العملة فإننا نواجه ذلك بتغيير جذري حيث من المتوقع مواجهة انخفاض كبير في قيمة عملات الدول التي تخرج عن هذه الوحدة مما يزيد من تكلفة استيراد بعض السلع بنسبة كبيرة. ويختلف الحال بالنسبة لشركة يونيليفر نظراً لحصولها علي أكثر من نصف عائداتها من خارج أوروبا وتحديداً من الأسواق الناشئة. وقال جراهام ليش كبير الاقتصاديين في معهد المديرين للاستشارات وخدمات التنمية في لندن من المنتظر أن تواجه عملات الدول التي تخرج عن منظومة اليورو انخفاضاً كبيراً في قيمتها يصل إلي 40% مما يعرض أرباح الشركات البريطانية العاملة في تلك الدول للتراجع الكبير عند تحويلها إلي الجنيه الاسترليني. وسبقت المؤسسات المالية في الأسابيع القليلة الماضية غيرها في التخطيط للطوارئ حيث عكفت مؤسسة إيكاب للوساطة علي مراجعة قواعدها التجارية للإلكترونيات في حالة تخلي اليونان عن عملة اليورو والعودة إلي الدراخمة. وقال ريتشارد ماك كريدي المتحدث باسم المؤسسة في صحيفة الجارديان نقوم بتجربة نظم العمل من خلال السماح للعملاء بتداول الدراخمة مقابل الدولار واليورو ما يتيح لنا الاستفادة من ذلك في حالة خروج دول أخري من المنظومة. وأمر هيكتور سانتس المدير التنفيذي لهيئة الخدمات المالية بالمملكة المتحدة البنوك البريطانية بالإسراع في خطط الطوارئ وهي الرسالة ذاتها التي عززها محافظ بنك انجلترا ميرفين كينج بقوله: إنه يترتب علي البنوك إعداد نفسها لتحمل الوضع الاقتصادي غير العادي والبالغ الخطورة في منطقة اليورو. وذكرت اللجنة المالية للبنك أن أزمة منطقة اليورو تشكل أكبر تهديد للنظام المصرفي في المملكة المتحدة وعلي البنوك توفير الحماية اللازمة للتصدي لذلك الشئ الذي فعله بنك انجلترا نفسه. مصطفي عبد العزيز