لا حديث الآن في السوق إلا عن تغيير رئيس البورصة المصرية وتأثير هذا الحدث علي أداء السوق خلال الفترة القادمة.. وقد اختلفت الآراء بين المتعاملين ما بين مؤيد ومعارض لهذا التغيير ومن المعروف أن السيد محمد عبدالسلام رئيس مجلس إدارة شركة مصر للمقاصة قد تم انتدابه لرئاسة البورصة بعد استقالة رئيسها السابق الدكتور خالد سري صيام لمدة 6 أشهر كإجراء مؤقت واعتقد أن الأستاذ محمد عبدالسلام قد نجح بالفعل في تحقيق هدفه الذي جاء من أجله والمتمثل في الخروج بالبورصة المصرية من أزمتها عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير الماضي وهو الرأي الذي قد يختلف معي البعض فيه ولكنها وجهة نظري الشخصية. واحقاقا للحق فقد بذل هذا الرجل مجهودا خارقا خلال فترة توليه القصيرة واذكر أني قد كتبت منذ فترة مقالة بعنوان "برافو رئيس البورصة" تقديرا علي الدور الذي قام به خلال المرحلة الماضية والتي تعد أصعب الفترات التي مرت علي الاقتصاد المصري في ال 30 عاما الأخيرة. فتحركاته النشطة بدأت بعد عودة التداولات مباشرة في نهاية مارس الماضي بإضافته لتقليد جديد علي البورصة المصرية والمتمثل في استضافة أحد الشخصيات العامة سواء السياسية أو الاجتماعية لافتتاح جلسات التداول كنوع من الدعاية والترويج لها وهي الخطوة التي تعد جديدة نوعا ما علي السوق المصري. ثم بعد ذلك قام بجولة ترويجية في منطقة الخليج للتعريف بالبورصة المصرية والشركات المدرجة بها وذلك عن طريق عقد العديد من الندوات والمؤتمرات في أكثر من دولة خليجية وهي الجولة التي لمس الجميع بعدها عودة المشتريات العربية ولو علي استحياء بعد فترة طويلة جدا من البيع المستمر للمستثمرين العرب.. ولم تقف طموحاته عند هذاالحد فبعد انتهاء جولته الخليجية قام بجولة مماثلة في أمريكا للتعريف أيضا بالبورصة المصرية والفرص الاستثمارية المتاحة بها لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.. وقد قام خلال هذه الجولة بافتتاح جلسة تداول الناسداك أحد أكبر البورصات العالمية كنوع أيضا من أنواع الترويج للبورصة المصرية.. ولذلك وبعيدا عن خطئه الكبير الذي لم يكن يصح علي الاطلاق أن يقع فيها رجل بحجمه والمتمثل في اتهامه للمحللين الفنيين الذين أشرف بانتمائي لهم بأنهم "فلول" وهي تلك الكلمة التي اضحت تعد من الفاظ السباب عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير.. فأري أنه من الواجب علينا جميعا أن نقدم الشكر لهذا الرجل علي كل ما قام به خلال الفترة القصيرة الماضية. وأما فيما يتعلق برئيس البورصة الجديد الدكتور محمد عمران فهو ليس بغريبا عليها فقد كان نائبا للسيد ماجد شوقي أثناء توليه رئاسة البورصة المصرية أيام "النظام السباق" ولكني أري أنه ليس محظوظا علي الاطلاق بتوليه لهذا المنصب خلال الفترة الحالية والتي قد تكون الاصعب في تاريخ البورصة المصرية.. لاسيما في ظل التجاهل الغريب من قبل الحوكمة الحالية لسوق المال واعتباره "كصالة للقمار" لا تستحق مجرد الالتفات إليها وكذلك حالة الرفض التامة من قبل المتعاملين لأي شخص يذكرهم بخسائرهم الكبيرة خلال السنوات الماضية فما بالنا بنائب السيد ماجد شوقي الذي شطبت في عهده العديد من الشركات بالبورصة وما تجرعه المستثمرين من خسائر جراء هذا الشطب. والحقيقة أن السبب الأخيرة سيدفعني مجددا لتوضيح الدور المنوط به رئيس البورصة المصرية والذي لا يعدو أن يكون أكثر من مجرد دور رقابي لضمان سلامة التداولات وهو ليس مسئولا علي الاطلاق عن صعود أو هبوط أسعار الأسهم وإنما كل ما يعنيه هو قيمة التداولات وعدم وجود أي شبهة فساد قد تطولها.. ولكن للأسف ظهور احد رؤساء البورصة السابقين إعلاميا بشكل دائم وتعليقه علي أداء السوق وأسباب تراجعاته وتنبؤاته المستقبلية له قد أحدث نوعا من الخلط لدي المستثمرين عن الدور الأساسي لرئيس البورصة وهو الأمر الذي قد تناولناه أيضا في مقالة سابقة ولا نريد الاطالة فيه. وأخيرا وما يجب علي المتعاملين تفهمه الآن.. أن تغيير رئيس البورصة أيا ما كانت الاسماء لن يؤثر علي أدائها سواء صعودا أو هبوطا.. والأمر الوحيد الذي قد يؤثر في أداء البورصة المصرية هو الاهتمام الحكومي بها واعتبارها أحد أهم أولياتها خلال الفترة القادمة كونها ركنا أساسيا من أركان اقتصاد أي دولة متقدمة.. ذلك الاقتصاد الذي أن لم يشهد تحسنا