أكد عدد كبير من مديري صناديق الاستثمار أن الصناديق سجلت خسارة منذ بداية العام تقدر بنحو 0.27% في المتوسط وهي أقل من الخسارة التي حققها المؤشر خلال نفس الفترة التي تقدر بنحو 35%. ورأوا أن الصناديق تتبع استراتيجية متوازنة للاستثمار في البورصة تتمثل في استثمار نسبة كبيرة من موارد الصندوق في أدوات الدخل الثابت أما النسبة المتبقية فتكون في الأسهم ذات السيولة المرتفعة التي يمكن تسييلها في أسرع وقت، مع الاحتفاظ بالأسهم الاستراتيجية والبعد عن الأسهم التي تحفها المخاطر. وأشاروا إلي أن أهم المشكلات التي تواجه الصناديق تتمثل في صغر أحجامها بعد حركة الاستردادات التي شهدتها نتيجة تراجع السوق وهو ما يقلل من مقدرة مدير الصندوق في الاستثمار بالسوق. بداية أوضح أحمد عطا العضو المنتدب لشركة بيريوس لإدارة صناديق الاستثمار أن الصناديق سجلت خسارة منذ بداية العام تقدر بنحو 5.27% في المتوسط في ظل تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة أي جي اكس 30 بنحو 35% موضحا أن هناك صناديق خاسرة حوالي 6.41% وأفضل أداء للصناديق خسر 12% في حين سجل صندوق بنك بيريوني للأسهم خسارة 9.14% ويعد الثاني بين أفضل الصناديق أداء منذ أول العام. ورأي عطا أن الاستراتيجية التي يجب أن تتبعها الصناديق في ظل معدلات مرتفعة للمخاطر تتمثل في تجنيب الصناديق لجزء من مواردها للاستثمار في أدوات العائد الثابت لارتفاع معدلات الفائدة علي الأذون والسندات الحكومية. وأضاف أن انخفاض السوق لا يرجع معظمه للتوترات علي الساحة السياسية وإنما جزء منه يتمثل في التراجع الذي شهدته أسواق العالم كلها مشيرا إلي أن السوق القبرصي تراجع بنسبة 52% وأوكرانيا 38% وهبوط يوروستوك 33% وكاك الفرنسي 20% وإسبانيا 27%. وأكد أن مشكلات صناديق الاستثمار هي نفسها مشكلات البورصة المصرية والاقتصاد العالمي مشيرا إلي أن النظام الاقتصادي والسياسي يشهد تقلبات حادة خلال السنوات الثلاث الماضية فلا نكاد ننتهي من مشكلة حتي تظهر أخري جديدة منذ الأزمة المالية العالمية مرورا بخفض التصنيف الائتماني للديون الأمريكية. وأضاف أن هناك فرصا استثمارية جيدة في السوق ولكن نظرا لضعف إقبال العملاء والسيولة لدي الصناديق نظرا لعدم وضوح الرؤية السياسية متوقعا أن تحل هذه المشكلة مع معاودة البورصة للارتفاع لتحقق نموا إيجابيا بنحو 30%. ورأي أن الاستراتيجية الإيجابية للاستثمار للصناديق في مثل هذه الظروف يتمثل في الاستثمار بنسبة 50% في أدوات العائد الثابت والنسبة المتبقية في الأسهم.. عالية السيولة حتي يسهل بيعها في أي وقت حيث يمكن يمكن تصفية الصندوق في يوم واحد علي عكس الأسهم منخفضة السيولة التي يصعب تسييلها في وقت قصير. ويري عادل كامل المدير التنفيذي ورئيس الاستثمار بإدارة الأصول بشركة اتش سي أن الاستراتيجية المثلي للصناديق في الوقت الحالي تتمثل في التوازن بمعني الاستثمار بجزء في أدوات العائد الثابت والجزء الآخر في الأسهم ذات السيولة العالمية مع الاحتفاظ بالأسهم الاستراتيجية والاقلال من الأسهم التي تعاني من مشكلات في الوقت الحالي. وأوضح أن المشكلات التي تواجه الصناديق في الوقت الحالي تتمثل في التراجع الكبير الذي يشهده حجم الصناديق مما يحد من مقدرة مدير الاستثمار في السوق مشيرا إلي أن الصناديق لم يعد لها وزن نسبي مؤثر في السوق. وأضاف أن إدارة الصناديق تمكنت من مواجهة مشكلة الاستردادات الأزلية عن طريق التعديلات التي تمت علي نشرات الاكتتاب مما قلصت عمليات المضاربة علي الوثائق، مؤكدا أن أهم المشكلات التي تواجه الصناديق تتمثل في الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها الدولة. وأضاف أن المشكلات الأخري لم تعد ذات تأثير قوي علي أداء واستراتيجيات الصناديق في الفترة الحالية. ورأي أنه عند تحسن الأوضاع السياسية بإجراء انتخابات مجلس الشعب والشوري في هدوء وكذلك إجراء انتخابات رئاسية هادئة.