كل المؤشرات تؤكد ان السياحة المصرية باتت موعودة بالأزمات فما ان بدأت تتعافي قليلا من تداعيات احداث ثورة 25 يناير حتي جاءت الأحداث الأخيرة الخاصة بالاعتداء علي السفارة الاسرائيلية لتعود بها الي المربع الأول من جديد وهو ما تسبب في استياء عام بين مستثمري وخبراء السياحة . . ولسان حالهم يقول "ملحقناش نفرح" السياحة تخرج من حفرة صغيرة الي حفرة أعمق وأعمق لتزيد من جراحنا التي كنا نأمل ان نضمدها في أقرب وقت ممكن والأدهي من ذلك ان البنك المركزي المصري رسم صورة قاتمة لأوضاع الاقتصاد المصري الذي تعد السياحة أهم موارده خلال العام المالي الماضي حيث كشفت احصائيات البنك المركزي الأخيرة عن انخفاض في الايرادات السياحية خلال السنة المالية الماضية بنسبة 6 .8% لتسجل 6 .10 مليار دولار حيث تراجعت السياحة خلال النصف الاول من العام الجاري بمعدل 5 .47% لتحقق 6 .3 مليار دولار مقابل 9 .6 مليار دولار خلال النصف الثاني من عام 2010 وذلك تأثرا بالأحداث الأخيرة . من جانبهم وصف خبراء السياحة والعاملون بها أحداث محاولة اقتحام مقر السفارة الاسرائيلية بالقاهرة وهدم الجدار العازل واشعال النيران في أحد المباني التابعة لوزارة الداخلية واقتحام مديرية امن الجيزة بالأحداث "الفوضوية" التي ستؤثر بالسلب علي قطاع السياحة وستعيد القطاع للخلف بعد بدء التعافي الذي شهده مؤخرا مؤكدين ان القطاع السياحي سيدفع الثمن غاليا فلم تهنأ حركة السياحة الوافدة الي مصر من بداية التعافي التدريجي الذي شهدته خلال الشهرين الماضيين إلا وعادت الضربات الموجعة من جديد وهو الأمر الذي سيؤثر سلبا علي التدفقات السياحية الوافدة لمصر خلال الفترة المقبلة . وفي مؤشر يعد الأخطر من نوعه كشف العديد من المواقع الالكترونية الأوروبية المتخصصة في تصنيف المقاصد السياحية المفضلة خلال العام القادم من حيث الاعداد الراغبين في زيارة أي مقصد أن مصر خرجت من المنافسة نهائيا بعدما تم الإعلان عن أفضل 20 مقصدا مرشحا للزيارة من قبل الجنسيات الأوروبية . . وهو ما يعد صدمة كبيرة بالنسبة للعاملين في الوسط السياحي بالرغم من أن مصر كانت ضمن أفضل و10 مقاصد علي مستوي الدول السياحية الكبري والتي يفضلها السائحين في العام الماضي وأكد مستثمرو السياحة ان عدم ادراج مصر ضمن ال20 مقصدا المفضلة لدي السائحين هو بسبب استمرار المظاهرات والاعتصامات وكذا بسبب سوء إدارة الأزمة من قبل القائمين علي السياحة في مصر سواء في الترويج أو التسويق لمصر في الخارج وهو ما يؤدي الي حدوث تأثيرات سلبية علي قطاع السياحة الذي يعتبر أهم نشاط اقتصادي في مصر في الوقت الحالي لافتين الي ان تعافيه سيحل مشكلات كثيرة وسيسهم في زيادة موارد الدولة من النقد الاجنبي . من جانبه توقع منير فخري عبدالنور وزير السياحة ألا تتجاوز معدلات التراجع بقطاع السياحة نسبة 25% مع نهاية العام الجاري وان يتراوح عدد السائحين ما بين 5 .10 و11 مليون سائح مؤكدا ان عودة الاستقرار أهم عوامل تعافي السياحة . . ويوضح الوزير ان السياحة المصرية شهدت تحسنا ملحوظا مع نهاية الشهر الماضي حيث إنها في طريقها الي استعادة مستواها الطبيعي . ويشير الوزير الي ان حجوزات شهر سبتمبر الجاري جاءت أفضل من الأشهر الماضية منوها الي استمرار العمل بقرار تحفيز الطيران العارض مع التعديل في أسلوب هذا التحفيز بالاضافة الي تطور الحركة السياحية وتأمين الطيران العارض ضد احتمالات الخسارة، موضحا ان ارتفاع عدد السياح بنسبة تتراوح ما بين 7% و8% خلال العام الجاري علي أساس سنوي يؤكد ان الموسم الجديد سيشهد نقلة كبيرة . ويؤكد وزير السياحة ان السياحة المصرية قد بدأت في التعافي وهو ما يؤكده التقدم الملموس في الاحصائيات السياحية لشهر اغسطس الماضي حيث استمرت اعداد السائحين القادمين الي مصر في التحسن حيث بلغ عددهم في هذا الشهر 257 .907 سائحا بنسبة انخفاض لم تتجاوز 6 .20% فقط مقارنة بشهر اغسطس من العام الماضي كما شهدت اعداد السائحين خلال شهر اغسطس من بعض الاسواق السياحية ارتفاعا ملحوظا ومنها روسيا وأوكرانيا حيث ارتفع عدد السائحين الوافدين منهما بنسبة 24% و34% علي التوالي مقارنة بأعداد السائحين في نفس الشهر