معرفة بعض الخبراء بالبورصة وكذلك بعض الأكاديميين والمسئولين في الحكومة مثل معرفة جدتي الله يرحمها بعلوم الفضاء، ولذلك لم يحرك أحدهم ساكنا وأقصد الحكومة والمسئولون عن القطاع المالي لنجدة البورصة من الانهيار ونقصد بالانهيار ليس خسارة 23 مليار جنيه من رأس المال السوقي الاسبوع الماضي ولكن انهيار قيمة التداول اليومي من 2 مليار جنيه عام 2008 إلي مدي يتراوح بين 150 مليون جنيه و400 مليون جنيه حاليا وكذلك انهيار وتآكل مدخرات مئات الآلاف من الأسر المصرية التي يستثمر عائلها أو أحد أفرادها في البورصة . الدكتور حازم الببلاوي وهو رجل من اكفأ الخبراء في القطاع المالي ويشغل منصب نائب الوزراء ووزير المالية أكد في برنامج "نبض الاقتصاد والناس" أن البورصة وظيفتها توفير التمويل للمشروعات عن طريق الاكتتابات الأولية وقلل من أهمية انخفاض رأس المال السوقي بمقدار 600 مليار جنيه منذ مايو 2008 وحتي الآن، حيث تراجع رأسمال البورصة السوقي من 950 مليار جنيه إلي 350 مليار جنيه سنويا . وقال وزير المالية إن البورصة لها دورها وهو توفير التمويل ولنا هنا أكثر من تساؤل كيف ستوفر البورصة التمويل للمشروعات عن طريق الاكتتابات الأولية اذا وصلت إلي حافة الانهيار يا سيدي وزير المالية؟ ولكن نعرف مدي تأثير هبوط البورصة علي الاكتتابات يجب أن نعرف التجارب القاسية التي مر بها المستثمرون في اكتتابات بالم هيلز واوراسكوم تليكوم وغيرها فمثلا دخل المستثمرون اكتتاب بالم هيلز بسعر 22 جنيها وسعر السهم الآن 5 .1 جنيه بالبلدي "جنيه ونص" هل تتصور ذلك؟! وكيف سيدخل أي مستثمر اكتتاب أولي بسعر 10 جنيهات مثلا وهو يعرف أنه بعد تداول السهم سينخفض سعره إلي 2 جنيها مثلا، ان الاكتتابات السابقة انخفض سعر السهم عن سعر الاكتتاب بنسب تتراوح بين 40% و80% فكيف سيكون ذلك مشجعا لأي مستثمر لكي يدخل "اكتتاب أولي"؟ سيدي وزير المالية لا يمكن أن تنجح اكتتابات أولية في بورصة تعاني من الشلل التام والتراجع المستمر في أحجام وقيم التداول وبعد أن تآكلت مدخرات المستثمرين في البورصة فالخسائر الحقيقية من أموال ومدخرات المصريين في البورصة تزيد علي 200 مليار جنيه مقابل انخفاض رأسمالها السوقي 600 مليار جنيه في 3 سنوات هناك مستثمرون افلسوا تماما، وهناك مستثمرون ذهبت مدخراتهم أدراج الرياح وتحولت إلي سراب سيقول البعض انها خسائر ورقية ودفترية وهذه مهزلة أخري انها خسائر حقيقية لأن من لم يبع في 2008 خسر في ،2009 ومن لم يبع 2009 خسرا أكثر من 2011 وهكذا . الأهم أن تآكل المدخرات وتبخر السيولة أدي إلي انخفاض قيمة التداول لتصبح 200 مليون جنيه الآن بدلا من 2 مليار جنيه عام 2008 أي 10% من قيمتها، وهذا يدل علي تآكل المدخرات وتبخر السيولة وأصبحت البورصة كآلية للتمويل مهددة بالتوقف في ظل عجز حكومي وتعامل مع البورصة علي أنها صالة قمار ليس إلا بدون دراسة النتائج الاقتصادية إلا بدون دراسة النتائج الاقتصادية لانهيار البورصة لأن عجز البورصة عن تمويل الشركات سيؤدي إلي اتجاه الشركات للقطاع المصرفي بدلا من تجميع مدخرات المصريين كوسيلة للتمويل عن طريق البورصة مما سيسبب ضغوطا أكبر علي القطاع المصرفي، يا سيادة رئيس الوزراء نظرة للبورصة لأنها مؤسسة مهمة في حدود دورها الذي تقوم به كوسيلة للتمويل، لانها لن تقوم بدورها إلا اذا كانت منتعشة، أما اذا استمرت في الانهيار فلن يكون لها دور في التمويل أو تجميع المدخرات ناهيك عن تأثيرها علي مئات الآلاف من الأسر وتآكل مدخراتها وتأثيرها علي مستويات معيشتها وكذلك تأثيرها علي العاملين في القطاع وهم بالآلاف . . يا حكومة البورصة مهمة كأداة للتمويل . . ولكنها لن تمول وهي منهارة . ELNAGAR400@YAHOO .COM