سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تعتقد وزارة الزراعة الأمريكية أن المستحقين يفوقون عدد المسجلين فيه بالفعل..برنامج كوبونات الطعام يحمي 45 مليون أمريكي من الجوع ويكلف الدولة 65 مليار دولار سنويا!
عندما جاءت الأرقام يوم 8 يوليو الماضي تنذر بارتفاع لمعدل البطالة الأمريكي إلي 2.9% أعلن الجمهوريون والديمقراطيون علي السواء أن ذلك علامة علي حماقة السياسات الأمريكية المتبعة وتساءل الجمهوريون كيف يفكر الديمقراطيون في زيادة الضرائب رغم ضعف الاقتصاد؟ وبدورهم تساءل الديمقراطيون كيف يطالب الجمهوريون بخفض الانفاق علي شبكة الامان الاجتماعي في الوقت الذي يشهد تزايدا لاعداد الأمريكيين المحتاجين؟ ورغم ما جري التوصل إليه من حلول بشأن رفع سقف الدين العام الأمريكي فإن الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين الأمريكيين أن يجدوا ما يأكلونه فهذا البرنامج يعتبره الحزب الديمقراطي غير قابل للمساس به في حين يراه الجمهوريون برنامجا غير قابل للبقاء ومع ذلك فإن عدد المستفيدين من هذا البرنامج يتزايد منذ بداية الركود العالمي الاخير. فبعد أن كان عددهم 25 مليون شخص هذا العام أي أن واحدا من كل سبعة أمريكيين صار يعتمد في طعامه علي هذا البرنامج وقد كان طبيعيا أن تزيد تكلفة البرنامج أيضا من 35 مليار دولار عام 2008 لتصبح 65 مليون في العام الماضي 2010 وتعتقد وزارة الزراعة الأمريكية المشرفة علي إدارة هذا البرنامج أن عدد المسجلين في البرنامج من الأمريكيين لا يتجاوز ثلثي المستحقن بالفعل للمعون الغذائي وهذا معناه أن إجمالي المستحقين يصل إلي 5.67 مليون أمريكي 71.21% من إجمالي الشعب الأمريكي أكثر بلاد العالم تقدما. وتقول مجلة "الايكونوميست" إن الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي يريدون وقف هذه الزيادة السريعة في مخصصات برنامج كوبونات الطعام وفي اعدادهم للميزانية القادمة اقترحوا خفض مخصصات هذا البرنامج 20% اعتبارا من عام 2015 وبدلا من كونه برنامجا فيدراليا يتيح كوبونات الطعام لكل مستوف لشروط الاستحقاق بغض النظر عن التكلفة الإجمالية للبرنامج فانهم يريدون جعله برنامجا محليا يخص كل ولاية علي حدة علي أن يخصص لكل ولاية مبلغا سنويا محددا غير قابل للزيادة بغض النظر عن اعداد المستحقين وقد صوت مجلس النواب أيضا لصالح خفض تكاليف أنظمة الرعاية الصحية والغذائية للسيدات الحوامل الفقيرات والمواليد والأطفال علي حد سواء بنسبة 11% ولكن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون لن يوافق علي هذا الخفض الاخير. ان العاطفين علي الفقراء يعتبرون هذه التخفيضات كلها تخفيضات مفرطة وغير معقولة. ويقولون إن كوبونات الطعام لا تنطوي علي أي تبذير بل هي قد تكفي بالكاد وان المستحقين لهذه الكوبونات هم مواطنون أمريكيون لا يزيد دخلهم علي حد الفقر سوي بنحو 30% أو أقل.. وإن قيمة الكوبونات التي يتلقاها كل مواطن تتوقف علي مستوي دخله وقيمة ما يملكه من أصول وعدد أفراد أسرته وأن متوسط ما يحصل عليه الفرد شهريا لا يتجاوز 133 دولارا كما أن الحد الأقصي الذي يحصل عليه أي معدم بلا دخل علي الاطلاق هو 200 دولار شهريا.. وهذه أرقام سيجري تخفيضها قريبا جدا عندما يحل أجل انتهاء الزيادة المؤقتة التي سبق أن تقررت لها ورفعت المستحقات بالتالي إلي هذا المستوي وهذه الأرقام حتي بقيمتها الراهنة تعتبر ضئيلة أو حتي هزيلة.. وتقول ميليسا نيفيز إحدي المستحقات لكوبونات الطعام أنها لا تأكل سوي الأطعمة الرخيصة والنشوية منها أساساً ومع ذلك فإن مستحقاتها من البرنامج تنفذ قبل نهاية الشهر بأسبوع أو عشرة أيام.