الفقر قضية قديمة جديدة تحركها رياح الوعود السياسية في أوقات الانتخابات وتسكين الجروح ويقتلها غياب التخطيط للقضاء علي شبحه هذا هو التوصيف الصحيح لهذه القضية في مصر ففي كل عام تتجدد الأحزان كلما أعلن عن انضمام أعداد جديدة لطابور الفقراء الذي أصبح صديقا مخلصا لهم يتعايشون معه لكنهم بين الحين والآخر تتجدد آمالهم في انتشالهم من بؤره المتفشية في ربوع الوطن وبين هذا وذاك تبقي كل المحاولات والمبادرات تعمل في جزر منفصلة لغياب ما يسميه الخبراء بالتوجه العام الحقيقي فآخر هذه المبادرات كانت احياءالأمير طلال بن عبدالعزيز الأمل بإطلاق بنك الفقراء في مصر والتي مثلت مبادرة خلاقة تهدف إلي مساعدة الفقراء وايجاد فرص العمل لهم عن طريق تقديم الخدمات المالية الشاملة وتم تنفيذ تلك المبادرة في كل من الأردن واليمن والبحرين وبعد التغيرات السياسية الكبيرة التي حدثت في مصر دعا الأمير طلال بن عبدالعزيز مصر إلي دخول تلك المبادرة وأكد أن برنامج أجفند علي أتم الاستعداد لإحياء مبادرة إنشاء بنك للفقراء في مصر وكان الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية قد اهتم في وقت سابق أن نظام الرئيس السابق حسني مبارك عرقل فكرة إنشاء بنك الفقراء في مصر الأمر الذي أضر بمصلحة 15 مليون مصري فقير كان من المستهدف أن يقوم البنك بدعمهم ماديا وتحويلهم لفئات منتجة ودعم هذه المبادرة عدد من التقارير والدراسات التي صدرت عن كبريات المؤسسات المالية وبيوت المال. التجربة العربية بداية التجربة كانت في الأردن كأول بنك من سلسلة بنوك الفقراء في الوطن العربي عام 2006 كشركة مساهمة خاصة لا تهدف إلي الربح ومنذ ذلك التاريخ استطاع البنك منح ما يزيد علي 105 آلاف قرض بمبالغ تصل إلي 101 مليون دولار ويمتلك البنك الآن محفظة نشطة تقدر ب28 ألف عميل، وفي عام 2008 بدأت التجربة في اليمن حيث بدأ بنك الأمل اليمني في مزاولة نشاطه في خدمة وتمويل الفقراء ولبنك الأمل الآن محفظة نشطة تقدر ب44 ألف عميل إقراض وادخار حيث يمتاز هذا البنك بقدرته علي تلقي ودائع المدخرين وتعتبر تجربة بنك الأمل في تقديم التمويل الأصغر الإسلامي تجربة رائدة جدا علي مستوي الوطن العربي حيث حصل بنك الأمل اليمني علي جائزة المسابقة العالمية الخاصة بتحديات التمويل الأصغر الإسلامي والتي يرعاها البنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة جرامين جميل وبنك ديتشه لعام ،2010 ثم انتقلت التجربة إلي البحرين ففي فبراير 2009 تم إنشاء بنك الإبداع في البحرين ولكن يعد هذا البنك أقل بنوك الفقراء امتلاكا للمحفظة النشطة ويرجع هذا إلي صغر حجم سوق التمويل الأصغر في البحرين التي لا تتعدي 32 ألف عميل ولقد تم إنشاء هذا البنك أيضا كشركة مساهمة بحرانية لا تهدف إلي الربح، هذا بالاضافة إلي مؤسسة الأمل الموجودة في مصر وتزاول نشاطها منذ منتصف التسعينيات واستطاعت منح ما يزيد علي 24 ألف قرض. التمويل الأصغر يعتبر حجم سوق التمويل الأصغر الصري بناء علي معلومات التقرير الاقليمي للتمويل الأصغر مصر الأكثر إثارة فلقد احتلت مصر المركز الأول من حيث عدد المقترضين في قطاع صناعة التمويل الأصغر ففي نهاية عام 2009 بلغ عدد المحفظة المصرية 1،4 مليون عميل كما أن مصر احتلت المركز الثاني بعد المغرب في قيمة المحفظة حيث بلغت قيمة المحفظة مليون دولار أمريكي تقريبا ويوجد في مصر فجوة بين الطلب والعرض تقدر بحوالي 4،9 مليون فرد يستطعيون الانتفاع بخدمات التمويل الأصغر ولم يتم اشباعهم إلي الآن كما يحتاج سوق التمويل الأصغر المصري إلي ضخ مبالغ اضافية تصل إلي 1،28 مليار دولار ومن عرض تلك الأرقام يعتبر سوق التمويل الأصغر