قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير إن الخرطوم ستطرح عملة جديدة بعد يوم من تأكيد جنوب السودان الذي استقل حديثا أنه سيفعل الشيء نفسه حيث تعمل الدولتان لفصل اقتصاديهما بعد الانفصال. وأعلن جنوب السودان الاستقلال يوم السبت بموجب اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه عام 2005 والذي أنهي عقودا من الحرب الأهلية مع الشمال. وقال محللون إن من الضروري أن ينسق البلدان خطواتهما بشكل وثيق فيما يتعلق بإصدار العملتين لتجنب أي نزاعات مستقبلا. لكن اليجا مالوك محافظ البنك المركزي في جنوب السودان قال لرويترز إنه لم يتم إبلاغه بشأن خطة البشير وأن القضية الرئيسية هي كيفية استبدال نحو ملياري جنيه سوداني مازالت متداولة في اقتصاد دولة الجنوب. وقال البشير يوم الثلاثاء للبرلمان في الخرطوم إنه سيتخد مجموعة من إجراءات التقشف لتعويض خسارة نفط الجنوب. وفقد شمال السودان 75% من إنتاج النفط البالغ 500 ألف برميل يوميا بعد استقلال الجنوب يوم السبت.. والنفط له أهمية حيوية لكلا البلدين. وقال البشير دون أن يخوض في تفاصيل إن حزمة الاجراءات الاقتصادية تتضمن إصدار عملة جديدة في الأيام القادمة. وكان وزير مالية الجنوب قد أعلن يوم الاثنين بدء تداول جنيه جنوب السودان الجديد الأسبوع المقبل علي أن يتم ربطه بالجنيه السوداني المتداول بنفس القيمة. وقال محافظ البنك المركزي لجنوب السودان إن استبدال ما يصل الي ملياري جنيه سوداني يجري تداولها في الجنوب سيستغرق "بين شهر وثلاثة أشهر". وفي جوبا لم يحدد مالوك موعدا لفك الجنوب ربط عملته بالشمال والامساك بزمام نظامه الاقتصادي. وبعد إعلان البشير قال مالوك لرويترز إنه ليس لديه معلومات بشأن قرار الخرطوم.. وقال ان القرار لن يغير خططهم وأن المسألة هي ما الذي يمكن عمله بالعملة القديمة. ومن المرجح أن يبقي اقتصادا السودان وجنوب السودان مرتبطين بشدة في السنوات القادمة حيث يوجد في الجنوب معظم احتياطيات النفط. وتقول الخرطوم انه سيتعين عليها تنويع مصادر اقتصادها لتشمل الزراعة والذهب والصناعات الأخري.. ومازال البلد يخضع لعقوبات تجارية أمريكية معوقة وديون وطنية تصل قيمتها الي 40 مليار دولار. ويقول المحلل الاقتصادي عبد المهدي لرويترز إن إصدار عملة جديدة في الشمال يمكن أن يكون له أثر معوق علي الجنوب.. وأضاف انه يمكن أن يصبح له أثار لكن مازال هناك وقت وأن طرح عملة جديدة لن يتم بين ليلة وضحاها وأن إحلالها سيتم تدريجيا. وقال عبد المهدي إن إعلان البشير إجراء دفاعي ورد فعل علي خطط الجنوب لطرح عملة جديدة. وأضاف أن الشمال سيطرح عملته لتأمين مصالحه بعد أن أعلن الجنوب انه سيبدأ في طرح عملته.. وأضاف أن المسألة هي ما الذي سيحدث للجنيه السوداني بعد ان يسحب الجنوب تداوله.. وقال ان أسوأ شيء سيكون إذا ألقي الجنوب بالجنيه السوداني في اسواق الشمال. وتتراجع قيمة الجنيه السوداني في السوق السوداء في الخرطوم منذ أسابيع بينما يقول خبراء اقتصاد إن تدفق العملات الاجنبيه المطلوبة لتلبية حاجات الاستيراد سيتراجع مع تراجع عائدات النفط.