تحول المستثمرون في الأسواق المتقدمة خلال الوقت الراهن بعد استمرار أزمة منطقة اليورو نحو سندات الشركات، وبدأوا يتجنبون السندات الحكومية، وقد أدي الطلب الناشئ عن هذا التوجه إلي وصول معدلات الفائدة علي سندات الشركات إلي مستويات متدنية جداً، وجاء في صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أنه قامت شركات كوكاكولا، وجونسون آند جونسون بإصدار سندات بفائدة منخفضة قياسية في الأشهر السبعة الماضية، كما قامت شركة وول مارت الأمريكية للتجزئة بإصدار سندات مدتها ثلاث سنوات في العام الماضي بفائدة قدرها 75.0% فقط. ويعلق الدكتور عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الأهلي لإدارة المحافظ وصناديق الاستثمار، موضحا أن الاستثمار في سندات الشركات هو أحد أنواع صناديق الاستثمار في السندات بصفة عامة، ويكون هدفها الاستثماري تحقيق أعلي مستوي من الدخل عن طريق الاستثمار في سندات الشركات ذات الآجال المختلفة، ومن ثم فتحول المتعاملين إليها يكون بهدف تحقيق أكبر دخل ممكن، موضحا أن صناديق الاستثمار في السندات ذات عدة أنواع، ولكل نوع ميزته التي يمتاز بها، فهناك صناديق للاستثمار في السندات الحكومية، وتقوم بالاستثمار في السندات الحكومية ذات الآجال المختلفة، بالإضافة إلي صناديق للاستثمار في السندات المتنوعة الحكومية وسندات الشركات، وتوجد صناديق السندات العالمية، وتستثمر في السندات المصدرة من دول مختلفة. ويضيف خليفة أنه توجد صناديق السندات ذات العائد المرتفع ونسبة المخاطرة المرتفعة، وتقوم بالاستثمار في سندات الشركات ذات العائد المرتفع ونسبة المخاطر المرتفعة، ويتم عادة تقييم هذه السندات بدرجة ائتمانية أقل من ناحية الجودة أو يتم تصنيفها علي أنها سندات مضاربة، وهناك صناديق الاستثمارات ذات الدخل الثابت، وهي الصناديق متوسطة وطويلة الأجل، وتهدف أساسا إلي تحقيق عائد علي الوحدة المصدرة من الصناديق أو علي وثيقة الاستثمار أعلي من العائد المحقق من وديعة بنكية بنفس الأجل، وتتدرج تلك النوعية من الصناديق تحت بند الصناديق المتوسطة والطويلة، وتقتصر استثماراتها علي السندات وأدوات المديونية الأخري. ويوضح أنه علي الرغم من أن صناديق الاستثمار في السندات تتميز بأنها تحقق دخلا، إلا أن العائد لهذه الصناديق يكون عرضة لتذبذبات أسعار الفائدة، وتعتبر صناديق الدخل الثابت أحد أنواع صناديق الاستثمار في السندات. ويري أحمد زينهم مدير شركة "تي إم تي" للاستشارات المالية أن تدني الفائدة علي سندات الشركات، يسبب قلقا لبعض المروجين للسندات التي تصدرها الشركات، كما أن العديد من المستثمرين يفضلون السندات عالية الخطورة التي تصدرها الشركات ذات التصنيف الائتماني المنخفض، موضحا أنه تراجعت معدلات الفائدة التي تدفعها الشركات التي تصدر سندات عالية الخطورة منذ نهاية الأزمة المالية العالمية، مما أعطي المستثمرين عوائد مرتفعة. ويضيف أن اتجاه المستثمرين نحو سندات الشركات قد يسهم في المساهمة في تخفيض المخاطر التي يتعرضون لها، كما يعمل علي توفير فرصة استثمارية جيدة للمستثمرين ذوي المدخرات المحدودة، لعدم إمكانية استثمارهم في الأوراق المالية الأخري، بسبب عدم كفاية مدخراتهم لشراء مجموعة من تلك الأوراق، ومع ذلك فقد لا تعتبر محدودية الموارد سببا للإحجام عن الاستثمار المباشر في الأوراق المالية، ولكن هناك من لديه تلك الموارد، وبسبب عدم توافر الخبرة والمعرفة اللازمة لإدارة مثل هذه التشكيلة أو لعدم توافر الوقت الكافي لديهم، وتلبية لاحتياجات هؤلاء المستثمرين ظهرت شركات متخصصة في بناء وإدارة تشكيلات صناديق من الأوراق المالية، أو ما يطلق عليه المحافظ العامة أو صناديق الاستثمار بما يتلاءم مع ما لديهم من موارد مالية، ومن ثم قد يتجهون إلي الاستثمار في سندات الشركات عن طريق صناديق الاستثمار. ويشير إلي أن تواجد مثل هذه الأدوات وتوافرها ضرورة، وذلك لأهميتها في تحريك وتنشيط السوق وإيجاد واستقطاب صغار المدخرين والمستثمرين، خاصة الذين لا تتوافر لديهم الخبرة اللازمة لاستثمار أموالهم في مشروعات استثمارية تعود علي هؤلاء المستثمرين بالنفع والعائد الجيد بصفة خاصة في الوقت الراهن، وعلي