هي آخر تجليات الثورة السورية علي نظام الأسد الذي في جوهره نعامة، وإلا لكان وجه قوته الهائلة باتجاه اسرائيل، وليس نحو صدور مواطنيه! لا رابح صافي الربح في أي حرب، فما بال حرب بين نظام وشعب علي أرض الوطن؟! ثوار سوريا حددوا هدفهم، وفي سبيله لم يدخروا وسعا في توجيه كل السهام باتجاه نظام يمارس حربه ضد العزل باستخدام القوة المفرطة، ولا مانع من قطع الماء والكهرباء وحصار القري والأحياء، وعزل مدن بأكملها و... و... وكل أساليب الحرب بأوسع معانيها، وسلاح الاقتصاد، وبالتحديد التضييق علي الضروريات المعيشية، أصبح جزءا أساسيا في استراتيجية "الأسد/ النعامة". ولأن الحديد لا يفله إلا الحديد.. ولأن البادي أظلم، ولابد أن تدورعليه الدوائر، لم يكن أمام ثوار سوريا إلا تطوير هجمة اقتصادية مضادة علي النظام الذي سقطت شرعيته عندما استباح دماء الأطفال والنساء والشيوخ والشباب العاري الصدر إلا من إيمان بالعزة والحرية والكرامة. "الليرة".. آخر سلاح صوبه ثوار سوريا علي رأس النظام! ولأن الطبقة الحاكمة لا تعرف إلا مص الدماء واستنزاف الثروة الوطنية لصالحها فإن المواجهة لا تكون إلا بسحب المواطنين مدخراتهم من البنوك، ربما أدي ذلك لإنهاك آلة الحرب التي لا توجه فوهاتها تجاه العدو، وانما إلي رءوس الشعب الأعزل! سحب الليرة من حسابات المواطنين يعني بحسابات الثوار حرمان آلة العدوان من المدد المالي، ومن ثم الضغط علي النظام عبر قطع الطريق عليه للاستعانة بمدخرات مواطنيه لتمويل حربه الغاشمة عليهم! صحيح ان الخاسر الأعظم هو الاقتصاد الوطني سواء لتوقف عجلة الانتاج أو استنزاف ما يمكن ان يتم توجيهه لتمويل الاحتياجات الأساسية في دعم آلة الحرب، وأخيرا سحب المدخرات إلا أنها قد تكون خطوة للخلف، قبل التقدم خطوتان للأمام حين ينجح السوريون في ازاحة الكابوس الجاثم علي صدورهم عقودا طويلة، فعندما تصبح مقاليد الأمور بيد أصحاب المصلحة الحقيقيين في التقدم والتنمية، يمكن تعويض كل ما فات، فالمواطن الحر أكثر قدرة علي الانتاج والابداع واستعادة ما أهدره النظام من عمر شعبه.