"من رحم الأزمات تولد الفرص" هل تنطبق هذه المقولة علي أزمة انتشار بكتيريا "اي كولاي" في عدد من دول أوروبا وأصابت ما يزيد علي 2500 شخص وقتل أكثر من 23 مواطنا أوروبيا نتيجة اصابة الخضراوات والمنتجات الزراعية بتلك الدول بالبكيتريا القاتلة بما يفتح الباب للحاصلات الزراعية المصرية لتلبية احتياجات هذه الأسواق وخاصة ان المنتجات المصرية مازالت آمنة من هذه البكتيريا اللعينة. "الأسبوعي" ناقش القضية مع المصدرين والخبراء حول حقيقة هذه الفرصة من عدمها وهل المنتجات المصرية بعيدة عن الاصابة بالبكتيريا؟ وتضاعف الدول الاوروبية من جهودها لتعقب مصدر تفشي البكتيريا القاتلة "اي كولاي" وسط تحذيرات انه لن يتم أبدا التوصل إلي مصدرها، وواصلت تحذيراتها للمستهلكين من تناول الطماطم النيئة والخس والخيار والبقوليات حتي يتم اكتشاف مصدر أي كولاي. يقول شريف البلتاجي رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية ان أزمة بكتيريا الايكولاي مازالت غير واضحة وتكبد المزارعين الأوروبيين خسائر فادحة نتيجة هذه الأزمة حيث اغلقت روسيا أبوابها أمام المنتجات الأوروبية واوقفت ألمانيا وارداتها من اسبانيا والتي حققت خسائر تقدر بمليوني يورو حتي الآن نتيجة رفض المتاجر لاستلام منتجاتها الزراعية وكانت للأزمة تأثيرات سلبية علي مبيعات الخضار والفاكهة بشكل عام بغض النظر عن بلد المنشأ ولذلك فمن الصعب القول بأن الصادرات المصرية استفادت من هذه الأزمة ولكن علي العكس اثرت سلبا علي مبيعات الخضر والفاكهة بصفة عامة ويضيف ان الحديث الآن يدور حول أن اصل البكتيريا هي البقوليات المستنبة. يضيف ان الصادرات المصرية من الخضر ضعيفة وتوجه غالبيتها للأسواق العربية وتعتبر مصر خامس أكبر منتج للطماطم في العالم وفي العموم لو حدث هناك مشكلات في الانتاج الزراعي في أوروبا خلال الفترة القادمة ستكون هناك فرصة لموردي الحاصلات الزراعية للأسواق الأوروبية ومن بينهم المصدرين المصريين . ويؤكد البلتاجي أن هذه البكتيريا بعيدة عن مصر لأننا لا نستورد الخضار والفاكهة من أوروبا ويشير إلي أن زيادة صادرات الحاصلات الزراعية يتم من خلال برامج وخطط اخري خلاف هذه الأزمة عبر افتتاح أسواق تصديرية جديدة والحصول علي حوافز ومساندة تصديرية جيدة تسهم في التغلب علي المشكلات والصعاب التي تواجه صادراتنا للخارج وتحسين مستوي البنية التحتية للتصدير. موسم الشتاء شكك علي عيسي رئيس شعبة المصدرين بالاتحاد العام للغرف التجارية في استفادة الصادرات المصرية من الحاصلات الزراعية من أزمة انتشار بكتيريا الايكولاي في بعض الدول الأوروبية وربط الاستفادة باستمرار المشكلة داخل الأسواق الأوروبية حتي فصل الشتاء ووجود طلب علي الخضر والفاكهة من مصر يبدأ في الموسم الشتوي. أكد عيسي ان أبعاد أزمة بكتيريا الايكولاي لم تعد معروفة بالكامل حتي الآن ولقد تراجعت انباء ان أصل البكتيريا هو الخيار الاسباني وفتحت ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية أسواقها لاعادة استيراد الخضار الاسباني بعد ثبوت عدم صحة هذا الأمر وذهبت التوقعات تشير إلي أن البقوليات المستنبة هي السبب في انتشار هذه البكتيريا. يضيف عموما مصر حاليا خارج موسم الخضار في أوروبا لأن الدول الغربية توفر احتياجاتها في الفترة الحالية من مزارعها وأسواقها المحلية وموسم الحاصلات الزراعية المصدرة لأوروبا في الشتاء ولذلك فلن تستفيد الصادرات المصرية من اصابة المنتجات الأوروبية بهذه البكتيريا. أكد عيسي أن صادرات الخضار والفاكهة المصرية لأوروبا حققا ارتفاعا ونموا خلال الأشهر الأخيرة مقارنة بالفترة المقابلة في العام الماضي واستطاعت تعويض فترة التوقف للصادرات بعد اندلاع ثورة 25 يناير حيث كان توقف