لا أستبعد أن يكون من سرق أراضي مصر، ووزع بعض أراضيها كهدايا، واستحل اموالها، وأثري ثراء فاحشا من أموال الغلابة من أبناء هذا الشعب، ان يسرق تاريخ بلدنا وكنوزها، ويدمر محتويات قصورها الأثرية، التي بنتها أسرة محمد علي، كي تكون مصر قطعة من أوروبا.. فمن أين أثري رئيس ديوان رئيس الجمهورية، الذي إستوطن في القصر علي مدي عقود طوياة، وهل الهدايا التي حصل عليها وفقا لمقتضيات وظيفته، وباعتبارها الذراع اليمني لرئيس الجمهورية تعد من الهدايا والعطايا التي حصل عليها؟ ويثبت في إقرار ذمته المالية إن امواله وثروته جاءت كهدايا من ملوك وأمراء ورؤساء جمهوريات؟! لقد استغل بعض المسئولين الكبار وظائفهم ومناصبهم، حصلوا علي أموالا لا يستحقوها وعقارات وأراضي بتراب الفلوس، وكهدايا احيانا، بل إن من واقع مراكزهم الوظيفية الحساسة تلقوا هدايا وعطايا، إما لتسهيل أعمالا، او لحبهم في الحصول علي الرشاوي المقننة، ولم يكتف البعض بذلك، لأن السلطة مفسدة كبيرة، وقاموا بالنهب المنظم لبعض القصور الرئاسية التاريخية، وقد كان قدوتهم في ذلك والذين اقتفوا أثرهم، بعض قيادات مجلس قيادة الثورة من الضباط الأحرار نووبعض اعضاء لجان جرد محتويات قصور أسرة محمد علي . وكان من البديهي بعد استمرار رئيس ديوان رئيس الجمهورية في منصبه بعد تخلي الرئيس المخلوع عن منصبه، أت تتم بعض حالات الغختلاس لقصور الرئاسة التي أخلاها الرئيس وحاشيته، ولاسيما بعد حالة الانفلات الأمني التي أعقبت ثورة 25 يناير، والتي كانت كل مؤسسات الدولة تقريبا "سداح مداح" ولولا تدخل الجيش وحمايته للاماكن الحيوية المهمة، لما بقيت تلك القصور عامرة رغم سرقتها، بل إن المتحف المصري كان سيكون مبني بلا أثار تاريخية. وقد كشف أحد أعضاء اللجنة القانونية التي شكلت بناء علي تكليف من المجلس الأعلي للقوات المسلحة عن أنها أجرت حصرا شاملا للقصور الرئاسية: الاتحادية برج العرب رأس التين عابدين القبة المنتزه الطاهرة مقر مصر الجديدة، وكانت المفاجأة عدم العثور علي أي أموال نقدية أو هدايا ذات قيمة كبيرة، لكنها وجدت مجموعة كبيرة من النياشين والأوسمة الممنوحة للرئيس السابق حسني مبارك من الدول الشقيقة والصديقة، بالإضافة إلي عدد من الميداليات الذهبية، بينما اختفت جميع الهدايا الخاصة بزوجة الرئيس السابق، وقامت اللجنة باستدعاء الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان الرئاسة السابق، واللواء جمال عبدالعزيز السكرتير الخاص للرئيس السابق، وتوليا فتح الخزائن والدواليب في مقرات الرئاسة، وعند فتح مخزن بسكرتارية رئيس الديوان كانت بداخله أعداد كبيرة من الحقائب، وعلب الهدايا الفارغة، وسجلت اللجنة في ملاحظاتها أنه لا يوجد في الرئاسة دفاتر لتسجيل الهدايا التي حصل عليها الرئيس السابق وأسرته خلال 30 عاما. وجري التحفظ علي الدفاتر الخاصة بسجلات الحسابات المنصرفة يوميا داخل قصور الرئاسة، وأخري تتعلق بالحفلات.. وأثبتت اللجنة استخدام مقتنيات وتحف تخص أسرة محمد علي في الحفلات التي أقيمت في عدة مناسبات، إلا أنها ذكرت أن هذه المقتنيات موجودة ومسجلة بالكامل في دفاتر رسمية بقصر عابدين، وقررت التحفظ علي جميع هذه المقتنيات التاريخية والخاصة بأسرة محمد علي. وأعتقد أن إثبات وجدود تلك المقتنيات كان علي الورق فقط، ولكن اللجنة الجديدة ستكتشف المشكلة حديثا من قضاه وضباط شرطة وعسكريين ستكتشف الكثير من الخبايا، ولابد من سرعة الانتهاء من أعمال تلك الجنة التي ستتولي الجرد الكامل للمقتنيات لمطابقتها مع المستندات الرسمية والملفات المسجلة بها الكنوز الأثرية والتحف الثمينة داخل قصر عابدين لأنها ستكشف كيف أن تاريخ مصر وثروتها كانت معرضة للسرقة والنهب وليس فقط أراضيها وأموال شعبها . وللحديث بقية [email protected]