سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ظل مشروع عملاق لمحاربة "الاقتصاد الأسود" ودعم الشعور بالمواطنة..لاجوس تنقل أصولا ب50 مليار دولار لخانة الشرعية وتبني "هونج كونج" إفريقية علي الأطلنطي!
منذ نحو ثلاثة عقود ونصف كان المرور مشكلة مزعجة في العاصمة النيجيرية لاجوس واليوم بعد أن أصبحت لاجوس واحدة من كبري مدن العالم وأشدها ازدحاما بالسكان لا يزال المرور عورة من عورات هذه المدينة العريقة التي تنمو سكانيا بسرعة مخيفة ويكتنفها الفقر بدرجة مذهلة، ومع ذلك فإن لاجوس تحاول أن تكون مدينة عصرية ولو من حيث الواجهة وفي هذا الإطار بدأت لاجوس تبني حيا جديدا مطلا علي المحيط الأطلنطي أطلقت عليه اسم "إيكو اتلانتيك" وهو حي للأعمال والسكن في آن واحد تقول عنه مجلة "تايم" إنه سيكون مثالا متفوقا لتخطيط المدن يتضمن شوارع عريضة وطرق تمتد علي جانبيها الأشجار ومطلات علي البحر والميناء إلي جانب -وهذا هو الأهم- انسياب مروري غير مسبوق. والحي الجديد عبارة عن جزيرة اصطناعية ملاصقة للشاطيء طولها 7 كيلو مترات وعرضها كيلو متران داخل البحر، ويقدر أن يستوعب هذا الحي ربع مليون نسمة للسكن إلي جانب مكاتب يمكن أن يعمل فيها ويتردد عليها نحو 150 ألف شخص يوميا، وسيحتوي هذا الحي -الجزيرة علي ناطحة سحاب من 55 طابقا سيكون فيها المقر الرئيسي لأحد بنوك نيجيريا الكبري وتشرف علي تنفيذ هذا الحي شركة ساوث انيرجيكس نيجيريا حيث يقول مديرها العام ديفيد فريم إن الحي سيتضمن ثلاثة مرافيء بحرية ومراكز عملاقة للتسوق وسيكون الترام أبرز وسائل الانتقال فيه، ويأمل فريم أن يكون الحي واجهة جديدة براقة لافريقيا كلها أما أونوروهل فيتقدم خطوة أكبر باعتباره ممثلا للبنك الدولي في افريقيا ويقول إن الحي سيكون هونج كونج الأفريقية في المستقبل. ويقول فريم إن ايكو اتلانتيك جزء من خطة شاملة لتطوير لاجوس وتحويلها إلي واحدة من أفضل مدن العالم بدلاً من وضعها الراهن بالغ السوء، وهنا تقول الأرقام إن عدد سكان لاجوس حاليا بين 10-18 مليون نسمة وأنها بهذا العدد تعد أكبر مدينة في أفقر قارة من قارات العالم وأن نموها السريع سيجعل عدد سكانها يصل في عام 2015 أي بعد خمس سنوات تقريبا إلي 25 مليون نسمة وهذا سيجعلها ثالث أكبر مدن العالم سكانيا، وتقول الأرقام أيضا إن أكبر تركز للفقر في العالم موجود في لاجوس حيث إن 65% من سكانها أي نحو 11 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر ولا يكسب الفرد منهم سوي أقل من دولارين في اليوم والمدينة بهذا الشكل مرتع للأمراض القاتلة مثل الملاريا وفيها بيوت كثيرة من الصفيح والخشب وإمدادات مياه الشرب والكهرباء قليلة ومكلفة وفرص العمل محدودة والنظام والأمن مفقودان تقريبا والشوارع مليئة بالنفايات وتفيض فيها بالوعات الصرف الصحي والتلوث البيئي بكل أنواعه بالغ الانتشار. وبغض النظر عن التاريخ الاستعماري فإن استقلال نيجيريا واكتشاف البترول علي أرضها كان بداية النمو وبداية الانحدار في آن واحد، فالمدينة أكبر ميناء في أكثر بلدان غرب أفريقيا بل وأفريقيا كلها سكانا ولذلك تحولت لاجوس إلي مقصد للمهاجرين من داخل نيجيريا أو من البلدان الأفريقية المجاورة أو بقية أنحاء العالم واليوم تستقبل لاجوس مهاجراً جديدا كل دقيقة يريد العيش فيها والاستقرار برغم أن مساحتها تتآكل أمام ضربات أمواج المحيط والتغيرات المناخية ومنذ الستينيات من القرن الماضي حتي الآن أكل المحيط كيلو متر كامل من عمق شاطيء المدينة. ولا غرابة والحال كذلك أن يولد هذا الزحام كل الظواهر الاجتماعية السيئة من ازدحام المرور واختناقه إلي البطالة والفقر والمساكن غير الآدمية والجريمة والحرص، ولأن عائدات البترول تمثل 85% من جملة موارد الدولة فلم تعد الحكومة بحاجة للسكان حتي تهتم بهم أو تخدمهم وعلي سبيل المثال فإنه حتي مشروعات البنية الأساسية التي كانت موضع اهتمام في العقدين الأولين بعد الاستقلال توقفت عندما هبطت أسعار البترول في الثمانينيات من القرن الماضي ولكن العمل فيها لم يتم استئنافه عندما عادت أسعار البترول إلي الارتفاع في السنوات الأخيرة. وبديهي أن تتحول لاجوس في غضون سنوات قليلة إلي مدينة تعاني من أمراض التمدين الزائد