"كلنا عائلة في القناطر" الأغنية الشهيرة لمحمود ياسين في مسلسل عندما تتفتح السنين الذي أذيع في التليفزيون منذ 20 عاما، أصبحت منذ أمس السبت الأغنية الشهيرة في "الفيس بوك" والتي بدأ الشباب تداولها وتوزيعها بين المنتنديات والمواقع والجروبات الالكترونية المختلفة، وقد بدأ انتشار الأغنية، عقب صدور قرارالنائب العام مساء يوم الجمعة الماضي بحبس سوزان ثابت صالح الشهيرة بسوزان مبارك قرينة الرئيس المخلوع مبارك، أو سيدة مصر الأولي سابقا ، 15 يوما علي ذمة التحقيق وترحيلها إلي سجن النساء بالقناطر. وقد حذفت الأغنية السابقة الخاصة بسوزان من علي "الفيس بوك" وكانت بعنوان"ماما زمانها جاية" للفنان الراحل محمد فوزي، واستبدلت بأغنية "كلنا عائلة في القناطر" بعد قرار حبسها، واكتمال دخول أسرتها كلها السجن وهم "الزوج المخلوع من الرئاسة" ووريثه الذي كان محتملا جمال، والبرنس علاء مبارك، أمير البيزنس في مصر سابقا. وقد واجه قاضي التحقيق قرينة الرئيس السابق بامتلاكها فيلا فاخرة في حي مصر الجديدة رغم أن ميراثها الشرعي نصف منزل وفدانين من الأراضي الزراعية في مركز مطاي بالمنيا، كما واجهها بالهيمنة علي الحساب المصرفي لمكتبة الإسكندرية البالغ 147 مليون دولار تمثل جملة التبرعات "عربية وخارجية ودولية" صرفًا وإيداعًا بعيدًا عن رقابة مؤسسات الدولة، بالإضافة إلي إختلاس أموال وهدايا من مهرجان القراءة للجميع. والمعروف إن الهانم سوزان لم تكن تعمل في مهنة محددة مثلها مثل ولديها فمن أين أتت بتلك الأموال . وعلي طريقة الأفلام العربي قامت "الهانم" سوزان بعد سماع قرار حبسها ، بالسقوط أرضا وأمسكت بقلبها، مما إستدعي الكشف عليها، وكان التشخيص "إشتباه في زبحة صدرية" وهذا المرض المفاجيء أو "المرتب والمتفق عليه" كان وراء تاجيل ترحيلها إلي سجن القناطر، وبقائها مؤقتا في مستشفي شرم الشيخ "محبوسة" بجوار زوجها. وبالطبع لا أشمت في المرض وأتمني أن يشفي الله كل مرضانا حتي من نهب أموالنا، واذلنا وسعي إلي ترسيخ هذا النظام الفاسد الفاشي المستبد، سنوات طويلة في إطار برنامج توريث جهنمي. لأنني متأكد من وقوع عقاب عليه في الدنيا والأخرة. وأنا بشكل شخصي متعاطف مع سوزان مبارك لأنها تعيش مأساة حقيقية، ففي الوقت الذي ذاقت فيه لذة أن تكون زوجة رئيس جمهورية، وسيدة مصر الأولي، علي مدي ثلاثة عقود، و كانت تتحكم في مصائر البشر وكان معظم الوزراء يرتعدون منها خوفا ، ومنهم من كان يقبل يدها علنا، وبعد أن كاد ينجح مخططها لتوريث ابنها، لولا ثورة يناير، لكي تكون زوجة رئيس جمهورية سابقا وأم رئيس حالي هو "جمال مبارك" ، أصبحت من نزلاء سجن القناطر ، بعد حبس إبنيها في طرة وزوجها في شرم الشيخ، بتهم أبشع من الخيانة العظمي، وهي سرقة أموال الشعب المصري الفقير، والإثراء الغير المشروع علي حساب محدودي الدخل الذي تاجر بهم الرئيس المخلوع وعائلته كثيرا ، وإدعي أنه ينحاز إليهم وهو في الحقيقة يسرق قوتهم ليل نهار . علينا أن نأخذ العظة والعبرة من أسرة الرئيس السابق التي في السجون الأن، فبعد أن منحهم الله السلطة والجاه، والوفرة في العيش علي مدي ثلاثين عاما ، أصبحوا في غياهب السجون وتطاردهم الفضائح. فماذا كان الدافع لدي أسرة "الرئيس" كي يستحلون كل تلك الأموال؟ بل ويسرقون وينهبون أموالا حراما ويشترون قصورا وعقارات فاخرة ، ويضعون الملايين من الجنيهات داخل وخارج مصر وهم لايعرفون أين ومتي كانوا سينفقونها؟ ماذا كان ينقص أسرة الرئيس المخلوع كي يستولون علي أموالا حراما وهم علي أعتاب القبر؟ الم يكن هناك ما يكفي ويذيد لعلاء وجمال كي يؤمنا مستقبلهما بدلا من أن يقوما والدهما بجمع تلك الثروة الضخمة الحرام لهما؟ ومامقبل سجنهما الآن وضياع تاريخ مبارك العسكري والرئاسي. إن أموال العالم لن تغسل سمعة عائلة مبارك حتي ولو خرجوا من تلك القضايا وحصلوا علي البراءة، ولكن علينا أن نعي قدرة الله، الذي يهب الملك لمن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من بشاء ،وهو علي كل شيء قدير . حمدي البصير [email protected]