في حوار دقيق وموضوعي يصف خارطة طريق اقتصادية وسياسية علي اعتبار أن كلا منهما يحرك الاخر - أكد عماد الدين أديب رئيس مجلس إدارة شركة جودنيوز إنترناشيونال للإعلامية لميس الحديدي في برنامج "من قلب مصر" أن الفترة المقبلة تعتبر الاكثر خطرا ودقة في مصر، قائلا إنه يجب أن تستثمر وتسوق للثورة بشكل صحيح حتي تحقق مكتسبات الشارع من خلال صياغة عهد جديد في العلاقات الدولية والاقليمية لمصر مع دول الجوار ليس عبر شخص واحد كما أن الدستور ينص علي ذلك بصورة تكبل عمل الدبلوماسيين ولكن في إطار ما اقترحه ووصفه بأنه الاكثر أهمية خلال الفترة المقبلة وهو مجلس الامن القومي الذي دعا إلي تشكيله من خبراء في علوم السياسة ودبلوماسيين ورجال من الجيش والمخابرات معتبرا أن السياسة في الفترة المقبلة لابد ان تحدد لها ثوابت ومعالم يتم التحرك منها كقاعدة للاهداف السياسية والاقتصادية بما يحقق التوازن بين الامن القومي المصري والمصالح العامة للدولة.. واستشهد أديب بالملف المائي مع دول حوض النيل الذي وصفه بأنه أكبر انتكاسة تعرضت لها السياسة الخارجية المصرية التي كان من المفترض وقتها ان يتم حل الحكومة ومحاسبة المسئولين عن التدهور في الاداء الدبلوماسي.. وقال أديب في تقييمه أداء حكومة الدكتور شفيق إنه أخطأ مرتين عندما قبل التكليف في أول مرة وعندما قبل التغيير الثاني لانها - وبحسب وصف أديب - ليست حكومة تسيير أعمال بقدر كونها ضحية للنظام السابق واستطرد قائلا: ان تغييرات عديدة تحيط بحدود مصر من جميع الجهات تتطلب التعامل بحذر ووعي أكثر من اي فترة مضت مشيرا إلي ان الاقتصاد المصري لابد ان يبني بصورة أكثر عمقا قائلا ان الدول الصديقة لابد ان تكون ضمن الاولويات الداعمة للاقتصاد المصري إقليمياً وعالميا، منوها إلي أن مصر لم تحقق هذا الترابط بين المصالح السياسية والاقتصادية منذ خروج الكوادر الكبيرة من الخارجية والتي كانت الأدري والاقدر في هذا الصدد، إلي غير ذلك من القضايا التي أثارها أديب في حواره لبرنامج "من قلب مصر": * قبل أن نتطرق إلي أي شيء أري أنه من الانسب التحدث عن حكومة الدكتور أحمد شفيق التي رحلت منذ ايام فيما أخطأت؟ ** أخطأ الدكتور شفيق خطأين: الاول عندما قبل التكليف في البداية من قبل الرئيس السابق محمد حسني مبارك والاخر أنه قبل التعديل الثاني في ظل هذه الظروف، وهذه هي الاخطاء وعند النظر إليها من باب نظرية المصلحة الشخصية فلو لم يفعل ذلك لكانت النظرة الان مختلفة له كسياسي من السياسيين أو وزير من الوزراء، والذي ليس عليه أي شيء . * لكن، ألم يكن من الصعب أن يرفض الدكتور شفيق هذا التكليف خاصة أنه من الاسماء المطروحة منذ فترة طويلة ولكن توقيت قبوله كان الاكثر صعوبة.. فيم تري الخطأ؟ ** من ناحية الخدمة العامة وخدمة الوطن لم يخطيء، لكن علي المستوي الشخصي عندما تقول له ابنته - علي سبيل المثال - من الخطأ يا والدي أن تقبل هذه الوزارة لانها ليست حكومة انتقالية وليست حكومة تسيير الاعمال لكنها في النهاية الحكومة الضحية التي ذهبت أدراج الرياح دون أن تفعل شيئا، لانه عوقب علي عهد لم يكن مشاركا في أخطائه ولم يستطيع فك أزمة العهد الجديد، فظروفه جاءت بين عهدين: الاول يلفظ أنفاسه الاخيرة والثاني عهد جديد يولد . * هل تري أنه أخطأ عندما تمسك بوزراء غير مرغوب فيهم مثل العدل والخارجية والداخلية؟ ** معلوماتي أنه تمسك، لكنها حدود ما يستطيع أن يفعل إذ إن هناك ظروفا أكبر منه فأنتِ من تصارعين؟ تصارعين ثورة تري أنها لم تكتمل إلا عندما تجهز علي كل ما يمت بصلة للنظام القديم الذي ثارت من أجله وسيترك للتاريخ التحدث عن ذلك في ظل تأرجح الرأي العام بين موجات من الصعود والهبوط.. وإذا كنا - في رأيي - قد خسرنا الدكتور شفيق فقد كسبنا في المقابل أيضاً الدكتور عصام شرف لانه رجل خلوق ينتمي إلي مجموعة شباب الثورة وعمره 60 عاماً وسيرته مشرفة، نزيه ومستقيم متدين فهو خليط يستطيع أن يجعله ويؤهله لان يكون مقبولا ومرضيا للجميع. * لكن، هل من المفترض أن يختار الشارع رئيس وزراء مرضيا أم كفؤا؟ ** لا أنتِ الان تخاطبين من؟ من هو جمهور المتلقين لديك؟ هم ميادين التحرير في كل أنحاء الجمهورية، فليس لدينا في الوقت الراهن مؤسسات للدولة يمكن أن يرتكن إليها في الاختيار الانسب لرئيس الوزراء من خلال برلمان أو من خلال استقصاءات رأي محترمة يمكن الاعتماد عليها فهي معطلة.. إذن الاعتماد هنا علي الكتلة العددية الموجودة في الشارع وهذا هو "كتالوج الثورة" الذي يجب أن يفهمه الناس حيث يعبر عن وجهة نظر الشارع في ظل تجمع عددي