سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي خرج علينا بخطاب اذاعه التليفزيون الليبي يقول فيه إن والده معنوياته مرتفعة، وأنه يقود حاليا المعركة في العاصمة طرابلس، موضحا ان القذافي ليس كالرئيس المصري السابق حسني مبارك أو الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي. وزاد سيف الإسلام علي ذلك بأن الجيش الليبي قوي ويخضع للزعيم القذافي وأن الجيش سيواجه مجموعات المعارضة بقوة وبلا هوادة قائلا: الجيش الليبي ليس مثل الجيش المصري أو الجيش التونسي. ولم ينس بالطبع أن يقوم بالتحريض ضد المصريين المقيمين في ليبيا عندما قال انهم شاركوا في تنفيذ ما أسماه بالمؤامرة علي بلاده!! وخطاب سيف الإسلام القذافي يعكس حقيقة واحدة وهي أن القذافي لم يستوعب جيدا ما جري في تونس ومصر، وانه لم يدرك أن فكر التغيير يجتاح العالم العربي كله، وأنه لا يوجد نظام يستطيع أن يقف في مواجهة الشعب إذا ما انتفض وقرر أن يفرض بنفسه قواعد الإصلاح والتغيير. والمعركة التي يتحدث عنها سيف الإسلام القذافي والتي يقول ان والده يقودها هي معركة غريبة مرفوضة، فكيف يقود القذافي معركة تصفية دموية ضد شعبه، وكيف يحذرنا سيف الإسلام من احتمالات نشوب حرب أهلية وتقسيم البلاد إذا كان والده هو الذي يقود معركة التقسيم وإبادة الشعب والاستعانة بمرتزقة أفارقة لاخماد الثورة. وإذا كان سيف الإسلام يقول إن والده سوف يقود المعركة حتي آخر رجل، فإن ما يقوله يمثل جريمة في حق الشعب الليبي ولا يعني إلا التضحية بالشعب من أجل الإبقاء علي الزعيم وهو أمر لا يتعلق بليبيا وحدها، وإنما يتعلق بالمجتمع الدولي كله الذي عليه أن يبادر بالتحرك لوقف نزيف الدم في ليبيا وانقاذ الشعب الليبي آخر مغامرات الزعيم الذي أضاع ثروات بلاده الذي جعل الليبي يطلب عملا في الخارج رغم الثروة النفطية الهائلة التي تدر دخلا من المفترض أن يحقق للمواطن الليبي أعلي درجة من الرخاء والاستقرار. إنه لمن غير المعقول ان تكون عائدات ليبيا من النفط هي 5 مليارات دولار شهريا و60 مليارا سنويا وعدد سكان ليبيا حوالي 6 ملايين مواطن ويعاني المواطن الليبي بعد ذلك من صعوبة الحياة وتخلف في الخدمات، ناهيك عن حجم الخوف والكبت والبيروقراطية في مجتمع أصبح لا ينتمي إلي القرن الحادي والعشرين. لقد أخطأ القذافي بحمل السلاح ضد شعبه، وأخطأ في الاستعانة بالمرتزقة لقتل الأبرياء، وأخطأ بالتصميم علي أن يستمر في الحكم ضد إرادة الشعب.. وأخطأ في توقيت الخروج من الحكم.. ولم يعد باقيا إلا أن يرحل قبل فوات الآوان وقبل أن يكون مصيره طلقة مجهولة.. أو أن يصل إلي الإعدام في ميدان عام!!