في إجراء استثنائي تدخل البنك المركزي أمس في سوق الصرف بائعا للدولار بكميات كبيرة وأدي التدخل لإحباط محاولات محمومة للمضاربة علي العملة الأمريكية وسعي بعض المضاربين لدفعها نحو كسر حاجز الستة جنيهات للدولار، وقال هشام رامز نائب محافظ البنك المركزي في تصريحات خاصة ل"العالم اليوم" إن المركزي تدخل أمس في سوق الصرف. لكنه لم يحدد قيمة النقد الأجنبي الذي تم ضخه وإن ألمح عاملون بالسوق إلي أن المركزي ضخ كميات كبيرة لإلحاق أضرار فادحة بالمضاربين الساعين لتسخين سعر الدولار وأدي هذا التدخل إلي حدوث تراجع حاد في سعر الدولار الذي فقد 10 قروش دفعة واحدة وهو ما دفع العديد من حائزي العملة الأمريكية والمضاربين للإسراع للتخلص منه وبيعه بالسعر الحالي تفاديا للتعرض لأية خسائر، كما أدي أيضا إلي وقف عمليات شرائه خاصة من قبل التجار والمستوردين. ويعد هذا هو أول تدخل للمركزي في سوق الصرف منذ شهر مارس 2009 حيث تدخل في ذلك الوقت للحد من مضاربات شهدتها السوق عقب زيادة تداعيات الأزمة المالية العالمية وخروج نحو 18 مليار دولار من مصر. وكان سوق الصرف قد شهد أمس ارتفاعا في سعر الدولار لليوم الثالث علي التوالي، وبلغ السعر 596،3 قرشا للدولار، إلي أنه عقب تدخل المركزي مباشرة تراجع السعر إلي 586 قرشا. وقال مدير خزانة بأحد البنوك الأجنبية العاملة في مصر -طلب عدم ذكر اسمه- إن الأجانب خرجوا من السوق خلال الفترة القليلة الماضية حيث باعوا أذونا وسندات تبلغ قيمتها 8 مليارات دولار وهو ما أدي لارتفاع سعر الدولار بداية الأسبوع، وأنه مع هذا التخارج لن يشهد سوق الصرف ضغوطا إضافية سوي من بعض المضاربين الساعين لإعادة "الدولرة" ومن هنا جاء تدخل البنك المركزي أمس. وفي تطور آخر تراجعت حدة الزحام علي وحدات القطاع المصرفي في ثالث أيام عمل البنوك عقب إغلاقها بسبب الأحداث الراهنة، فيما ضاعفت البنوك من الفروع العاملة وكثفت من تغذية ماكينات الصارف الآلي. وكانت البنوك قد شهدت حالة من الزحام غير المسبوق خلال اليومين الماضيين وتدفق العملاء بشكل كبير لإجراء عمليات السحب وصرف المعاشات والمرتبات المتأخرة.. الأمر الذي شكل ضغطاً كبيراً علي موظفي البنوك مع تقليص وقت العمل ليبدأ من العاشرة صباحا وحتي الواحدة والنصف ظهراً. وقال محمود عبداللطيف رئيس بنك الإسكندرية إنه من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة عودة البنوك إلي العمل بشكل كامل وطبيعي مؤكداً توازن العمليات المصرفية ووجود سيولة لدي الجهاز المصرفي ولا يوجد أي قلق بشأن التخوف من ارتفاع الدولار.