علي الرغم من كل مؤشرات التفاؤل والايجابيات التي تحملها جميع التقارير الاقتصادية سواء المحلية او العالمية، بشأن اداء الاقتصاد المصري والبورصة خلال العام الجديد، فإن النظرة ما زالت "سوداء" فيما يتعلق باداء "بورصة النيل" خلال الفترة المقبلة، اذ ابدي عدد من الخبراء والمراقبين، تشاؤما شديدا حيال مستقبل بورصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة خلال العام الجديد. وبرر الخبراء ذلك التشاؤم بالكم الهائل من الاحمال والمشكلات التي تكبل اداء بورصة النيل، سواء فيما يتعلق بعدم الترويج الكافي وهي المشكلة الابرز، ومرورا بنظام التداول المعمول به حاليا، ثم شروط القيد بها وهو الا يتجاوز الحد الاقصي لرأس المال ال50 مليون جنيه ولا يوجد حد ادني، ثم جهل الغالبية العظمي من السماسرة والمنفذين بشركات الوساطة، بأسلوب العمل في بورصة النيل مما جعلهم عاجزين عن توضيح الامور للمستثمرين، وهو ما جعلهم ينصرفون عن الدخول في تلك البورصة الوليدة. ومع كل هذا الكم الهائل من المشكلات والعراقيل والتشاؤم، والذي جعل الصورة قاتمة وسوداء، الا انه مازال هناك بصيص من "الامل"، مازالت شركات بورصة النيل تتعلق به، وهو ان يقوم المسئولون عن سوق المال بابداء اهتمام زائد ببورصة النيل لتطويرها، وهو ما اكده رؤساء شركات بورصة النيل. ومازالت بورصة النيل للشركات المتوسطة والصغيرة بمصر تعاني ضعف احجام التداول وعدم معرفة كثير من المستثمرين بها رغم مرور اكثر من ستة أشهر علي بدء التداول فيها، ويري بعض الخبراء ان السوق الوليدة اضافت للشركات المقيدة اكثر مما اضافت للمستثمر المصري. قال منصور البربري رئيس مجلس ادارة شركة "بي اي جي" للتجارة والاستثمار ان بورصة النيل من الممكن لها بل من السهل ايضا ان تكون افضل اداء من البورصة الرئيسية، ولكن اذا تم الترويج لها بشكل لائق ومدروس، مشير الي ان المشكلة كامنة في نقطة واحدة هي جهل المستثمرين والسماسرة بتلك البورصة الوليدة ورغم وضوح هذه المشكلة وظهورها علي الساحة وامام الجميع وضوح الشمس، فإن معالجتها بطيئة للغاية. وطالب بضرورة ابداء قدر من الاهتمام بهذه البورصة الطموح التي انشئت خصيصا من أجل دعم الشركات الصغيرة ومساعدتها علي النهوض وبالتالي تنشيط وتدعيم الاقتصاد المصري، مشيرا الي ان الامور يمكن ان تسير في مسارها الصحيح ولكن في ظل التخطيط السليم، ثم وجود حل لنظام المزايدة لجذب مزيد من المستثمرين اليها. فيما قال محمد فرج رئيس شركة "المؤشر" للبرمجيات اننا لاتزال نتمسك بالامل رغم كل الظروف الصعبة المحيطة ببورصة النيل، لافتا الي ان الامور قد تكون افضل خلال العام المقبل ولكن نطالب القائمين علي سوق المال باشراكنا في اية قرارات تتعلق ببورصة النيل، مؤكدا في الوقت نفسه انه وبعد مرور 6 أشهر علي بورصة النيل كان من المنتظر ان يكون المستثمرون بالسوق علي علم كاف بها ولكن نحزن اذا ما وجدنا الغالبية من المستثمرين يجهلون العمل ببورصة النيل، وتزيد المشكلات بصورة لافتة للنظر، مع تصاعد جهل السماسرة والمنفذين باسلوب التداول ببورصة النيل، علاوة علي نظام المزايدة الذي حجم كثيرا من انطلاقات الاسهم في بورصة النيل ولم يجعلها تعبر عن نفسها حتي الان. ومن جانبه، ابدي تامر بدر الدين رئيس مجلس ادارة شركة البدر للبلاستيك ، تفاؤله، مشيرا الي ان بورصة النيل لاتزال ناشئة ولكنها بورصة واعدة تستطيع عند القيد بها جذب صناديق الاستثمار لشراء جزء من اسهم الشركات.. واضاف ان بورصة النيل تمنح الشركات المدرجة بها مصداقية وسهولة في الحصول علي قروض وتسهيلات من البنوك، منوها الي ان هذا السوق يحتاج الي نظام تداول واضح للجميع وسهل في التعامل وتسويق جيد لهذه البورصة بين المستثمرين والسماسرة.