تعاني الخدمات الصحية في محافظة الشرقية من قصور كبير، بالرغم من محاولات تحسينها وضخ استثمارات في القطاع الصحي بلغت أكثر من 604 ملايين جنيه خلال السنوات الست الماضية. ويحتاج مستشفي الزقازيق الجامعي إلي اهتمام أكبر نظرا لأنه الملجأ الوحيد لمرضي المحافظة، بل انه يخدم أيضا مرضي من محافظات مجاورة. وفي زيارة ل "الأسبوعي" لمستشفي الزقازيق وعدد من الوحدات الصحية بالمحافظة وقفنا علي معاناة المرضي وفيما يلي أهم مظاهر تلك المعاناة. "الفقر وحش ولولاه لكان الواحد لجأ للعلاج في مستشفي خاص"، بتلك الجملة بدأ حديثه أحمد منسي شقيق أحد المرضي بمستشفي الزقازيق الجامعي، وأوضح أن حالة المستشفي تفتقد الرعاية الصحية الجيدة، حيث يظل أهل المريض في حالة بحث دائم عن الطبيب المسئول أو الممرضة، وبالمحايلة والتذلل أحيانا حتي يتعطف أحدهم ويأتي لمتابعة الحالة، وأشار علي الفيومي إنه يشعر بالقلق علي زوجته بعدما أصطحبها للمستشفي من أجل الولادة، خاصة بعد أن سمع عن وفاة خمس حالات ولادة بالمستشفي نتيجة الأهمال، موضحا أن الفقر لعنة وهو الذي أجبره علي القدوم لذلك المكان لأنه يعد أرخص من "الداية"، بينما قال محمد مصطفي نجل أحد المرضي أن المسشتفي كلها مخالفات، فالمرضي ينامون علي الأرض في قسم الباطنة، ولا يوجد لهم علاج كاف وكذلك قسم الاستقبال حيث يتابع الأطباء به الحالات بالتليفون، أحيانا نتيجة كثرة عدد الحالات يوميا خاصة أن المستشفي يغطي المحافظة بالكامل وخارجها أيضا أما عن مبني الجراحة الجديد فلا تدخل به إلا حالات معينة بالواسطة علي حد قوله، ويضيف بأن تكلفة تحاليل الدم تصل لوحدها إلي400 جنيه، وأشار زياد إبراهيم أحد أبناء المرضي إلي تجربته في التبرع بالدم في المستشفي، فقال إن بنك الدم كله مخالفات، فحجرة التبرع بالدم بها ذباب وناموس وكأنها مقلب "زبالة"، ومعاملة التمريض للمتبرعين كأنهم "شغالين" عندهم. إتاوة إجبارية يقول السيد إبراهيم أحد نزلاء المستشفي وهو محجوز بقسم القلب، إنه جاء من محافظة الإسماعلية ليتلقي علاجه في الشرقية وعند إتمام إجراءات حجزه، طلبت منه الممرضة أن يخرج لإحضار كيس "زبالة" من الخارج ،أو يقوم بدفع ثمنه نقديا، متعجبا من ذلك القرار الجائر الذي تستخدمه المستشفي ضد نزلائها، ويضيف أنه علي الرغم من ذلك المبلغ الإجباري الذي يأخذوه من كل مريض فإن حالة الغرف من أسوأ ما تكون في النظافة، فلا تأتي عاملة نظافة لتغيير ملاءات الأسرة أو تنظيف الأرض الملطخة بالبقع والدم، مشيرا إلي أنه يعاني مرضا بعضلة القلب وأي مجهود زياده يعرضه للخطر، مما أضطره لدفع تلك الإتاوة، أضافت إحدي الممرضات بالمستشفي رفضت ذكر أسمها أنها هي وزميلاتها يعانون كثيرا سواء من عدم حصولهم علي بدل العدوي، كذلك مكافأة ال20% بالإضافة لسوء المعاملة من قبل الإدارة المتمثلة في الجزاءات والخصومات من رواتبهم، حيث يصل أعلي راتب للمرضة 520جنيها، متسائلة كيف يمكن في ظل تلك الظروف أن تعمل الممرضة بإخلاص، بينما تتجه إدارة المستشفي في تجديد المباني وانشاء مبان أخري بالمستشفي، بدلا من ان ينفقوا جزءا من تلك الأموال علي تحسين وضعية العاملين بالمستشفي، وفي محاولة لمقابلة أحد المسئولين بالجامعة لتوضيح تلك الوضعية رفض الجميع التحدث خوفا من رد فعل مدير المستشفي. وحدة صحية للتطعيم وبالذهاب للوحدة الصحية الموجودة بقرية أم الزين التابعة لمحافظة الشرقية، لم أجد سوي سيارة إسعاف وسائقها،