يستطيع أي شخص أن يميز علي الفور أن هذه الحقيبة النسائية التي تحمل علامة "لوي فيتون" مقلدة لأنها وصلت في علبة استخدمت من قبل في نقل بطاريات وهي ليست العلب التي تأتي عادة مع منتج من أشهر العلامات التجارية الفاخرة. لكن الحقيبة بدت وكأنها أصلية تماماً. لونها بني داكن ولها يد مضفرة مثبتة في حلقات نحاسية وعليها علامات "لوي فيتون". وجاءت هذه الحقيبة التي عبرت الأطلنطي من بلدة شيلينج التي تبعد مسيرة ساعة بالسيارة عن مدينة قوانجتشو الساحلية الجنوبية التي تعد أكبر موقع لصناعة المنتجات الجلدية في الصين. وفي هذا الجزء من إقليم جوانجدونج تقوم صناعة الجلود. ومع أواخر التسعينيات ظهرت ورش صغيرة في أحياء هادئة قرب تلك المصانع لإنتاج نسخ مقلدة من المنتجات. واليوم أصبحت غالبية المنتجات الجلدية المصنعة في شيلينج تدخل في عداد السلع المقلدة. وفي ورشة من تلك الورش تقع بالقرب من مدرسة شيلينج الثانوية يمكن للشخص أن يري من خلال النوافذ نساء وبناتهن الصغار وهن يقطعن ويخيطن الجلود. وفي الطابق الأرضي يراقب الرجال الأجواء خشية من هجوم سلطات مكافحة الغش بالبلاد. وتأخذ هذه الورش حقائب فاخرة أصلية لمعرفة كيفية صنعها. وكل ما في حقيبة لوي فيتون من الحلقات النحاسية وحتي الجلد المنقوش بالعلامة التجارية تم إنتاجه في الصين. وبعد تجميع المكونات في إحدي الورش في شيلينج ينتهي المطاف بالحقيبة في بلدة باييون قرب المطار القديم في شمال قوانجتشو. ويقول الخبراء إن سوق باييون في قوانجتشو هي المركز العالمي لتجارة المصنوعات الجلدية المقلدة بالجملة. وتكتظ المتاجر بحقائب مقلدة من علامات "لوي فيتون" و"جوتشي" و"برادا"و"ايرميس" في منطقة تجارية تعادل مساحتها خمسة ملاعب لكرة القدم. وتقدم متاجر صغيرة منتجات تكميلية مقلدة مثل الأكياس الورقية والايصالات وأدلة المنتجات من أجل تجار الجملة. وجينا التي رفضت ذكر اسمها بالكامل واحدة من أولئك التجار وهي من كولونيا في الأوروجواي. وكانت جينا تجر مع أمها التي تبلغ من العمر 66 عاماً حقيبة سفر رمادية من صنع "لوي فيتون" بين أزقة سوق الجلود وتبحث عن متجر يستطيع صنع حقائب مدرسية تحاكي حقائب "لوي فيتون" من جلد صناعي. وتقول السلطات إن العصابات الإجرامية تشارك بوتيرة متزايدة في تجارة المنتجات المقلدة في كل من الولاياتالمتحدة والصين لكن أشخاصاً عاديين مثل جينا والبائعين الذين تتعامل معهم هم واجهة هذا النشاط في الصين. وتدهم سلطات قوانجتشو من حين لآخر سوق باييون ولكن المتاجر اغلقت أبوابها بعدما تلقت إخبارية بالمداهمة الوشيكة رغم أن الزبائن يمكنهم الدخول في الخفاء إذا طرقوا الأبواب فقط. مصطفي عبد العزيز