قال رئيس البورصة خالد سري صيام ان هناك اجراءات جدية وخطوات ملزمة، بشأن الشركات التي لم توفق أوضاعها حتي الآن، علي أن يكون هذا الاجراء بنهاية العام الجاري. ووصف خبراء طريقة إعلان سري صيام بأنها كانت "مقتضبة" وتحمل معها التهديد والوعيد فيما اعتبر البعض الآخر ان هذه التصريحات أمرا عاديا ولا تحمل معها أية تهديدات. وكان صيام قد أبدي منذ توليه مهام إدارة البورصة المصرية قبل ما يزيد علي 100 يوم شيئا من المرونة حيال هذا الأمر تحديدا رافضا أن تكون هناك اتجاهات صارمة بشأن عدم توفيق الشركات لأوضاعها لافتا في الوقت نفسه إلي انه سيبذل جميع الجهود لمساعدة الشركات علي توفيق أوضاعها علي اعتبار انه ليس من انصار "شطب الشركات من البورصة". وانقسم الخبراء حول طريقة تصريحات صيام بهذا الشأن فهناك من يري أن التصريحات أمرا عاديا وطبيعيا خاصة مع اقتراب مهلة توفيق الأوضاع فيما اعتبر البعض الآخر من المحللين ان التصريحات نارية وتحمل في طياتها تهديدات صريحة للشركات التي لم توفق أوضاعها. يقول محمود شعبان رئيس شركة الجذور للسمسرة في الأوراق المالية وعضو مجلس إدارة البورصة المصرية ان ادارة البورصة دائما ما تبذل كل ما بوسعها من أجل الحفاظ علي الشركات وحقوق المساهمين فيها لافتا إلي ان تصريحات صيام بشأن توفيق أوضاع الشركات لا يعدوا كونه أمرا طبيعيا لاسيما مع اقتراب انتهاء المهلة الممنوحة للشركات لتوفيق اوضاعها. وأكد شعبان ان ادارة البورصة لا تتخذ موقفا سلبيا من الشركات علي الاطلاق كما ان هذا ليس من سياساتها بل علي العكس فإن رئيس البورصة قد أكد انه سيقوم بمد مهلة توفيق الاوضاع للشركات الجادة فعليا في توفيق أوضاعها وهو ما يعد موقفا لينا للغاية. وأكد ان ادارة البورصة سوف تتخذ موقفا واضحا من الشركات الموقوفة عن التداول بسبب عدم توفيق أوضاعها مع قواعد القيد الحالية مشيرا الي انه سيتم تقسيمها الي مجموعة من الفئات وأبرزها شركات وفقت أوضاعها وشركات لم توفق أوضاعها ولكن تتخذ خطوات جدية لتحقيق ذلك أما الفئة الثالثة فتمثل في شركات لا ترغب في توفيق أوضاعها مشيرا إلي ان ادارة البورصة سوف تبذل جميع الجهود لمساعدة الشركات الموقوفة علي إعادة قيدها بالسوق الرئيسي. ورأي ان موقف البورصة مرن للغاية في هذه القضية مستبعدا أن يكون هناك تشدد. وتقول آمال سابق مدير فرع شركة التوفيق القابضة للسمسرة في الأوراق المالية ان ادارة البورصة تري ان توفيق اوضاع بعض الشركات الموقوفة أمرا مهما للغاية لانه يتعلق بمصير ومصالح المستثمرين بالسوق. ونفت ان تكون تصريحات سري صيام الأخيرة بها نوعا من التهديد أو الوعيد بل علي العكس فإن هناك مرونة في هذا الشأن. وعلي النقيض اكد سمير زكريا رئيس مجلس ادارة شركة مينا لتداول الأوراق المالية ان تصريحات صري صيام تكاد تكون اعلانا عن بدء "خريف الغضب" بشأن الشركات التي لم توفق أوضاعها حتي الآن ولفت إلي ان ذلك الاحساس ترسب لدي الناس في الأيام الأخيرة خاصة ان فترة رئاسة سري صيام للبورصة اتسمت بنوع من الحذر في التعامل مع المشكلات ومتطلبات التطوير داخل البورصة خاصة ان الفترة السابقة علي تعيين رئيس البورصة كانت مليئة بالكثير من المشكلات القوية بين العديد من الاطراف وإدارة البورصة ولهذا كانت استراتيجية رئيس البورصة الجديد تتم بصورة أساسية بعدة عناصر علي رأسها الاتجاه لحسم بعض الملفات المعلقة مثل إعادة اسهم شركة جلاسكو للتداول والموافقة علي اعادة قيد أسهم شركة الاسماعيلية للصناعات الغذائية وتشديد الاجراءات المتعلقة بعمليات اكتتابات زيادة رأس المال من خلال زيادة مساحة التنسيق بين الهيئة العامة للرقابة المالية وإدارة البورصة. ويقول محمد رشاد العضو المنتدب باحدي شركات الاستشارات المالية والفنية ان تصريحات سري صيام جاءت في وقت حذر فيما يتعلق بتوفيق الاوضاع للشركات علي اعتبار ان الفترة الممنوحة لديهم قاربت علي الانتهاء وهو ما اعتبره البعض انه بمثابة ضغط مشيرا إلي ان الفترة الحالية كان من المفترض ان يكون سري صيام قد أنهي فيها بعض المشكلات العالقة في السوق. واضاف ان توفيق اوضاع الشركات ملف مهم للغاية ولابد تناوله بمزيد من الموضوعية خاصة انه يحمل معه مصالح المستثمرين.