رحلة العذاب "والضنا" من "ضبا" إلي سفاجا دورات مياه غير آدمية.. ورسوم مبالغ فيها.. و"كوباية" الشاي الاسم الحركي لدفع الرشاوي الكثير من المغتربين المصريين السعودية يفضلون القدوم لقضاء أجازاتهم بسياراتهم الخاصة عن طريق البرة، وبالطبع يقطعون تلك المسافة بالسيارة وصولا لميناء ضبا، ومن بعده ميناء سفاجا، ويفضل العائدون بتلك الطريقة قضاء أجازاتهم بسياراتهم علي أعتبار انها ارخص وأمتع وتمكنهم من نقل العديد من الهدايا والمستلزمات الشخصية بدون عناء أو مشقة في نقلها أو دفع رسوم للاوزان الثقيلة اذا جاءوا عن طريق الطائرة، ولكن الكثيرين من هؤلاء العائدين كان لهم رأي آخر خاصة من كانت تلك الرحلة البرية بالسيارة هي الأولي لهم. الأسبوعي قابل بعض العائدين المصريين من السعودية براً لقضاء النصف الثاني من رمضان وعيد الفطر المبارك وتحدث معهم ليتعرف علي الصعوبات التي وجدوها في تلك الرحلة وانطباعهم عن معاملتهم داخل بلدهم أثناء رحلة العودة. سفاجا ميناء سييء بذلك الوصف بدأ الكيميائي هيثم السباعي حديثه عن رحلته براً من أراضي السعودية إلي مصر، مقارنا بين المعاملة الكريمة والادمية التي تلقاها في ميناء ضبا بالسعودية، والمعاملة السيئة التي وجدها بميناء سفاجا بالغردقة، وأشار إلي دورات المياه النظيفة والمظلات التي تؤمن راحة المسافرين في الميناء بالاضافة للمعاملة الجيدة من الجانب السعودي علي عكس ما وجدنا تماما في ميناء سفاجا وكأننا في بلدنا مواطنون درجة ثانية. بداية المعاناة ويوضح الصيدلي أحمد بدوي أنه مع ركوبه للعبارة المصرية "الكون" بدأت رحلته مع المعاناة، وهي بداية استلام الجانب المصري الاشراف علي الرحلة ويضيف بأنها عبارة عن رحلة استغلال من الدرجة الأولي فالمحاسبة علي أي شيء تتم بالريال السعودي وبأضعاف ثمنها بالمملكة مثل كوب الشاي ثمنه في العبارة 3 ريالات بينما في المملكة ثمنه ريالا واحد فضلا عن حالة "الهرجلة" داخل العبارة وعدم التنظيم ودورات المياه السيئة التي لا تكفي مطلقا للعدد الكبير من ركاب العبارة. ويشير بدوي إلي أن تلك المعاملة تعطي انطباعا يشعرون به المصريون أن الاخوة الخليجيين خاصة من السعودية والكويت والامارات تشعر بمدي رخص المواطن المصري في بلده عندما يجدون أمام أعينهم نعامل بتلك المعاملة السيئة مشيرا إلي أنه عند وصول العبارة لميناء سفاجا، عندها يحضر شخص يطلب من كل راكب دفع مبلغ 200 جنيه مصري أو 150 ريالا سعوديا، رسوم شحن وتفريغ، وبعد الدفع يعطيك ايصالا أبيض مكتوبا عليه اسم شركة غير معروفة، وغير مختوم أو موقع، ومكتوب عليه فقط استلمنا من السيد فلان رسوم شحن وتفريغ بمبلغ كذا. "كوباية" الشاي ويضيف عماد محمود "محاسب"، بأنه عند فتح باب العبارة نجد موظفا بالميناء في انتظارنا، وأول كلمة يقولها "حمد لله ع السلامة وكل سنة وأنتو طيبين وكوباية الشاي يا بيه"، وبمجرد أن نسير فترة بسيطة، نقابل شخصا آخر بتذاكر، ويخبرنا بأنه لابد من دفع رسوم دخول الميناء بالريال أو الجنيه المصري، وعند دخول الميناء تبدأ رحلة المتاعب الكبري، أولها إحضار ملف لتصوير الورق ووضعه بثلاثة ملفات، سعر الملف الواحد 25 جنيها، والوقوف أمام شبابيك لا يوجد بها أي مظلات، ومدة الانتظار علي أقل تقدير ساعة ونصف الساعة تحت الشمس الحارقة، هذا بالطبع إذا لم يوجد أحد "يخلص" الإجراءات بمقابل مادي. ويضيف عماد بأنه علي الرغم من وجود لوحة ارشادية مكتوب عليها خطوات تخليص الأوراق، إلا أنه وقت التنفيذ لا يتم بسهولة وفي وقت قصير، فضلا عن اشتراط إنهاء أي ورقة من أي شباك دفع "كوباية" الشاي. بينما يشير المهندس ضياء جلال، أن من بين تخليص الأوراق دفع التأمين، ومقداره 550 جنيها مصريا وهو مبلغ كبير، بالإضافة لفحص عادم السيارة بجهاز عقيم لا يعمل لمجرد دفع رسوم له فقط قيمتها 20 جنيها مصريا وإذا تصادف ودفعت مبلغ 50 جنيها لا يعطوك الباقي.