ساعات قليلة ويهل علينا شهر رمضان الكريم بنفحاته الطيبة وبركاته ولا يزال المواطن المصري يعاني من أزمة أسعار اللحوم التي أصابها الجنون ولاسيما مع اقتراب الشهر الكريم حيث يرتفع سعر اللحمة في مصر يوميا .. ففي الشهر الماضي كان السعر يتراوح ما بين 45 و50 جنيها للكيلو لتصل هذا الشهر إلي 60 و65 جنيها للكيلو ولا يسع المواطن سوي مشاهدة الأسعار وهي تتزايد يوميا وكل ما يستطيع فعله هو العزوف عن الشراء ومقاطعتها حتي تعود الأسعار الطبيعية ونظرا لعدم حدوث ذلك خلال الفترة القادمة وفرت الحكومة بديلا لذلك وهو شوادر اللحوم المستوردة التي وفرتها الحكومة بالاضافة إلي بعض الأحزاب للمواطنين حتي يتمكنوا من تناول اللحوم في وجباتهم. وعن أسباب ارتفاع أسعار اللحوم باستمرار وكيفية تخطي هذه الأزمة قال محمد وهبة رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية: ان من أهم الأسباب هو ذبح إناث الحيوانات هذا بالاضافة إلي انتشار الأمراض في مصادر اللحوم الأخري مثل انفلوانزا الطيور كذلك قيام المنتجين برفع أسعار اللحوم علي التجار مع وجود عجز في الإنتاج بالاضافة إلي عدم قدرة الفلاح علي تربية المواشي نظرا لارتفاع تكاليف التربية، اضاف: قامت الشعبة بعقد اجتماع مع نائب رئيس الغرفة لمناقشة الموضوع وقدمنا مجموعة من الحلول للحكومة من أجل حل هذه المشكلات لكن الحكومة لم تقم بتطبيق هذه الحلول مما يبشر بإستمرار ارتفاع الأسعار. وعن إقبال الجمهور علي اللحوم البلدية يقول إن الاقبال انخفض بنسبة كبيرة جدا نظرا لارتفاع الأسعار، بالاضافة لتوافر اللحوم المستوردة كما أكد علي ضرورة ذبح اللحوم المستوردة في مجازر القاهرة بدلا من ذبحها بالمحافظات الاخري ثم نقلها إلي القاهرة مما يؤدي إلي فساد اللحوم في بعض الأحيان أما عن جودة اللحم المستورد فالحكم يكون للجمهور. الأعلاف بريئة وعن الآراء التي ترجع ارتفاع أسعار اللحوم إلي ارتفاع أسعار الأعلاف يقول المهندس الزراعي جمال سعد: ان الزيادة في أسعار الأعلاف ارتفعت بشكل طفيف ولم تتجاوز 10% لهذا العام لكن هذه الأزمة يرجع مردودها منذ عامين مضيا عندما ارتفعت أسعار الأعلاف بشكل كبير مما أدي إلي قيام الفلاحين بذبح مواشيهم لعدم قدرتهم علي تربيتها وبالتالي أثر ذلك علي عملية الإنتاج حاليا أما بالنسبة لاستيراد الأعلاف فمصر تنتج أعلافا تغطي استهلاكنا المحلي لكننا نقوم باستيراد مكونات الأعلاف وليس الأعلاف. شوادر اللحوم تم توفير شوادر لبيع اللحوم المستوردة في العديد من محافظات الجمهورية والتي أوجدتها الحكومة والحزب الوطني كحل لارتفاع الأسعار، وعن أسعار اللحوم المستوردة وجودتها يقول محمد جزار بأحد شوادر اللحوم بمحافظة حلوان: ان الشادر انشاءه الحزب الوطني واللحوم الموجودة بالشادر تم ذبحها في مجزر العين السخنة ثم تم نقلها في ثلاجات إلي القاهرة، كذلك يتم وضعها في ثلاجات داخل الشادر حتي يتم الحفاظ عليها وهي تعتبر بنفس جودة اللحم البلدي المصري لانها عجول فرزيان مستوردة من استراليا والهند ويصل سعر الكيلو إلي 35 جنيها فقط وان الاقبال علي اللحم كبير جدا نظرا لارتفاع سعر اللحم البلدي. وعن آراء المستهلكين تقول أمل ربة منزل: انها قامت بشراء لحوم من الشادر من قبل وكانت هذه أول وآخر مرة لأن اللحوم كانت مثل الكاوتش وأخذت وقتا طويلا جدا في الطهو كما أن طعمها لا يماثل طعم اللحم البلدي. ويتساءل محمد: كيف نشتري اللحوم علي الأقل مرة كل أسبوع في ظل هذه الأسعار لذلك لا يوجد لدينا بديل سوي اللحم المستورد حتي وإذا كان أقل جوده بكثير. تحذير بيطري ومن جانبهم حذر عدد من الأطباء البيطريين من أن تكون مصر سلة نفايات للدول الأخري بحيث يتم تصدير لحم غير آدمي لها لذلك لابد من تشديد الرقابة علي الماشية التي يتم استيرادها وإدخالها لمصر كذلك لابد من ايجاد حلول لوقف تزايد الأسعار حتي لا يتم إغراق السوق المحلي بلحم مستورد وبالتالي يفقد المنتج المحلي بعد ذلك القدرة علي منافسة المستورد بسبب السعر. شيماء عصام