لماذا نهتم بتقارير الصحافة الإسرائيلية حول صحة الرئيس حسنى مبارك؟! وما الذى نتوقع أن تقوله وتثيره هذه الصحف! إن هناك أخبارا فى بعض المواقع الالكترونية عن استياء رسمى مصرى من زيادة تعليقات الصحافة الإسرائيلية مؤخرا بشأن صحة الرئيس والتقارير المتزايدة التى تثير الشكوك حولها وتهدف إلى نشر مناخ من القلق والتوتر حول آفاق المستقبل فى مصر. وإذا كان ذلك صحيحا فإن هذا الاستياء أو الاحتجاج لا مبرر له، ولا ينبغى أن نتعامل مع هذه التقارير بكل هذا الاهتمام والترقب لاننا يجب ألا ننتظر أو نتوقع غير ذلك من دولة مازالت تعيش فى داخلها حالة حرب مع كل جيرانها ومازالت تعمل على ان تكون مصر فى حالة قلق دائم ومنغمسة فى الشأن الداخلى وبعيدة عن التأثير فى الساحة العربية. فقد انتقلت هذه الصحف من الحديث عن حالة الرئيس الصحية إلى الحديث عن المستقبل وعن دور جديد لسوريا بقيادة بشار الأسد فى العالم العربى على حساب مصر وهى محاولات لا تحتاج إلى فهم أو تفسير للإشارة إلى ما تحاول إسرائيل أن تفعله من أجل تعميق الانقسام العربى وايجاد حالة من المنافسة بين دوله فى صراع على الأدوار والمكانة على حساب المصلحة العربية المشتركة. والمثير للدهشة ان الكثير من الصحف المصرية أصبحت تبرز هذه التقارير الصحفية الإسرائيلية فى صدر صفحاتها الأولى وكأنها تقارير موثوق بها دون أن تعلق على ما جاء فيها ودون أن تشير إلى أبعاد هذه التقارير وأهدافها مع أن نفس هذه الصحف هى التى تقود بقوة حملات مستمرة ضد التطبيع مع إسرائيل بجميع أشكاله ومع ذلك تستثنى التقارير الصحفية الإسرائيلية ولا تتجاهلها على اعتبار أن هذه التقارير تتفق وأمانى وتطلعات هذه الصحف فى نوع من التحالف المثير للاشمئزاز والاستغراب! وإذا كانت هناك بعض التقارير الغربية الصادرة عن مراكز أبحاث متخصصة قد تناولت أيضا تطورات صحة الرئيس إلا أنها كانت تركز على تحليل آفاق المستقبل السياسى فى مصر وعملية انتقال السلطة وهى قضية أخرى مختلفة لأننا أيضا نشاركهم نفس الاهتمامات ونفس الترقب ولكن بنوايا وأهداف مختلفة فهم يتحدثون وفقا لمصالحهم فى المنطقة ونحن نتحدث من منطلق حب وخوف على أمن واستقرار هذا الوطن.. ومن حقنا أن نخاف ومن حقنا أيضا أن تكون هناك تأكيدات وتطمينات ورؤية واضحة للمستقبل.