يظل "عباس" مشكوكا في أمره خاصة عندما يقف اليوم ويطالب بانهاء الحصار المفروض علي قطاع غزة منذ نحو أربع سنوات، ونتساءل هل هو جاد في ذلك لاسيما وقد أقرت إسرائيل بأن الحصار قد فرض بمعّية من "عباس" كوسيلة لجز عنق حماس واستنهاض فلسطينيي غزة ضدَّها ونسفها كحركة مقاومة وكحكومة شرعية جاءت بانتخابات ديمقراطية في يناير سنة 2006؟ اليوم يتحدث "عباس" ولكن حديثه حديث الإفك والضلال، فهو في العلن يقول كلاها ومن وراء الستر يتخذ مواقف تتعارض مع ما نطق به. "عباس" يتحدث فقط رفعا للعتب ليس إلا. ** من لا يملك أعطي لمن لا يستحق!! "عباس" مازال يحافظ علي التنسيق الأمني مع إسرائيل، ومازال يعيش تحت عباءة الجنرال "كيث دايتون" الذي يحرك قوات الحرس الرئاسي بصورة تحمي أمن إسرائيل يقومون بالواجب.. يعتقلون عناصر من حماس والجهاد ويزجون بهم في السجون. "عباس" سعي حثيثا لدي الجامعة العربية فمنحته المصادقة علي أنه مازال رئيسا رغم انتهاء ولايته منذ التاسع من يناير سنة ،2009 ثم سعي إلي الجامعة فأعطته تفويضا في الأول من مايو الماضي كمظلة تتيح له استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل والتي لن تسفر عن شيء علي الاطلاق، فقط وتحت مظلتها قامت إسرائيل بجهد خارق لاحكام القبضة علي القدس كعاصمة مُوحدة وأبدية لإسرائيل، ومن ثم تبنت إجراءات أحادية هددت بها هوية القدس وأماكنها المقدسة بهدف تهويد المدينة وإفراغها من سكانها العرب المسلمين والمسيحيين. ** صك براءة لمن؟ إسرائيل دائما تتحرك في العلن بشكل واضح وجريء وواثق.. لم تُخف أطماعها وطموحاتها باعتبار أن ما تقوم به هو حق لها وفق معتقداتها، وفي الوقت نفسه أقرت حكومة نيتانياهو مؤخرا هدم 22 منزلا فلسطينيا في حي البستان بالقدسالشرقية من أجل إقامة حديقة توراتية أثرية!! وتظل ردود السلطة الفلسطينية علي كل ما تقوم به إسرائيل ردودا فاترة مما شجع الكيان الصهيوني علي تنفيذ ما يريد، فهو لا يواجه بصد أو برد الأمر الذي منحه صك براءة لكل ما يقوم به وضمن أن المجتمع الدولي لن يحرك ساكنا، فمادام الفلسطينيون والعرب والمسلمون راضين فهل يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاوزهم ويصبح أكثر حمية منهم؟ ** مربع المشاهدة ومصمصة الشفاه في كل مرة تتخذ إسرائيل قرارات جديدة لاجتثاث الفلسطيني من أرضه وتصفية القضية بأكملها يقبع العرب في مربع المشاهدة ومصمصة الشفاه.. وبدا وكأن الضفة الغربية لم تعد محكومة بسلطة عباس الذي نصب من نفسه حارس أمن لإسرائيل وإلا كيف لعباس أن يعلم منذ عدة أشهر وتحديدا في أكتوبر سنة 2009 بقرار اتخذه الحاكم العسكري الإسرائيلي - رقم 1650 - والذي يقضي بطرد سبعين ألفا من فلسطيني الضفة بدعوي أنهم متسللون - ولا يحرك ساكنا فقط التزم الصمت إزاءه واستمر في سياسته العقيمة، فسلط جهازه الأمني لاعتقال كل من ينتمي إلي حماس ويعيش علي أرض الضفة، وكأنه بذلك عمد إلي ترسيخ ما سعت اليه إسرائيل وهو الفصل الجغرافي والسياسي بين الضفة وغزة حتي إذا تحقق قامت هي باجتثاث الفلسطينيين من الضفة "يهودا والسامرة" ستة أشهر كاملة مضت علي ما اعتزمت إسرائيل تنفيذه وكأنها أرادتها فترة لجس النبض الفلسطيني العربي لتري ماذا عساه أن يكون، ولم يحدث شيء علي الاطلاق وهو ما شجعها علي أن تمضي قدما في تنفيذ القرار في 13 ابريل الماضي بعد أن أصدره الحاكم العسكري في أكتوبر من العام الماضي..! ** الرجل الذي فقد مصداقيته عباس فقد مصداقيته ولهذا غدا لا يصدقه أحد عندما يعلن اليوم عن نيته في زيارة غزة ويرد التساؤل لماذا الآن؟ ألا يأتي هذا متأخرا، فالرجل لم يكلف نفسه عناء الذهاب إلي القطاع وتفقد أوضاع مليون ونصف المليون فلسطيني في أعقاب المحرقة التي سلطتها إسرائيل علي غزة في عملية "الرصاص المصبوب"/ 27 ديسمبر 2008 - 18 يناير 2009/ الأنكي من ذلك أن تكتشف إسرائيل المستور بأن "عباس" هو الذي توسل اليها من أجل استمرار الحرب