من الشبكة الدولية للمعلومات : وقع حادث مأسوي في أكبر حلبة لمصارعة الثيران في أسبانيا بالعاصمة مدريد، اذ سدد الثور الهائج الي المصارع طعنة فريدة من نوعها بقرنه نفذت من عنقه الي فمه، أمام 25 ألف متفرج كانوا علي المدرجات، اضافة الي الملايين عبر التلفزيونات . يقول التقرير عن الحادث ان الثور سدد الي المصارع "نطحة القرن" بكل ما تعنيه العبارة، وهو ما لم يستطع فعله ثور آخر علي أرض الحلبات طوال 1200 سنة من تاريخ اللعبة . بدا المصارع الاسباني، ، حين نزل اليه الثور علي أرض "حلبة لاس فينتاس" الشهيرة في مدريد، عصبيا ومتوترا منذ بداية المصارعة، لذلك احتدم القتال وبدأ يعنف واستمر شرسا طوال أول جولتين . في الجولة الثالثة وهي حاسمة للمصارع وسمعته، ظهر المصارع وكأنه أراد إنهاء القتال في بداية الجولة بالقضاء علي الثور، فراح يستفزه ليغضبه أكثر بحيث يفقد اتزانه علي أرض الحلبة، الا أن قدمه انحرفت وانزلقت فوقع علي الأرض . وجدها الثور الهائج فرصة حاسمة ، انقض علي المصارع بأسرع مما كان يتصور، وراح يدحرجه ويقلبه بقرنيه وكأنه لعبة، وبدا المصارع مرتبكا ومدركا مصيره ولا يعرف كيف يرد الهجمة، ثم ارتكب خطأ فادحا احتفظ بالراية الحمراء بيده في وقت راح يستخدمها فيه لرد الهجمة ليقي بها وجهه من قرني الثور ، في لحظة عشوائية سدد نطحة للمصارع حين كان رأسه يتراجع الي الخلف والي الأمام بفعل التدحرج والتقلب علي الأرض، فنفذ قرن الثور الشبيه بالخنجر العربي من أسفل الجهة اليسري للذقن في العنق ومر بالحنجرة ومنها الي الحلق لينفذ رأسه من فم المصارع تماما. رغم النطحة النادرة لم يفقد المصلرع وعيه لكنه سقط مضرجا بالدم ، فنقلوه الي مركز للعلاج السريع في حلبة المصارعة نفسها، حيث أسعفوه وحاولوا وقف النزف الدموي، حتي جاءت سيارة اسعاف حملته الي غرفة للعناية الفائقة في المستشفي حيث خضع لعمليتين جراحيتين استمرتا 6 ساعات، ، لكن تقريرا طبيا أصدره المستشفي طمأن بأن المصارع تخطي مرحلة الخطر. النطحة حملت الاسبان، حكومة وشعبا، علي التفكير في اليومين الماضيين بما بدأت تتداوله وسائل الاعلام ووجه الأنظار مجددا لجمعيات الرفق بالحيوان، وهو أن "الرياضة" التي اخترعها الاسبان وتقتل أكثر من 300 ألف ثور سنويا بالسيف المغروز بوحشية، يجب أن تنتهي، خصوصا أن عددا كبيرا من "الماتادور" أي مصارع الثيران، وهي كلمة اشتقت من العربية (مميت الثور) قضي قتيلا علي الحلبات أو مشوها، لكن أحدا منهم لم يواجه ما واجهه مصارع تلك الليلة التي قد تغير التاريخ بالنسبة للرياضة المحببة للشعب الأسباني . الحادث رغم الطريقة الفريدة التي سدد بها الثور الطعنة ، سيظل مجرد حادث مثله مثل مئات الحوادث التي تسبب ضحايا في رياضات أخري ، يظل الناس يحكون عنها بعض الوقت، ثم ينسونها ويستأنفون حياتهم. لا شيء يتغير .