مع اقتراب العام الدراسي من نهايته ترتفع بنديرة الدروس الخصوصية، والتي تستنزف مبالغ كبيرة من موارد الأسر المصرية تصل إلي 15 مليار جنيه سنويا بحسب بعض ا لتقديرات، ولا يقل سعر الحصة في سنوات النقل عن 20 جنيها، أما في مرحلة الثانوية العامة فالطالب يقوم بالحجز في مركز الدروس الخصوصية قبلها بعام كامل من منتصف الصف الأول الثانوي، وبحسب تعبير ريم أحمد طالبة بالصف الثاني الثانوي في إحدي مدارس القاهرة أن بعض المواد "بتقفل" وبعض المدرسين يضع الطالب علي الويتنج ليست (قائمة الانتظار) فالحجز في مادة الكيمياء يقفل من شهر 3 ويتكلف 150 جنيها، بالإضافة إلي دفع مبلغ آخر رسوم "أرضية للسنتر" تتراوح بين 100 150 جنيها للمادة، أي تصل في التيرم الواحد إلي 600 جنيه، بالإضافة إلي أسعارالملازم في كل مادة وبعض المدرسين يعتبرها من تكلفة الدروس، والبعض يبيعها للطلبة، أما إذا حضر الطالب للسنتر بدون اشتراك مسبق فيقوم بدفع أرضية 5 جنيهات في المادة كل حصة، ويتراوح سعر مادة الرياضيات في المنزل لمجموعة لا تقل عن 8 تلاميذ بين 30 35 جنيها، وبعض أولياء الأمور يفضلون تلقي أبنائهم الدروس بمفردهم بدلا من تضييع الوقت في الذهاب والعودة من سنتر الدروس الخصوصية، ولكن سعر "الفيزيتة" مضاعف علي حد قول بريهان أحمد، طالبة ثانوية عامة في مدرسة بالجيزة ويصل إلي 100 جنيه في الحصة، وبمعدل 8 دروس في الشهر أي 800 جنيه لمادة الكيمياء بمفردها، وباقي المواد يتراوح سعر الحصة بين 50 60 جنيها فالمواد العلمية أعلاها سعرا، أما المراجعات النهائية وعددها 9 حصص في مادة اللغة العربية فتكلفتها 200 جنيه للطالب المشترك في السنتر من بداية العام. ويعتبر الطالب المشترك نفسه من المحظوظين "فأسعار المراجعة" للوافدين "من سنتاتر" أخري تصل إلي 600 جنيه كاملة، ومن نجوم الدروس الخصوصية أطباء بشريون ممارسون للمهنة، وأشهرهم "ع" عزام، و"ع" فايق ومن أطرف المواقف التي يرويها الطلبة أن الموظفين في سنتر الدروس يرفضون وقوفهم في تجمعات أمامه، حتي لا يقوم مأموري الضرائب باحصاء عددهم "فالعين وحشة واللهم لا حسد". أما الدروس في المرحلة الجامعية وخاصة الكليات العملية فحدث ولا حرج ابتداء من كيفية تجميع الطلبة سرا ، والبحث عن أماكن بعيد أنظار المنافسين، والمشرفين علي الرسائل العلمية الذين يتصيدون الفرصة لمعيدين لعرقلة الحصول علي شهادات الدراسات العليا، وتتراوح أسعار الدروس بين 500 700 جنيه للمادة في التيرم الواحد في المراحل الدراسية الأولي بالكلية، أما السنوات النهائية فتبدأ من 1000 جنيه للمادة، وقد تصل إلي 2000 جنيه كاملة بكليات الطب البشري، ويرفض معظم الطلاب حضور المجموعات التقوية التي تنظمها الجامعة بسعر يبدأ من 100 400 جنيه فقط للمادة، فعلي حد قول بعضهم طريقة التدريس في المجموعة "كلاسيك" و"الدنيا حر وخنقة" أما الدروس الخصوصية تبقي الدنيا فيها مظبطة والمدرس "بيجيب من الآخر". وبالطبع العائد المادي هو الدافع الذي يجعل المعيدين يلهثون وراء الدروس الخصوصية، فالمرتب أقل من 1000 جنيه في الشهر، بالإضافة لمصروفات رسالة الماجستير، ثم الدكتوراه للترقي في وظائف التدريس بالجامعة. والسؤال الآن: أين جهود وزير التربية والتعليم الجديد د. أحمد زكي بدر للتصدي لمافيا الدروس الخصوصية؟!