تطالعنا الصحف بين فترة وأخري بأنباء عن احتجاز صيادين مصريين والقبض عليهم لدخولهم المياه الاقليمية دون وجه حق لدول أخري.. ويستنجد الصيادون وأسرهم بالمسئولين المصريين في الخارجية والسفارات المصرية في هذه الدول للتدخل للافراج عنهم. والحقيقة أن هؤلاء الصيادين يقعون دائما في خطأ جسيم لدخولهم بغرض الصيد لمياه اقليمية للدول المجاورة بدون إذن أو تصريح، وهم يعلمون جيدا أن هذا الفعل مخالف للاعراف والقوانين الدولية، الأمر الذي أصبح يتكرر كثيرا وكأن المسألة أصبحت حقا مكتسبا للصيادين المصريين. وأكثر الدول التي يتم انتهاك مياهها الاقليمية هي ليبيا التي كثر الاعتداء عليها. رغم احتجاز العديد من الصيادين المصريين في السجون الليبية أكثر من مرة.. وتقوم السلطات الليبية بعد تدخل الحكومة المصرية بالافراج عنهم.. وأحيانا ترفض ليبيا أو تتلكأ في الافراج عنهم ولها الحق لأن الامر تكرر مرات ومرات. وقبل ذلك أو بعده أعلنت السلطات السعودية انها ألقت القبض علي مجموعة من الصيادين المصريين داخل مياهها الاقليمية. ويتوالي مسلسل التجاوزات من الصيادين المصريين في الصومال واليمن وجيبوتي والسودان.. ولم تسلم من هذا الاختراق تركيا أيضا وفي كل مرة يتم القبض عليهم وعلي الخارجية المصرية وسفاراتها في هذه الدول بذل المساعي من اجل الافراج عنهم رغم ضعف موقفنا. وما يثير الاستغراب والدهشة أن مصر غنية بمياهها وشواطئها علي البحرين الأبيض والاحمر.. بخلاف عدد كبير من البحيرات وهي أدكو والمنزلة والبرلس ومريوط والبردويل وبورفؤاد وقارون والريان وناصر والبحيرات المرة والتمساح.. كل ذلك بخلاف نهر النيل اطول انهار الدنيا.. فضلا عن مئات المزارع السمكية المنتشرة في محافظات مصر. أليس هذا الكم الوفير من المياه والشواطئ كافيا للصيادين؟ هل نضبت المياه وهربت الأسماك إلي حدود الدول المجاورة.. وهرول لها الصيادون لكي يعيدوها إلي بيت الطاعة بالقوة الجبرية؟ يجب علي شيوخ الصيادين في المحافظات عمل توعية للصيادين واطلاعهم علي المخاطر التي يتعرضون لها من جراء دخولهم المياه الاقليمية للدول المجاورة و"مش كل مرة تسلم الجرة" كما يقولون في المثل.. لأن هذه الدول لها طاقة صبر واحتمال اخشي أن ينفد وفي هذه الحالة لا نلوم إلا أنفسنا. وأهيب بوزارة الخارجية أن تمتنع عن مساعدة هؤلاء لأنهم يكررون فعلتهم لأنهم يفعلون ذلك بفعل عمد ويعلمون أن الحكومة المصرية لن تتركهم في سجون هذه الدول وسيخرجون ليمارسوا فعلتهم مرة ثالثة ورابعة.. كل دولة من حقها أن تمارس شرعيتها علي حدودها البرية والجوية والبحرية.. وعلينا أن نحترم هذا، لأن من ينتهك حدودنا ويدخل مياهنا الاقليمية لن نتركه يمر بسهولة. بحورنا وبحيراتنا وشواطئنا غنية بالأسماك وهي نفسها الاسماك التي يذهبون اليها بدون إذن أو تصريح.. فلماذا التجاوز وفعل الاخطاء؟ واذا أراد الصيادون المصريون الصيد في أعالي البحار فيمكنهم الحصول علي ترخيص بذلك من الجهات المختصة.. ويجب أن تفرض رقابة شديدة علي المراكب التي تخرج من شواطئنا أو تدخل اليها.. ومن يدري ماذا تحمل هذه السفن في ذهابها وعودتها؟!