تاريخ حلوي المولد في مصر عريق منذ العصر الفاطمي وحتي الآن لم نسمع عن اختفائها في أي عام من الأعوام ولكن مع ارتفاع أسعار الخامات بشكل كبير يتبادر إلي الذهن أسئلة للمنتج والبائع هل ستختفي حلوي المولد؟ أم أن الأمر هو أنها عادة وموسم لا ينتهي حتي ولو أصبح كيلو السكر ب100 جنيه علي حد تعبير أحد المسئولين عن هذه الصناعة. الجميع يؤكد أن أسعار الحلوي سترتفع هذا العام بنسب لا تقل عن 30 أو 40% مقارنة بالعام الماضي، وأن كيلو الحلوي سيصل إلي 55 جنيها في بعض المحلات، وأن الزبون سيشتري كميات أقل من العام الماضي "الاسبوعي" أجرت هذا التحقيق مع خبراء الصناعة للتعرف علي تأثير ارتفاع أسعار السكر والخامات الأخري في زيادة أسعار الحلوي هذا العام. يقول رجب العطار رئيس شعبة العطارة بالاتحاد العام للغرف التجارية أن موسم حلوي المولد تتعرض هذا العام للعديد من العقبات أهمها ارتفاع سعر السكر بنسبة 100% حيث زاد السعر من 250 قرشا إلي 550 قرشا، وارتفاع أسعار الياميش والمكسرات بنسبة 10% نتيجة لقلة المحصول في دول الإنتاج، إلي جانب ارتفاع الخامات الأخري من الألبان مع ارتفاع أسعار الخدمات من كهرباء وغاز وبوتاجاز وأجور عمالة. أشار إلي أن الملاحظ هو أن المنتجين سحبوا كميات ضئيلة من الخامات الخاصة بالحلوي منها اللوز والفسدق وفول السوداني وبعض الأصناف الأخري مما يجعلنا نتأكد أن منتجات الحلوي ستقل هذا العام مقارنة بالأعوام الأخري بنسبة لا تقل عن 30%. ويؤكد رئيس شعبة العطارة أن حلوي المولد لن تختفي هذا العام حتي ولو وصل كيلو السكر "100 جنيه"، لافتا إلي أن سعر كيلو الحلوي سيرتفع بمقدار ارتفاع التكلفة التي يضعها المنتج سواء كان اشتري الخامات بأسعار مرتفعة أو اشتراها بأسعار أقل وقبل الزيادة، لأنه كان هناك كثير من المنتجين لديهم مخزون من الخامات كالسكر أو المكسرات قبل زيادة الأسعار. ويتفق مع الرأي السابق سمير عطية صاحب احدي محلات الحلوي بالهرم مشيرا إلي أن سعر الحلوي سيرتفع هذا العام مقارنة بالعام الماضي وهذا الارتفاع سيكون للأصناف التي بها خامات مرتفعة الثمن كالياميش والمكسرات أما الأصناف الأخري التي لا يوجد بها هذه الاضافات فلن يرتفع سعرها إلا بنسبة بسيطة بسبب اضافة خامات السكر والعسل والألبان فالكيلو الذي كان يباع ب10 جنيهات سيباع بسعر 14 أو 15 جنيها. الربح المعقول من جانبه يوضح أحمد العبد الأمين العام لغرفة تجارة القاهرة ورئيس شعبة الحلوي بغرفة القاهرة أن الزيادة في الخامات هذا العام ستؤثر علي الصناعة والنتيجة أن الزبون هذا العام سيقلل من عملية الشراء نتيجة لارتفاع الأسعار فالزبون الذي كان يشتري 5 أو 6 كيلو سيقلل الشراء إلي 3 كيلو، مشيرا إلي أن المنتج الذي يريد أن يكسب الزبون يجب عليه ألا يغالي في الأسعار ويحسب التكلفة الفعلية ويضيف عليها نسبة ربحه المعقولة فكيلو الحلوي من المفروض أنه لا يستخدم فيه سوي ربع كيلو سكر إلي جانب الخامات الأخري وإذا حسبنا مقدار الزيادة فستكون حوالي 50 قرشا إذا كان كيلو السكر ب5 جنيهات من 250 قرشا مع العلم أن هناك سلعا أسعارها انخفضت كالدقيق والبيض وغير ذلك، مضيفا أن سعر العلب الجاهزة سيبدأ من 20 جنيها إلي 275 جنيها، وكيلو الملبن حبل عين جمل، وفستدق، وبندق ب40 جنيها وكيلو البسيمة مكسرات ب30 جنيها، وكيلو جوز هند فسدق ب30 جنيها. أما مصطفي عبدالعال عضو شعبة الحلوي بغرفة القاهرة فيؤكد أن ارتفاع سعر الحلوي هذا العام لن يؤثر في عملية البيع لأن الحلوي موسم يأتي مرة واحدة في العام والزبون مهما بلغت أسعار السلعة لابد أن يشتريها ولو بشكل بسيط، مشيرا إلي أن المشكلة التي يواجهها أصحاب المحلات هي دفع الضرائب وارتفاع أسعار الخدمات كالبوتاجاز والكهرباء والمياه، إلي جانب أن العمالة تطالب برفع الأجور خاصة في مثل هذه المواسم. وأضاف عبدالعال أن المحلات التي تنتج الحلوي دائما ما تحافظ علي جودة المنتج بغض النظر عن تكلفة الإنتاج لأنها لا تريد أن تخسر زبونها من أجل تخفيض السعر وتخفيض تكلفة الإنتاج، لافتا إلي أن تأثير ارتفاع الأسعار رفع سعر منتجات الحلوي هذا العام بما لا يقل عن 30% فسعر قرص العلف والسمسم والحمص ب7 جنيهات، وسعر حمام الفسدق ب5 جنيهات، وسعر قرص الفسدق ب12 جنيها. ومن جانبه يري مرسي جنينة مدير أحد المحلات المشهورة لصناعة الحلوي أن المشكلة التي سنواجهها هذا العام هي عدم وجود اقبال من الشركات والهيئات والمؤسسات لشراء كميات من علب الحلوي الجاهزة مثل كل عام فالملاحظ هذا العام اختفاء عملية البيع لهذه الجهات، مشيرا إلي أن السبب الرئيسي في ذلك هو أن هذه الجهات تسأل في البداية عن الأسعار ثم تقرر الشراء من عدمه وأغلب من سأل من هذه الشركات لم نره مرة أخري. أشار جنينة إلي أن الأسعار سترتفع هذا العام بنسبة 20% علي الأقل مقارنة بالعام الماضي. وفي محلات لابوار تباع الحلوي بالكيلو فالعلبة التي وزنها 2 كيلو ب125 جنيها، و3 كيلو بسعر ،155 ووزن 5 كيلو بسعر 275 جنيها، وعلبة للعروس صدف بدون وزن تباع بسعر 550 جنيها. ارتفاع عالمي ويشير محمد رزيقة عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية إلي أن ارتفاع السكر سببه عالمي والبورصات العالمية هي التي تتحكم في هذا السعر وليس السبب محليا وأضاف أن السبب في زيادته عالميا يرجع إلي استخدام المحصول في المدن الصناعية الكبري لإنتاج الوقود، مضيفا أن حلوي المولد سترفع سعر السكر هذا العام ومن بعده ستعود الأسعار إلي الانخفاض تدريجيا إذا حدث وفرة في الإنتاج العالمي من المحصول، مضيفا علي الدولة أن تسارع في إنشاء المصانع الكبري لإنتاج السكر سواء من بنجر السكر أو من محاصيل قصب السكر، إلي جانب مساهمة القطاع الخاص في إنتاج هذا المحصول المهم والذي سيوفر لنا الكثير من العملات الأجنبية للواردات وسيخفض من الأسعار العالمية المرتفعة حينما نقوم بإنتاجه محليا.
