علي الرغم من التطور الذي شهده القطاع المصرفي علي مدار خمس سنوات من الإصلاح المصرفي والذي انعكس في ميلاد ثقافة ومنتجات مصرفية جديدة وتكنولوجيا فإن التزاحم الناجم في كثير من الأحيان عن سوء الخدمة لايزال سيد الموقف في كثير من صالات الفروع لاسيما العامة التي مازالت أشبه بجمعيات تعاونية. "الأسبوعي" إلتقي عددا من الاقتصاديين والمواطنين، والذين أكدوا ان هناك عمليات سرقة كثيرة تحدث من جراء التزاحم خاصة اثناء عمليات السحب وتساءلوا عن جدية البنوك في تيسير الخدمات الآلية والتي من المفترض أن تكون متوافرة لجميع العملاء الراغبين فيها مجانا او علي الأقل بأسعار رمزية حيث ان البنوك تستفيد من عملائها كثيرا سواء من الايداع او الاقتراض او الاكتتاب أو... أو.. فلا مانع من تقديم الخدمة بشكل ميسر لهؤلاء. يشير الدكتور عبدالرحمن جاب الله استاذ الاقتصاد بجامعة حلوان إلي أن الخدمات البنكية بشكل عام تحسنت عن السابق الا انها لا تزال دون مستوي الطموح وينبغي ان تحاكي التطور البنكي علي مستوي العالم الذي وصل إلي مستويات قياسية.. فصارت الخدمات تقدم آليا علي مستوي واسع.. وأنا أؤكد ضرورة تطوير هذه الخدمات خاصة مع زيادة الطلب علي خدمات البنوك أما بالنسبة للتزاحم الذي يحدث أمام البنوك فاعتقد ان البنوك يقع عليها جزء من المسئولية كما ان الزبائن او الجمهور يقع عليهم الجزء الباقي.. فمن ناحية البنوك ينبغي زيادة اعداد الموظفين الذين يخدمون العملاء خصوصا في الفروع التي يكون عليها ضغط كبير كفروع البنوك التي في وسط المدن.. ويمكن مثلا نقل موظفين من الفروع التي تقع في مناطق نائية لا يكون عليها اقبال إلي فروع اخري يكون هناك عليهم اقبال كبير.. كما انه يجب كذلك زيادة عدد الكوادر استجابة للطلب المتزايد علي الخدمات وزيادة افرع البنوك في المناطق والمدن التي لا يوجد بها سوي فرع أو فرعين أو عدد قليل من الفروع مع انه بحاجة إلي عدد أكبر من ذلك. أما الدكتورة مني المصري استاذ التجارة الدولية بجامعة القاهرة فتتعامل علي البنوك بشكل عام وتؤكد أنها اصبحت متشعبة برءوس الأموال واصبحت لا تهتم إلا بكبار العملاء وهذا عيب لانه من المفترض ان تكون خدمات البنوك إلي جانب الربحية فيها لأن الاهتمام بالجانب الاجتماعي مطلوب.. واعتقد ان البنوك لا يهمها للأسف ان تصل طوابير الناس إلي الخارج ما دام ان الواقف في الطابور ليس من كبار العملاء. وتشدد المصري علي ان خدمات البنك يجب ان تصل إلي الجميع وليس لفئة دون أخري او يكون هناك تمييز في التعامل بين العملاء ونحن نعرف أن صغار المستثمرين لم يستثمروا اموالهم القليلة في البنوك إلا بهدف تحسين أوضاعهم المعيشية. وتتساءل المصري عن الاعلانات التي تنشر للبنوك بوسائل الاعلام والتي ظاهرها انها تستهدف صغار المستثمرين ولكن عندما يزورها هؤلاء تكون المطالب أكبر. ويؤكد الدكتور أيمن فرج الباحث الاقتصادي بجامعة القاهرة ان التزاحم في البنوك وخارجها من المشكلات التي تبحث عن حل خاصة في هذه الأيام حيث اصبحت ظاهرة.. وتابع قائلا ان البنوك لم تكن تتوقع ان يصل هذا الزحام إلي هذه الدرجة ولذلك صارت هناك توسعات كثيرة في فروع البنوك لاستيعاب الاعداد الكبيرة من العملاء. ويشير فرج إلي أهمية تطوير الخدمات البنكية بشكل يتيح الفرصة للحصول علي جميع الخدمات عن طريق شبكة الانترنت وتخفيض أسعار الخدمات الآلية إلي مستويات تجعلها ميسرة لصغار المستثمرين، الأمر الذي يخفف الضغط عن البنوك نفسها وعن الموظفين في هذه البنوك وهو أمر في صالحها كما نري. التقينا مجموعة من المواطنين في جولة ل "الأسبوعي" امام فروع البنوك.. من جانبه أكد محمد عبد الرحمن موظف ببنك مصر ايران التقيناه في ساحة البنك الأهلي فرع الهرم، ان الخدمات البنكية والمصرفية في مصر وصلت إلي مستوي متطور يضاهي المستويات العالمية ويواكبها ولكن المشكلة في عدم قدرة البنوك علي التكيف مع الاعداد الكبيرة من الزبائن التي تأتي لفروع البنوك حيث لابد من عمل توسعات مناسبة لاستيعاب العملاء. مشيرا إلي أن البنوك تستطيع ايجاد حلول لمشكلة الزحام خاصة بالنسبة للزحام خارج البنك والذي قد يتسبب أحيانا في ارباك حركة المرور ويؤكد عبدالرحمن ايضا ضرورة التوسع في الخدمات الآلية وتيسيرها بالشكل الذي يمكن ان يتاح لكل عميل لنري في أيام الاكتتابات في المستقبل البنوك وقد صار عدد العملاء الذين يأتونها بشكل مباشر قد قل بشكل كبير. اما ايناس عبدالعزيز مهندسة ديكور التقينا ببنك مصر فرع الهرم فتشير الي ان الخدمات البنكية في مصر مازال ينقصها بعض الأمور الأساسية ومن ضمنها ما يتعلق بخدمة العميل بشكل مباشر.. فمازال الكثير من البنوك تجبر العميل علي الوقوف علي قدميه لساعات طويلة خاصة بالنسبة للعملاء والمستثمرين الصغار الذين من المفترض ان يكون لهم حق في الخدمة كعملاء وثقوا بالبنك ولكننا لا نجد مثل ذلك بل نلاحظ بعض البنوك أو فروعها تعامل هؤلاء بخشونة قد تكون متعمدة فهي بذلك قد توحي بأن هؤلاء نصيبهم من الخدمات قليل من ان اعلانات الكثير من البنوك تشدد علي اهتمامها بصغار المستثمرين. وتؤكد ايناس ضرورة اهتمام البنوك بموضوع التزاحم، والذي قد يتسبب في عمليات سرقة ومشادات بين المنتظمين في طوابير.. وأكدت ايضا ضرورة توسيع قدرة استيعاب شبكة المعلومات والسستم حتي لا يتوقف فجأة كما يحدث كثيرا خاصة اثناء تزايد عمليات بيع وشراء الأسهم والصفقات الكثيرة التي تتم في هذا الاطار. من جانبه يؤكد محمود الصغير محاسب باحدي شركات البترول التقيناه في بنك عودة فرع المهندسين ان التزاحم الكبير أمام البنوك يشوه وجه الخدمات المصرفية في مصر والتي من المفترض انها تواكب الخدمات البنكية العالمية حيث تربطها شبكة مع بنوك العالم. ويؤكد الصغير علي أن الحل الافضل لهذه المشكلة هو في زيادة الخدمات الآلية التي تتم عبر المصارف الآلية وعبر شبكة الانترنت.. ويجب ان تكون هذه الخدمات متاحة للجميع بأسعار مناسبة او حتي بالمجان خاصة ان البنوك تستفيد كثيرا من الخدمات البنكية التي تقدمها للعملاء وتأخذ عليها فوائد كثيرة. اما جميل صليب طبيب اسنان التقيناه بالبنك الأهلي سوسيتيه جنرال فيشير إلي أن هناك قصورا في الخدمات لدي بعض البنوك التي لا تستطيع تحديدها ولكن هناك بعض البنوك الاخري خدماتها جيدة وخدماتها الآلية علي اعلي المستويات وتكاد تكون متكاملة.. حيث يمكنك الايداع والسحب وتنفيذ مختلف العمليات من خلال الصراف والاكتتاب وغيرهما من الخدمات الاخري عن طريق شبكة الانترنت بأسعار معقولة وان كنا نطالب بألا تكون هناك اية رسوم علي هذه الخدمات.. اما بالنسبة للتزاحم فانه بالفعل مشكلة موجودة للاسف، ولا توجد لها حلول بعد مرور سنوات طويلة لدرجة ان بعض فروع البنوك يصل التزاحم فيها إلي درجة التشابك بين العملاء والمشادة مع موظفي البنك الذين لا يعيرون اهتماما لما يحدث وهذا امر غير مطلوب وكان من المفترض ألا يحدث ولكنه يحدث للاسف. البطء يشدد د.صليب ايضا علي بطء "لسستم" او عدم قدرته علي استيعاب جميع العمليات البنكية "فالسستم" الذي صمم مثلا لمليون عملية بيع وشراء وعمليات اخري لا يستطيع تحمل مليونين مثلا ومن شأن الضغط عليه في استيعاب هذا العدد التوقف وهذا طبيعي ولكن لا يزال تجاهل هذا الامر مستمرا حتي الآن.