حققت الولاياتالمتحدةالأمريكية ومنطقة اليورو وبريطانيا واليابان رقما قياسيا في اصدار السندات الحكومة خلال عام ،2009 وصل إلي نحو 3.945 مليار دولار بارتفاع قدره 86% علي العام قبل الماضي ،2008 وتمثل هذه الزيادة نحو 146% عما حققته تلك البلدان في ،2007 وفقا لبنك باركليز كابيتال "بنك الاستثمار البريطاني". ويقول باركليز كابيتال، إن هذه التحركات بمثابة الحاجة لدفع ثمن انقاذ البنوك وبرامج التحفيز المالي، التي تبنتها الدول لتفادي حدوث تدهور اقتصادي خطير، من جراء الأزمة المالية العالمية الأخيرة، وبلغت قيمة السندات الحكومية المصدرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية في 2009 نحو 2010 مليارات دولار، وشهدت منطقة اليورو ارتفاعا هي الأخري في قيمة الاصدار وصلت إلي نحو 1.350 مليار دولار. ويقول البنك في صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن هذا الكم الهائل من اصدار سندات الدين أو الحكومية، هو السبب في المخاطر السيادية التي تعد واحدة من أكبر المخاوف التي تحيط بالمستثمرين في عام ،2010 وكأنها انفلونزا العام، التي تهدد الاقتصاد العالمي بعد أزمة قروض الرهن العقاري الأخيرة. ويوضح ريتشارد ماكجوير رئيس استراتيجية الدخل الثابت في شركة آر بي سي كابيتال البريطانية في الصحيفة أن الحكومات التي لديها فقرا في أساسيات أسواق السندات، وعدم وجود تنظيمات لعمليات البيع في تلك الأسواق، هذا يمثل خطرا كبيرا، كما يمكن للمستثمرين انتقاء واختيار الأوقات التي يشتري ويبيع فيها، حتي لا تحدث أزمة مثلما حدث لأسواق السندات اليونانية خلال الشهر الأخير من ،2009 مشيرا إلي أنه لابد من حدوث انتعاش كبير في أسواق السندات خلال العام الجديد حتي يتم الرد علي المشككين في انتهاء الأزمة العالمية. وتري لينا كوميلف رئيس قسم الاقتصاد في شركة "تيلت بريبون" البريطانية أن ما حدث لليونان مؤخرا وضع أسواق السندات في دائرة الضوء مرة أخري، ومن المتوقع أن يصل الدين العام لليونان إلي 121% من إجمالي الناتج المحلي، واتسع العجز في الموازنة إلي 12.7% من إجمالي الناتج المحلي بنهاية ،2009 وتخطط الحكومة في اليونان إلي امكانية خفض العجز في الميزانية إلي 8.7% في العام الحالي. وتضيف أنه من المتوقع أن ترتفع نسبة الدين العام إلي نحو 135% في عام ،2011 وهو أعلي معدل في منطقة اليورو، وثاني أعلي نسبة عجز بين الاقتصادات المتقدمة علي مستوي العالم. إلا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا في موقف أقوي من الناحية المالية من اليونان كما أنهما يعتمدان بشكل كبير علي المستثمرين الأجانب لشراء سندات بنسبة تتراوح بين 35 و50%، وتتوقع الصحيفة أن تتعرض أمريكا وبريطانيا لضغوط علي نحو خاص من خلال الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك انجلترا، ومن المتوقع انهاء برامجهما بشأن التخفيف، بعد النية إلي خفض عائدات السندات خلال العام الحالي 2010. وحذر محللون من انهيار أسواق السندات في منطقة اليورو، إذا لم تتجه إلي تخفيض مستويات الديون، وعجز الموازنات، خاصة بعد أن أصبحت اليونان من الدول الأسوأ في منطقة اليورو، فالمطلوب من دول تلك المنطقة حاليا بيان كيفية التعامل مع أزمات الديون لديها، خاصة بعد أن أصبحت دولا مثل ايرلندا واسبانيا والبرتغال تعيش في ضغوط واضحة، فهي أكثر قابلية لتعرض أسواق السندات فيها للانهيار.