قبل عدة أشهر صدر العديد من التصريحات من المسئولين بوزارة الصحة تحذر المواطنين من تناول عقار التاميفلو الذي يعالج إنفلونزا الخنازير خارج المستشفيات المتخصصة لعلاج المرضي..!. والآن فإن الوزارة نفسها توافق علي أن يطرح عقار التاميفلو للبيع بالصيدليات بسعر يتراوح ما بين 75 و90 جنيها.. وهو ما يعني أن أي مواطن يستطيع أن يدخل إلي الصيدلية ويقوم بشراء الدواء كما يشتري الاسبرين ويعالج نفسه أو يعالج أطفاله بدون استشارة طبية ولا ذهاب إلي مستشفي الحميات "ويا دار ما دخلك شر"..!. ولا نفهم - ويبدو أننا لن نفهم - ما الذي يجري وما هي الحكاية.. فأي طبيب الآن يعالج أي نوع من الإنفلونزا التي تصيب أي طفل بعقار التاميفلو ويقول إنه لا ضرر في ذلك وأنه مثله مثل أي دواء آخر عبارة عن مضاد حيوي سيساعد في القضاء علي الفيروس..!. ونكاد نجزم بأن شيئا ما لا يشعرنا بالراحة في حكاية إنفلونزا الخنازير وحالة التأهب القصوي التي أعلنت والتي تنتهي بطرح دواء في الصيدليات، "وكله يعالج نفسه"..!. ولقد وصلتني عبر البريد الالكتروني رسالة تتحدث عن خطوات بسيطة للوقاية من فيروس أنفلونزا الخنازير وتنصح بالغرغرة مرتين يوميا باستخدام الماء المالح الدافئ، إذ أن هذا الفيروس يحتاج يومين أو ثلاثة بعد بداية دخوله إلي الحلق أو الانف ليتكاثر وتظهر أعراضه، ومجرد الغرغرة بالماء المالح يمنع هذا التكاثر ويوقفه، ويقولون في ذلك إن تأثير عملية الغرغرة علي الشخص السليم تعادل تأثير عقار التاميفلو علي الشخص المصاب. وينصحون أيضا بتناول المشروبات الساخنة بكثرة لأن هذه العملية لها نفس تأثير الغرغرة، فهي تغسل الحلق من الفيروسات المتكاثرة وتدفع بها إلي المعدة حيث لا يمكنها العيش أو التكاثر أو أي أذي.. والنصائح كثيرة والرسائل الالكترونية في هذا الموضوع متعددة، وكلها تقود إلي طريق واحد وهو عدم المبالغة في تصوير هذا المرض، وعدم النظر اليه علي أنه كارثة، وهو في رأينا علي أية حال سيكون بمثابة الكنز للذين سيستوردون التاميفلو والذين سيبيعونه، وفي انتظار "الهوجة" القادمة لإنفلونزا الماعز..!!. [email protected]