مع تزايد حجم الاستثمارات المصرية بالخارج واتجاه رجال الأعمال المصريين للتوسع وإقامة استثمارات في العديد من دول العالم لدرجة وصفها البعض ب "موضة الاستثمار الخارجي" أحدث من التساؤلات حول جدوي هذه الاستثمارات خاصة وانها قدرت بمختلف الأسواق العالمية ب 100 مليار دولار وهو رقم يطرح العديد من التساؤلات حول لماذا الاتجاه إلي استثمار الأموال المصرية بالخارج؟! وهل هناك عقبات تحول دون الاستثمار بالداخل؟! أم حقق السوق المصري اكتفاءه الذاتي من الاستثمارات؟ وما عوامل جذب الاستثمارات المصرية للخارج؟! ومدي الخطورة علي الاقتصاد القومي من انسحاب هذه الأموال؟! رجال الأعمال والخبراء أكدوا علي أن توجه الاستثمارات المصرية للخارج هو نوع من الذكاء الاستثماري كما أن له العديد من المزايا مثل الحفاظ علي الأسواق التصديرية من خلال التواجد بها ولكنهم اشترطوا أن تتوجه الاستثمارات للدول الواعدة اقتصاديا والأكثر أمناً واستقرارا، وطالبوا بأن تخدم هذه الاستثمارات الاقتصاد الوطني المصري بشكل ما وأشاروا إلي أن استثمار أموال المصريين أفضل من إيداعها في بنوك سويسرا والدول الغربية. "العالم اليوم" ناقشت هذه الظاهرة والتقت بعدد من رجال الأعمال الذين لهم استثمارات بالخارج كما سألت الخبراء عن رأيهم في هذه القضية؟ إبراهيم محلب رئيس مجلس إدارة المقاولون العرب وهي إحدي الشركات التي لها استثمارات عديدة في الخارج، وصف اتجاه الاستثمارات المصرية للخارج بأنها نوع من الذكاء الاستثماري وتأتي في مصلحة الاقتصاد القومي إذ إن لها مردودا إيجابيا علي أكثر من مستوي سواء تعميق العلاقات بين مصر والدول الأخري اقتصاديا أو الاستفادة من تبادل الاستثمارات معها واستغلال فرص الاستثمار الجيدة بالخارج وتوسيع دائرة الاستثمارات المصرية بما يصب في مصلحة واستثمارات الشركة الأم داخل القطر المصري بالإضافة لحسن استخدام الإمكانيات والخبرات المصرية. وبرر محلب اتجاه شركة المقاولون العرب للاستثمار بالخارج بالبحث عن القيمة المضافة والاستفادة من الحوافز الاستثمارية والتسهيلات التي تقدمها الدول التي تستثمر بها بالإضافة للاستقرار السياسي والاقتصادي، ويكشف محلب عن أن حجم الاستثمارات التي تعمل بها شركة المقاولون العرب تزيد علي 2 مليار دولار في أكثر من 15 دولة إفريقية وعربية، مشيرا إلي أن الشركة تستعد للتوقيع علي مشروعات إنشائية جديدة باستثمارات تقدر بمليار جنيه. وعن هل الأفضل التوسع في الاستثمار بالداخل أم التوجه للخارج؟! يقول محلب: لا يمكن أن تكون هناك فرصة للاستثمار بالداخل واتجه للخروج ولكن مع كبر حجم النشاط وتوسع الاستثمارات فمن الطبيعي التوجه للخارج. ويري وليد هلال رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيمياوية ورئيس مجلس إدارة شركة الهلال والنجمة أن خروج الاستثمارات المصرية للخارج لها العديد من الإيجابيات وليس لها سلبيات حيث تؤدي إلي انتشار المنتجات المصرية وتسهم في تعظيم الصناعة الوطنية والحفاظ علي أسواقنا بالخارج.. كما تستعين هذه الاستثمارات بالخبرات والعمالة المصرية، ويكشف هلال أن شركة الهلال والنجمة لها استثمارات في الخارج تقدر بحوالي 15 مليون دولار ولها مصانع في الإمارات والمملكة العربية السعودية واليمن. وعن أسباب توجه استثماراته للخارج يقول هلال: إن ذلك يأتي في سياق العمل علي تأمين الأسواق التصديرية لمنتجاتنا في المقام الأول والحفاظ علي هذه الأسواق وإذا لم نذهب إليها ونحافظ عليها فسيذهب إليها غيرنا.. مشيرا إلي أن مناخ الاستثمار في مصر أفضل من الخارج ولكن توسع الاستثمارات يحتم التوجه للخارج. ويري المهندس صلاح حجاب رئيس لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الأعمال ورئيس المكتب الهندسي الاستشاري "صالح وحجاب" أن توجه الاستثمارات المصرية للدول الواعدة اقتصاديا له فوائد عديدة منها تعظيم الاستثمارات المصرية وإيجاد فرص عمل للمصريين واستخدام خامات مصرية وبرأسمال وخبرات وطنية، مشيرا إلي أهمية أن تتوجه الاستثمارات المصرية للدول الأكثر أمناً واستقراراً وأن يكون لها دور في تعميق العلاقات الدولية مع مصر. ويوضح حجاب أن المحك الرئيسي في توجه الاستثمارات المصرية للخارج هو نمو رأسمال الوطني ومردوده الإيجابي، مؤكدا علي أن توجه رأسمال المصري للاستثمار بالخارج أفضل من الذهاب لبنوك سويسرا والدول الغربية، ويكشف حجاب أن مكتبه الهندسي له أعمال خارج مصر في أكثر من 12 دولة عربية وإفريقية. ويشير مجد المنزلاوي رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات ورئيس إحدي شركات الصناعات الكهربائية إلي أن خروج الاستثمارات المصرية للخارج فكر اقتصادي جيد ولابد من دعمه وزيادته خلال الفترة القادمة بشرط أن تكون هذه الاستثمارات مؤمنة وفي شكل استثماري متبادل.