قال جيرالد لوكاس كبير مستشاري الاستثمار في دويتشه بنك علي صفحات جريدة "فاينانشيال تايمز" البريطانية ان أسواق الأسهم شهدت العديد من المخاطر في السنوات العشر الماضية، التي أحرقت المستثمرين وأثارت الشكوك حول استثمارهم في الأسهم علي المدي الطويل أم لا. وتوقع لوكاس مخالفا لمعظم الخبراء العالميين أن تشهد أسهم شركات الاقتصادات النامية عقبات بسبب المستويات العالية من الديون لديها، وارتفاع معدلات البطالة مع توقع ببطء في النمو الاقتصادي لتلك الأسواق الناشئة، فضلا عن أنها تعاني سوء التنظيم لأن التوقعات بالنسبة للأسهم تعتمد علي نوع من الانتعاش في الاقتصاد ومن ثم فهي لم تتعاف تماماً. وأضاف أن ما قامت به إدارة البورصة في البرازيل "ثالث أكبر الأسواق الناشئة" بفرض ضريبة قدرت قيمتها بنحو 2% علي تعاملات المستثمرين الأجانب فقط من الأسهم والسندات وهددت بأنها ستفرض المزيد، علق قائلا: إن هذا سوف يكون له تأثير سلبي علي البورصات في الاقتصادات الناشئة، خاصة ان تشديد الضوابط وزيادة الضرائب بعيد تماما عن فكرة الأسواق الحرة التي تقوم عليها أسواق المال، إلا أن الحكومة بررت ذلك بهدفها إلي الحد من تدفق الأموال الأجنبية خاصة بعد ارتفاع مؤشر البورصة هناك إلي أكثر من الضعف، وتسير معها في نفس الاتجاه بورصة كوريا الجنوبية. وأشار إلي أن الأسهم العالمية انتعشت من أدني مستوياتها في مارس الماضي إلي حد كبير بفضل الدعم الكبير المقدم من البنوك المركزية في شكل معدلات الفائدة المنخفضة، حيث ارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز بنسبة 65% في تلك الفترة. وصعد مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بنسبة 60% إلا أن الارتفاعات لم تكن مدعومة بالكامل من قبل المستثمرين الأفراد، حيث قالت مؤسسة إي بي إف آر إن المستثمرين مازالوا يشعرون بالقلق من امتلاك الأسهم فهم فقدوا نصف أموالهم في الأسهم في العقد الأخير. في حين قال المتفائلون في الصحيفة ان جميع الأسواق لم تعد علي نفس الخطورة التي شهدتها الأزمة وقالوا إن الأزمة الأخيرة أثبتت نمو الأسواق الناشئة لأن الضرر الذي لحق بها في فترات الاضطراب المالي العالمي السابقة كان في الغالب أشد من الضرر الذي لحق بنظريتها من الأسواق المتقدمة إلا أن هذه المرة تعافت الأسواق الناشئة بأسرع مما تعافت به الأسواق المتقدمة، كما أن أصول الأسواق الناشئة، خاصة الأسهم حققت تعافيا أقوي بكثير، فضلا عن أن مؤشر فاينانشيال تايمز للأسواق الناشئة ارتفع بأكثر من 100% خلال الفترة الحالية. ويؤكد ذلك مايك جوميز احد رؤساء ادارة محافظ الأسواق الناشئة في شركة بيمكو أكبر شركة في العالم لإدارة السندات حيث قال ان أصول الاسواق الناشئة تتوسع باستمرار وانها نجحت في استقطاب رؤوس اموال كبيرة خلال الأزمة. وقال خبير في مؤسسة التمويل الدولية ان الاسواق الناشئة حققت طفرة هائلة إلا انه من الممكن ان يقل أعداد المستثمرين في الاتجاه نحوها في حال عودة التعافي بدرجة كبيرة للأسواق المتقدمة، الأمر الذي يجعل من درجة عودة التباطؤ للنمو عالية خاصة في الأجل الطويل والخوف من حدوث هبوط كبير في الصادرات القضية التي تدعو المنظمين في الأسواق الناشئة ومسئولي البنوك المركزية الي تشديد السياسة النقدية التي تعد من أهم أسباب الخروج من أي أزمة.