هل يعقل أن تكون أهم واخطر قضيتين في مصر الآن هما ازمة الزبالة.. وازمة السحابة السوداء.. هل يعقل أن تقف حكومة التكنولوجيا ومحمول لكل مواطن والضريبة العقارية والمفاعلات النووية عاجزة عن إيجاد حل لجمع الزبالة ومواجهة السحابة السوداء؟ مند عشر سنوات وهذا الدخان الاسود يطارد المصريين في كل مكان.. قالوا إنه احتراق قش الارز.. وقالوا إنه احتراق تلال الزبالة.. وللاسف الشديد لا الزبالة احترقت ولا قش الارز اختفي ولا الدخان الاسود غاب عن سماء مصر.. في الأسبوع الماضي كانت هناك مباراة في كرة القدم بين فريقي الاهلي والمنصورة ولم يشاهد أحد الكرة علي شاشات التليفزيون فقد اختفت تماما علي الشاشة أمام سحابات الدخان الاسود الذي غطي سماء الملعب.. بعد الساعة السابعة مساء لا تستطيع أن تفتح شباكا أو تشاهد شيئا في سماء القاهرة.. والغريب ان المواطن المصري الذي يسير الآن في احد الشوارع يتعثر بين تلال الزبالة التي لا يراها بسبب الدخان فلا هو يري تحت قدميه ولا هو يري سماء الله التي اختفت والغريب في الامر ان الحكومة تعلن كل يوم عن انجازات جديدة في التكنولوجيا وتسمي نفسها حكومة المحمول حيث يقترب عدد المصريين الذين يحملون الآن جهاز المحمول إلي 50 مليون مواطن يدفعون سنويا 35 مليار جنيه لشركات المحمول.. هل يعقل أن تعجز تكنولوجيا المحمول عن مواجهة ازمة الزبالة والسحابة السوداء هل مصر الكنانة بجامعاتها وعلمائها وخبرائها عاجزة عن حل مثل هذه الازمات الصغيرة جدا.. هل يعقل ان تتحول لعنة الخنازير التي قتلناها في مذابح جماعية إلي لعنة اخري هي لعنة الزبالة ومعها لعنة السحابة السوداء.. اتصور مثلا أن نستورد بعض الخبراء الاجانب للسحابة السوداء ولكن الزبالة لا تحتاج لذلك.. في الريف المصري الآن تدور أكبر كارثة تهدد صحة المواطنين حيث تروي مزارع الخضار والفاكهة بمياه الصرف الصحي والمجاري وتنتقل الامراض والميكروبات من الترع والمصارف إلي دماء الناس.. ماذا جري للمصريين اين العقل المصري الذي بني الاهرامات وترك تلال الزبالة؟