رحل سامي هاشم دون ان يودع أحدا.. انسحب من حياتنا في هدوء كما عاش بيننا مجاملا رقيقا أحب الجميع واحترم الصداقة ورفقة العمر.. عرفت سامي هاشم في سنوات البداية كان يعمل في اعلانات الاهرام في نهاية الستينيات وتدرج في مناصبها حتي أصبح واحدا من اقطابها الكبار واقترب كثيرا من الراحل الكبير عبدالله عبدالباري فارس الاعلان في كل زمان ومكان والمدرسة التي تخرج فيها اكبر رجال الاعلان في مصر.. اتسع نشاط سامي هاشم واتسعت علاقاته وصداقاته ابتداء بإيران في فترة ما قبل الثورة وكثير من العواصم العربية وأصحاب القرار فيها.. وقد جرب سامي حظه في اقسام التحرير في الاهرام وواجهته عقبات كثيرة وان بقي كواحد من أبرز العاملين في اعلانات الاهرام في عصرها الذهبي.. وعندما بدأ الصديق عماد الدين أديب مشروعه الصحفي في مجلة "كل الناس" في البداية ثم جريدة "العالم اليوم" انضم سامي هاشم إلي كتيبة العالم اليوم واستطاع ان يقدم خبراته الطويلة في كل المجالات لهذه المؤسسة الصاعدة.. استطاع سامي هاشم ان يحقق ذاته في العالم اليوم وكل الناس اكثرمن أي مكان آخر. عاد يكتب مقالات مختلفة ومتنوعة ما بين السياسة والاقتصاد والجوانب الانسانية المختلفة وبجانب هذا استثمر ببراعة كل علاقاته في مجال الاعلان علي امتداد الساحة العربية وفتح عماد الدين أديب امامه كل جوانب الانطلاق واصبح سامي هاشم من أعمدة العالم اليوم.. كان قادرا علي ان يحول كل هموم الحياة إلي ابتسامة صافية.. وكان يقول النكتة كما لو انه صاغها بنفسه في نفس اللحظة وتمتع بحب أناس كثيرين في الحياة العامة والصحافة وبقيت له علاقات قوية مع رموز كثيرة في السلطة.. قليلا ما كنا نلتقي في السنوات الاخيرة فقد شغلتنا أعباء الحياة ومسئولياتها ولكنني كثيرا ما كنت أراه وأشعر اننا افترقنا فقط منذ أيام قليلة.. والآن رحل سامي هاشم تاركا وراءه ذكريات كثيرة مع اصدقاء احبوه وأعمال كثيرة نجح فيها ومعارك خاضها صحفيا وكاتبا ورجل اعلانات من طراز فريد.. خسرت العالم اليوم ومجلة كل الناس برحيل سامي هاشم فارسا من فرسانها ورجلا أعطي حياته وقدم عمره راضيا مرضيا.. رحم الله سامي هاشم صديق من أصدقاء الزمن الجميل.