لم يمهل القدر الناقد الكبير فاروق عبدالقادر ليسمع خبر حصوله علي جائزة الدولة للتفوق.. ورحل الناقد الكبير تاركًا جائزة استحقها عن جدارة وبعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 72 عاما، قضي آخر ثلاثة أشهر منه في غيبوبة مستمرة، إثر جلطة في المخ، دخل علي إثرها مستشفي القوات المسلحة، وفاق رحيله كل الدراما المسرحية التي قضي عمره ناقدا لها. خصوصا أنها الجائزة الأولي التي يحصل عليها عبد القادر من المؤسسة الثقافية التي خاصمها طيلة عمره، فرغم مشواره النقدي الحافل لم يحصل سوي علي جائزة الكويت للتقدم العلمي، وجائزة سلطان العويس عام 1993. الدكتور عبد المنعم تليمة: لقد خجلنا من أن نسعي إليه مهنئين بالجائزة، لأنها أقل من قدره بكثير، بل لقد عشنا شهورا بمشاعر أبعد من الخجل وأقرب من عار الذنب والخطيئة، فقد كان يمضي تحت أعيننا مواجها وحده هجوم الخبيث المفترس، كان أكرم منا جميعا فقد أعفانا من الحرج ورحل عن عالمنا القبيح هذا أعرفه من الخمسينيات والستينيات كان يدرس علم النفس والفلسفة، وبه شغف عميق بالفنون والآداب والمذاهب الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية، وبعد التخرج مباشرة فوجئنا به اسما معدوداً بين نقاد الأدب والفن والمفكرين والمترجمين المتميزين، الذين يجيدون اختيار ما يترجمونه واثقا وملبيا لحاجات ثقافتنا وعرفته الدوائر كلها بالنزاهة والاستقامة والجدية، التي صارت بمضي الوقت نادرة في أجيالنا الراهنة نفتقده مثالا رفيعا للتعفف والتعمق رحمه الله. الدكتور جابر عصفور: فقدنا ناقدا كبيرا، تأخرنا في تكريمه كثيرا ويستحق أكبر الجوائز عن جدارة، وعزاؤنا فيه ما تركه من تراث نقدي مميز، رحمه الله رحمة واسعة. الشاعر نصار عبدالله: فقدنا قيمة كبيرة ورمزاً من رموز النقد وقبل ذلك رمز من رموز المثقف الذي يتمسك باستقلاله عن أي مؤسسة رسمية أو حكومية، ودفع الثمن وهذا ما جعل صوته يقتحم ما لا يقتحمه سواه، فاروق هو واحد من أكثر النقاد والموهوبين موهبة وأوسعهم ثقافة، وعاش طيلة حياته وهو يري أنصاف الموهوبين ومن هم دونه موهبة ووثقافة يتصدرون المشهد الثقافي مما جعله يشعر بإحباط شديد وكان هذا الإحباط يتسلل إلي بعض كتاباته النقدية، ولكنه ظل متمسكا بقيمة الصدق والأمانة مع النفس وعدم تكريس الأكاذيب كما فعل كثيرون آخرون من النقاد، وإذا أمكنا أن نختزل جيل الستينيات في اثنين أو ثلاثة فسيكون فاروق واحدا من هؤلاء الرموز الثلاثة. د.حامد أبو أحمد: كان فاروق عبد القادر من أهم النقاد في الفترة الاخيرة بعد رحيل النقاد الكبار وكان ناقدا متميزا له صوته الخاص وكان لا يجامل أحدا وكانت مواقفه حادة، وأبرزها مواقفه من لطفي الخولي وجمال الغيطاني وكان لا يتراجع أو يلين وكان حاسما في مواقفه، ولم يكن ناقدا أكاديميا يلتزم بالمدارس النقدية المستوردة وإنما كان امتدادا للمدرسة النقدية في الخمسينيات والستينيات، وكان يعتمد علي الأيديولوجيا أكثر من اعتماده علي النظرية النقدية، وكان مخلصا للاتجاه اليساري في كتاباته. صلاح عيسي: كان فاروق عبد القادر نمطا متميزا من المثقفين وعمل كناقد ادبي في مجالات متعددة في القصة والرواية والمسرح وحتي ترجماته باكبر قدر مكن من الجدية وكان مهنيا رفيع المستوي حريصا علي متابعة الانتاج الادبي الحديث وهو ينتمي الي مدرسة نقدية حاولت تبسيط النقد للقارئ العادي ومن ابرزها رجاء النقاش وعلي الراعي ولويس عوض وهذه المدرسة لعبت دورا مهما فيرفع مستوي ذائقة قارئ الادب . ابراهيم عبد المجيد: كان ناقدا عظيم تبني موهبتي ونشر لي في بداية حياتي ومسيرتي الادبية ولقد قاس الكثير في حياته وكان بعيدا عن مكاسب الدنيا ولم يلهث وراء المغانم وصاحب رؤية سياسية مهمة جدا في حياتنا وكان نقده ذا طابع اشتراكي وجادا ولم يكن مجاملا ادعو الله ان يحسن خاتمته ويتغمده برحمته . الدكتور محمد عبد المطلب: لقد فقدنا ناقدا متميزا وصحفيا موسوعيا لم يتواني عن نقد ما لا يعجبه ويقول رأيه كما تمليه عليه قناعاته، وخسر الكثير من اصدقائه لصراحته ووضوحه، رحمه الله رحمة واسعة.