تحقيق: هبة درويش شيماء عثمان: يعد مشروع القاهرة 2050 الذي تناقشه الحكومة حالياً هو حديث الساعة كما يقولون، ربما لأن الفكرة الملاصقة له تشكل نقل مقابر القاهرة الكبري إلي محافظتي حلوان و6 أكتوبر بعدأن خصصت لها بالفعل مساحات تبلغ 71 مليون متر يخص الثانية منها مساحة 5 آلاف فدان علي طريق الواحات أما المحافظة الأولي فتم تخصيص 12 ألف فدان لها علي طريق القطامية. التنفيذ -كما أعلنت هيئة التخطيط العمراني - سيتم علي أربع مراحل بالتوازي وستنتهي المرحلة الأولي خلال سنتين علي الأكثر، وعملية النقل وإقامة المشروعات المرتقبة لن تمتد هذه المرة إلي فترة طويلة خاصة أن الأراضي لا تحتاج سوي تقسيمها وتوصيل المرافق إليها.. وهكذا بين تصريحات تؤكد نقل مقابر القاهرة واستغلال مكانها في إنشاء حدائق ومراكز للحرف التراثية المعروفة.. كما أعلنت هيئة التخطيط العمراني في تصريحات لمسئوليها التي حاولنا الاتصال بها دون جدوي للتعرف علي خططها، وأخري تجزم بأن المشروعات المرتقبة بعد الإخلاء لن تخرج عن كونها مساكن ومشروعات عقارية حتي أن البعض تطرف في خيالاته ليجزم بإقامة مصانع بالمنطقة.. لذلك كان لابد من مناقشة الوضع خاصة أن المقابر المزمع نقلها مساحتها أكثر من 1400 فدان ويسكن فيها أكثر من مليون ونصف المليون مواطن حسب الدراسة التي أعدها الجهاز المركزي المصري للتعبئة والإحصاء منهم 1150 أسرة تستأجر أحواش المدافن التي تقيم فيها وتفتقد 3088 أسرة الخدمات الأساسية والمرافق الضرورية، وهو ما يجزم بأن المليون ونصف المليون مواطن الذين يعيشون هناك تحت خط الفقر وتشمل هذه المناطق مقابر البساتين والتونسي والإمام الشافعي والسيدة نفيسة وباب الوزير والغفير والمجاورين والإمام الليثي وجبانات عين شمس ومدينة نصر ومصر الجديدة.. كل هذا يجعل هناك تخوفات من أن عملية النقل المرتقبة ستواجه عدة صعوبات لا يمكن الاستهانة بها أولها قدرة الحكومة علي تعويض ساكني المقابر هذا في حالة موافقة أصحاب هذه الجبانات علي مبدأ نقل رفات موتاهم وفي حالة الموافقة من الطرفين فإن هذه التعويضات ستبلغ مليارات الجنيهات فمن أين ستأتي الحكومة بهذه الأموال في ظل عجز الموازنة أيضا وكيفية اقناع المواطنين بجدوي المشروع في ظل الشكوك التي تنتاب المواطنين بأنه في حالة الإخلاء سيتم بيع الأراضي للمستثمرين بهدف تسقيعها دون تحقيق أي استفادة مرجوة للفقراء ومحدودي الدخل. والسؤال: إلي أين تتجه أراضي هذه المقابر؟ إلي الاستثمار الحضاري أم للاستثمار العقاري؟ ومن يفوز بها رجال الأعمال، أم محدودو الدخل أم تتحول إلي حدائق ورئة للقاهرة.