رحب المستثمرون بمشروع نقل المقابر وأكدوا علي ضرورة إجراء دراسات لتحديد افضل السبل واستغلال هذه الاراضي بعد اخلائها من شاغليها ويوضح المهندس حسين صبور رئيس جمعية رجال الاعمال أن نقل المقابر خارج حدود القاهرة بات امرا ملزما وكان من المفترض أن يتم منذ فترة ليست بقصيرة، مضيفا أن المنطقة القديمة للقاهرة التي تتضمن مساحات كبيرة من المقابر كمناطق الامام الشافعي والليثي باتت مزدحمة بالسكان وبعد أن كانت في يوما ما علي حدود القاهرة اصبحت جزءاً من وسط المدينة، وكذلك منطقة البساتين التي كانت يوما صحراء في شرق القاهرة أصبحت اليوم ايضا وسط المحافظة وخلفها وحولها يقع طريق المحور والدائري. ويشير صبور إلي أن عدد سكان القاهرة عام 1964 كان لا يتجاوز 3.5 مليون نسمة اصبح اليوم عددهم 16 مليونا، وهذا الرقم بجانب التوسعات السكنية جعل المقابر التي كانت تقع خارج القاهرة تصبح في وسط العاصمة مضيفا أن الاسوأ هو الحالة التي عليها منطقة المقابر فالعشوائية مسيطرة عليها والمكان بات اقرب إلي "مقلب القمامة" كما ان المجاري هناك تسبب مشاكل عديدة وهو الامر الذي يلزم ضرورة ازالة هذه المقابر وإعادة تخطيط المنطقة. ويري صبور أنه يمكن استغلال هده الاراضي في مشروعات عديدة مثل إقامة عدد من الحدائق ومشروعات اسكان مختلفة ويقول: من الافضل إجراء دراسات لتحديدة ما ينقص العاصمة هل حدائق أم مكاتب أم محلات تجارية واسواق خاصة بعد أن أصبحت منطقة وسط البلد القديمة منطقة متهالكة جدا. ويرحب صبور كمستثمر للمشاركة في هذا المشروع ويقول: أي مشروع به جدوي اقتصادية بالتأكيد سوف اقبل عليه ولكن الاهم من الاستثمار في المرحلة الحالية هو كيفية خروج هذه المقابر من داخل المدينة لخارجها، مطالبا باختيار اماكن في الصحراء بعيدة عن العمران مثلما حدث قديما عند بناء هذه المقابر قبل أن يدخل عليها الزحف السكاني. وعما يردده البعض حول إمكانية استغلال الحكومة لهذه الاراضي بعد اخلائها وبيعها بالمزاد بأسعار مرتفعة واستغلالها في مشروعات استثمارية كبيرة يشير صبور إلي عدم وجود مشكلة في ذلك، ويقول ذلك المانع اذا قامت الحكومة بالبحث عن موارد جديدة لتنشيط خزائنها، فهذا أفضل من أن تكون الحكومة مفلسة. وينوه صبور إلي وجود عدد من المقابر الأثرية مشيرا إلي أنه لا يمكن المساس بها وانها يجب أن تظل باقية خاصة أن اعدادها قليلة لا تزيد علي عشرة مقابر متوقعا أن يراعي المخطط الابقاء علي هذه الاثار. وينوه صبور إلي أن مشاكل القاهرة كثيرة وعلينا البدء خطوة بخطوة والاولوية هنا قد تكون لازالة المقابر عن ازالة العشوائيات خاصة أن تكلفة الاولي أقل بكثير والميزانية الحالية قد تسمح بالاولي ولن تسمح بالثانية، كما أن ازالة المقابر ونقلها يعتبر خطوة من ضمن القضاء علي العشوائيات. فيما يشير المهندس صلاح حجاب رئيس لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الاعمال إلي وجود مخطط عام للقاهرة حتي عام 2050 ومن ضمن المقترحات التي أوصي بها المسئولون ضرورة نقل المقابر من وسط القاهرة إلي خارجها خاصة أن هذه المقابر قديما كانت خارج الكتلة العمرانية وأصبحت الآن داخلها. يضيف حجاب الاقتراح ليس جديدا فقد تمت اثارته منذ عشرين عاما تقريبا علي أن يتم استغلال الاراضي في إقامة حدائق حتي تصبح هذه المنطقة رئة للقاهرة مشيرا إلي أن نجاح هذا الاقتراح يحتاج لمشاركة مجتمعية توافق عليه أولا فنقل المقابر يحتاج إلي موافقة المجتمع مؤكدا علي ضرورة توفير سكن جديد لسكان المقابر تم توفير مقابر بديلة لنقل الرفات لها. وينوه حجاب أن التوجه لهذا المشروع يجب إلا يكون للاستثمار وبيع الاراضي مشيرا إلي عدم وجود قرار حتي الآن وهناك اقتراحات تؤكد الاستفادة بالارض في مشروعات تخدم المنطقة خاصة أن المجتمع المدني سوف يكون مشرف علي المشروع ولا يمكن اتخاذ أي خطوة إلا بعد موافقته مستبعدا موافقة المجتمع المدني علي استثمار الاراضي اقتصاديا ومتوقعا استغلال الارض في إقامة حدائق ومتنزهات ومساكن ويشير حجاب إلي أن هناك مراحل سوف يمر بها المشروع قبل بدء التنفيذ وهي عمل جلسات استماع عامة لمعرفة مدي توافق الرؤي بين المخطط وبين شركاء التنمية ثم يعقبها جلسات مع المجتمع المدني للاتفاق علي الاسلوب النهائي للمشروع. وحول التخوف من أن تتحرك الحكومة بمفردها وتتخذ قرارات التصرف في الارض يوضح حجاب أن مشروعات التخطيط لا يمكن للحكومة أن تتخد فيها رأيا منفردا إلا في حالات الخطر وهو الامر المستبعد في هذا المشروع. وعن امكانية دخوله كمستثمر في هذا المشروع يقول: حجاب إن الفرصة الوحيدة المتاحة للمستثمرين هي عمل ملاهي داخل الحدائق المقترحة مشيرا إلي صعوبة التوجه للاستثمار العقاري وبناء مساكن في هذه المنطقة متوقعا بناء مساكن تخدم ذوي أدني الدخول المتدنية وهم "قاطني المنطقة" وهذا المشروع يصعب اقبال المستثمرين عليه. ويري د. احمد أنيس رئيس جمعية التقييم العقاري وعضو مجلس إدارة الهيئة العامة للتمويل العقاري المبدئي أن سعر الاراض في مقابر البساتين والتوتسي والامام الشافعي وباب الوزير والغفير والمجاروين والامام الليثي وجبانات عين شمس ومدينة نصر ومصر الجديدة سيرتفع جدا بعد اخلائها من السكان ونقل الجبانات وإعادة تقسيم الاراضي وتوصيل المرافق اليها وعلي سبيل المثال قيمة الاراضي المباعة بالمزاد في منطقة الجبل الاخضر والمطلة علي طريق الاوتوستراد سجلت ارقاما مرتفعة حيث وصل سعر المتر حوالي تسعة الآف جنيه وهو ما يعني أن اراضي هذه المقابر ستكون أكثر ارتفاعا في قيمتها المالية لأنها في وسط القاهرة القديمة. ويتوقع رئيس جمعية التقييم العقاري ترحيب المستثمرين بالمشاركة في طرح مشروعات عديدة يمكن تنفيذها بعد الاخلاء خاصة في حالة تقديم الدولة مجموعة من التسهيلات التي تضمن لها الجدوي الاقتصادية للشراكة أبرزها طرح الاراضي بأسعار منخفضة.. حتي أن المستثمر قد يأخذ علي عاتقه مهمة الاخلاء نفسها شريطة أن تساندة الحكومة باصدار قرارات تسهل عملية الاخلاء السريع واستعداد قرارات لنزع الملكية في حالة تعنت البعض ورفضه الاخلاء ويطالب أنيس الحكومة والمستثمرين بتعويض ساكني هذه المناطق ماديا ومعنويا واتاحة بدائل تكفل العيش الكريم لهم داعيا إلي تدشين حملة اجتماعية للتوعية بأهمية هذا المشروع القومي ودوره البارز في تحويل العاصمة لشق حضاري معماري يضم مساحات خضراء.