أوضح هاني محمود نائب رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة بلوم مصر لتداول الاوراق المالية انه اذا اردنا تقسيم الازمة الي مراحل فيمكن تقسيمها الي اربعة مراحل تبدأ بمرحلة الرعب والذعر ثم اعادة الحسابات ومحاولة الانقاذ ثم مرحلة بدء التعافي واخيرا مرحلة التعافي بالفعل وادراك الازمة ومعاودة النمو مرة اخري. رأي ان الاقتصاد يصل في التوقيت الحالي بالمرحلة الثالثة وهي مرحلة التعافي وبالتالي فإن المرحلة القادمة المتوقعة هي معاودة النمو بعد التعافي بالفعل. اكد هاني وجود ازمة بالفعل ولكن ليست بالقوة اوالصورة القاتمة التي بدت عليها الاسواق الا انها ليست ايضا مزدهرة الملامح. توقع ان تشهد الاسواق الناشئة خلال عام 2010 اداء جيدا لسوق المال والاقتصادات بصورة عامة مضيفا ان نتائج اعمال الشركات علي مستوي العالم هي التي ستحدد الاتجاه القادم خلال 2010 معتبرها مرآة الاقتصاد مطمئنا انه حتي في حالة حدوث حركة تصحيحية لاسفل خلال عام 2010 فإنها لن تكون قوية الا انها ستكون نتيجة الافراط في التفاؤل. اضاف انه مع تحسن الاقتصادات الحقيقية ونحرك ارقام تجارة التجزئة وبيانات العمالة والتوظيف في اتجاه ايجابي فانها ستكون بمثابة الاشارة الإولي لبدء تعافي الاسواق العالمية بشكل تدريجي رفض القيام باي مقارنات بين الازمة المالية العالمية التي حدثت مؤخرا ومثيلتها في الثلاثينيات والتسعينيات مشيرا للفارق الكبير بينهم وللادوات المالية المستخدمة في التوقيت الحالي والتي تختلف بالتأكيد عن المستخدمة في الثلاثينيات او التسعينيات بالاضافة لانتشار المراكز الاقتصادية والاحصائية والبيانات والاحصاءات التي لم تكن متوافرة في الازمات الاخري. لفت إلي ان الازمة نتجت عن زيادة الائتمان بصورة مبالغ فيها حيث تمت اعادة تقييم اصول مقيمة بالفعل بصورة مبالغ فيها مضيفا ان التراجع الحاد كان متوقعا نتيجة الصعود الحاد في السنوات الثلاث السابقة للازمة في السوق الامريكية. اشار إلي ان العديد من التحليلات في السنة السابقة للازمة تشكك في قدرة استمرار السوق الامريكية بنفس المعدل والسوق الاوروبية في مواصلة هذا النمو في ظل تباين اسعار العملات خاصة اليورو موضحا انه علي الرغم من ارتفاع اسعار العملات في ظل تراجع سعر الدولار فإنه السوق الامريكية لم تستطع الاستفادة او تحقيق مكاسب من ذلك نظرا لوصولها لمرحلة التشبع في وقت سابق اكد انه علي الرغم من تلك التحليلات فإنه الاسواق سيطر عليها نوع من عدم التصديق وحكم جزءا كبيرا منها الخوف مما زاد من اثر الازمة في تلك الاسواق. اشار لإفلاس العديد من القطاعات وعلي رأسها البنوك الا ان الشركات الانتاجية والصناعية القائمة علي منتجات ومدخلات حقيقية لم تتأثر بصورة كبيرة. ذكر دور مشاعر الخوف والقلق في ظل الازمة وبالتالي كانت اهم ثمار خطط الانقاذ بالولايات المتحدة السيطرة علي حالة الرعب والفزع في مرحلة سابقة لانقاذ المؤسسات، مضيفا ان الخطط اتت بثمارها واستطاعت ايجاد حالة من الاستقرار مما اتاح الفرصة لقوي العرض والطلب لاعادة تقييم الاصول بالقيم العادلة وارتداد بعض القيم السوقية مرة اخري مستنكرا عدم التعامل مع القيم السوقية التي ردت مرة اخري كسوق لندن واسترداده 350 مليار استرليني كمؤشر ونقطة قوة في ظل حالة الخوف التي كانت مسيطرة والتي قللت من الشعور بتلك الردات.