زوجة "مفترية" لا تفهم في الاقتصاد ولا في السياسة ولا تتابع أخبار المجتمع لتعرف أن هناك أزمة اقتصادية وهناك بطالة وفقر، وهناك من لا يجدون قوت يومهم ويعيشون فقط علي الخبز إن استطاعوا الحصول عليه بسهولة. هذه الزوجة ذهبت إلي المحكمة لتطلب "الخلع" من زوجها لأنه أجبرها علي تناول "البصارة" ثلاث مرات في الأسبوع لتوفير النفقات وإدخار جزء من المال للمستقبل في ظل الزيادة الرهيبة في الأسعار. والزوجة التي أصرت علي الخلع تريد أن تآكل اللحوم والدجاج كما كانت تفعل في منزل والدها قبل الزواج، وأما أكل "البصارة" فيمثل لها كارثة بكل المقاييس!. ولا أعرف ماذا سيقول القاضي في هذه الدعوي "البقولية"، وهل سيقضي بخلع الزوج البخيل الذي يأكل البصارة ثلاث مرات أسبوعيا.. وإذا ما قضي القاضي بالخلع. فماذا ستفعل بقية الزوجات الصابرات المؤمنات اللاتي من الممكن أن يتناولن الفول وتوابعه من "البصارة" و"الطعمية" طوال الشهر كله ويحمدن الله علي نعمته وعلي سلامة وصحة المعدة التي تستطيع هضم الفول..! هل سيكون عليهن بعد ذلك أن يتخذن موقفا جماعيا ويطالبن "بالخلع" الجماعي للأزواج الذين لا يستطيعون شراء اللحوم والأسماك والدواجن! إن ما يحدث في قضايا "الخلع" أصبح مقلقا ومؤلما ومثيرا للسخرية في الكثير من الأحيان، فلا رحمة ولا شفقة ولا مساندة للزوج ولا صبر علي البلاء ولا انتظار لتحسن الأحوال ولا مشاركة في المسئولية وإنما هناك استسهال للطلاق وطلب الخلع وإهانة الزوج في المحاكم بدعاوي كانت فيما مضي تعتبر من أسرار البيوت التي لا يمكن لبنت الأصول أن تبوح بها أو تتكلم عنها فإذا بها الآن تتخذ منها سببا للخلع والطلاق. إن الزوج الذي تذهب زوجته للمحكمة لكي تقدم طلبا وترفع دعوي لخلعه، عليه ألا ينتظر قرار القضاء، فمساحة الاحترام اللازمة لعلاقة زوجية سليمة قد زالت واختفت، وعليه أن يبادر وحده بالطلاق مهما كانت عواقبه المادية، فكرامته أغلي من أن تذهب زوجته للمحكمة وتقول عنه ما لا يمكن التسامح فيه أبدا..!! [email protected]