لا أتصور أن تطالب رابطة النقاد الرياضيين في مصر بمنع دخول جوزيه مدرب الاهلي السابق لأنه هاجم الصحافة الرياضية.. بيان غريب وعجيب أصدرته الرابطة وهي تعلن الحرب علي جوزيه بعد أن هاجم الصحفيين في إحدي الصحف الاماراتية.. إن المطالبة بمنع شخص من دخول دولة اجراء ضد كل مواثيق حقوق الانسان والحريات وهي الاساس الذي تقوم عليه مسئولية الصحافة طوال تاريخها واذا كانت الصحافة تحترم الرأي الاخر مهما تكن درجة الشطط فيه فأن مسئوليتها ان تعطي الاخرين حق الاختلاف معها.. ولهذا يبدو بيان رابطة النقاد الرياضيين مطلبا شاذا وغريبا.. واذا كان الصحفيون يطالبون بمنع الناس من السفر وتحويلهم إلي المحاكم وربما المطالبة باعتقالهم فإن هذه الروح تعكس المناخ الذي تعمل فيه هذه الصحافة وهي اقرب لاساليب القهر لا الحوار.. من حق الصحافة أن تعارض وان تنقد وان تعبر عين رأيها، ومن واجبها أن تسمع الرأي الآخر هذه هي المعادلة في حرية الصحافة وحين تطالب الصحافة بمنع دخول شخص فإنها بذلك تستخدم اساليب اخري اقرب لسلطات اجهزة الامن وليس اصحاب الرأي.. لم تكن المرة الاولي التي يهاجم فيها جوزيه الصحافة الرياضية في مصر والواضح أن العلاقات بينهما لم تكن طيبة في أي فترة من الفترات طوال السنوات الخمس التي قضاها جوزيه مدربا للاهلي.. ويبدو أن الرجل حاول تصفية بعض الحسابات بعد أن رحل وهذا حقه.. أن يرفض اسلوب التعامل معه من الصحفيين أو يتهم بعضهم بأنه لا يفهم في الصحافة أو يقول ان العداء للاهلي انعكس علي علاقة بعض النقاد به شخصيا فهذا كله كلام يناقش، ولكن لا ينبغي ان يطالب النقاد الرضيون برأس جوزيه لأنه حاول أن يرد عليهم. إن تاريخ جوزيه مع الاهلي مرحلة فريدة في تاريخ الكرة المصرية.. وقد حقق الرجل للأهلي انجازات لم تحدث من قبل وحصل علي بطولات لم تحدث من قبل وقدم للكرة المصرية عددا من نجومها الكبار الذين شرفوا الكرة المصرية في العالم كله.. واذا كان الرجل يشعر ببعض المرارة لأن الصحافة المصرية لم تعطه حقه أو هاجمته بلا مبرار فكان ينبغي بأن يكون الرد بالرأي والاختلاف وليس المطالبة من اجهزة الدولة ان تمنع دخول الرجل.. هناك فرق كبير بين صحافة الرأي وصحافة التسلط.. وهذا ما اكده بيان النقاد الرياضيين لأنه بيان متسلط.