صناعة الأثاث المعدني من الصناعات التقليدية في مصر ويتميز أثاث الفيرفورجيه المصري أو الأثاث المعدني المطعم بالخشب بجودة صناعته، ويحتل ذلك الأثاث أماكن كثيرة في القري السياحية وأثاث الحدائق بل أصبح في السنوات الأخيرة موضة في المنازل المصرية بسبب تصميماته البديلة. ويتميز الأثاث الفيرفورجيه المصري بتصميماته المتميزة والتي لاقت رواجا كبيراً جداً في الماضي، وأصبحت نادرة الاستخدام في الوقت الحالي ويقتصر انتشارها علي أثاث الحدائق وتنافسها بشدة في الأسواق المنتجات المعدنية الآسيوية والصينية الصنع والتي لا تضاهيها في الذوق والمتانة، كما لا توجد أي دعاية ترويجية للإنتاج المصري سواء في الداخل أو في الخارج كما لا توجد أي طلبات علي التصدير فما الأسباب؟ علي جمال صاحب شركة معادن بالقاهرة يوضح أن معني كلمة فيرفورجيه تعني الحديد المطروق بالنار والذي يتم تشكيله يدوياً، وما عدا ذلك فيطلق عليه أثاث معدني أو شغل المواسير قابلة للفك والتركيب مثل الأثاث المعدني الآسيوي المنتشر بالأسواق المحلية والعالمية لانخفاض سعره، وخفة وزنه، موضحاً أن تكلفة شحنه أقل من الفيرفورجيه المصري، خاصة القطع الكلاسيكية الثقيلة الوزن، ولذا لا توجد طلبات علي تصديره، كما أن ذوق المستهلك الأجنبي وكذلك السوق العربية لا تنسجم مع تصميمات الفيرفورجيه المصري، أما السوق المحلية فتأثرت قليلاً بالأزمة المالية العالمية. وأوضح أنه يمكن طلاؤه باللاكيه أو الدوكو بعد معالجته بمادة، خاصة ضد الصدأ، كما يمكن دمجه مع الزجاج واستخدام النحاس كحليات لتريينه، مؤكداً أن أهم مشكلة تواجه الصناعة هي قلة العمالة الفنية الماهرة، فخريجون المدارس الصناعية ليسوا علي المستوي المطلوب، ودور مراكز تحديث الصناعة محدود وغير مؤثر. ويحذر جمال من إنتاج ورش ومصانع بير السلم التي تبيع أثاث الفيرفورجيه بأسعار منخفضة ولكن علي حساب جودة المنتج النهائي. تصميمات وأسعار عالية إيمان سعد من شركة الزعبلاوي لصناعة الفيرفورجيه يأسف لأن فترة الستينيات كانت فترة إزدهار أثاث الفيرفورجيه وتأثرت صناعته بقرار التأميم بعد القضاء علي الطبقة العليا من المجتمع التي كانت تهتم باقتنائه، ويتم تشكيل الحديد يدوياً وتدخل الميكنة فيه بنسبة 10% فقط ولذا فصنايعو الفيرفورجيه أصبحوا نادرين جداً، كما أن العمر الافتراضي لأثاث الفيرفورجيه مفتوح فهو غير قابل للاستهلاك، وفي المتوسط لا تزيد مدة صناعة القطعة علي 15 يوماً فقط، وتتوافر بتصميمات مصرية خالصة بحسب طلب العميل، مؤكداً أن خامات الحديد المربع هو أفضل الخامات في التشغيل من حيث القوة والمتانة. وأوضح الزعبلاوي أن هناك نوعين من الطلاء يدوي وإلكتروستاتيك "طلاء فرن"، أما القطع التي تستخدم في المصايف والتي تمثل 80% من طلبات الشراء، فتحتاج إلي صنفرة وإعادة الطلاء كل فترة لحمايتها من الرطوبة، مشيراً إلي أن قدوم فصل الصيف يعتبر موسم رواج للصناعة، وكميات الإنتاج محدودة تغطي السوق المحلية فقط فلا توجد طلبات علي تصدير الفيرفورجيه المصري وعدد المصانع التي تنتجه لا يتعدي 21 مصنعاً فقط. وأضاف أن سعر القطعة يعتمد علي جودة صناعتها "المصنعية" فعلي سبيل المثال يصل سعر السرير المشغول بأربع أعمدة إلي 7600 جنيه، ويبدأ سعر متر المربع لبوابات الفيلات من 1600 جنيه للمتر، أما حديد النوافذ المشغول فيصل إلي 1000 جنيه للمتر. شغل كثير وعمالة قليلة وائل عبدالعال صاحب مصنع معادن بالإسماعيلية يؤكد وجود طلب كبير علي الأثاث المعدني المواسير مثل كراسي الفراشة والترابيزات والدواليب، وأيضاً علي البوابات والأسوار الحديدية التي يبدأ سعرها من 120 جنيهاً للمتر، ولكن علي حد قوله شغل الفيرفورجيه الكلاسيكي "عزيز جداً" ويتم تصنيعه بالطلب فتكلفته مرتفعة، ويقتصر علي أبواب الفيلات الخاصة وليست العمارات ويبدأ سعره من 400 جنيه للمتر. ولكن المشكلة الكبري كما يقول عبدالعال في عدم وجود صنايعية، فكثيراً ما نرفض شغلا إضافياً لعدم وجود عمالة كافية وهي أهم مشكلة تواجه الصناعة المصرية فلا توجد بطالة بل سوء تخطيط. ويعتبر عبدالعال موسم الصيف موسماً رئيسياً لرواج الفيرفورجيه وفي فصل الشتاء يقوم المصنع بتصنيع أعمدة الإنارة وصناديق القمامة للأجهزة الحكومية، أما الخامات فيتم استخدام الحديد الأسياخ بقطر من 6 8 ملي، والحديد الكريتال الذي يصل سعره إلي 4000 جنيه في الفيرفورجيه أما الحديد الخوص فيستخدم في تصنيع البوابات والأسرار. رواج وصيف وأجازات دكتور بهجت الطويل من شركة مصر لتصنيع وطلاء المعان يؤكد أن طلاء الفرن أفضل الأنواع التي تحافظ علي القطعة الفنية بعد معاملتها بمادة البوليمر لحمايتها من الصدأ، أم المستورد فضعيف ويعتمد علي طلاء الكروميوم ولا يتحمل مثل الفيرفورجيه المحلي الصنع. كما يحذر الطويل من الورش التي تبيع القطع الفنية الكيلو وليس بقيمة الشغل أو المصنعية، فزيادة كمية الحديد عن الحد المطلوب تشوه قيمتها الفنية، كما توجد مصانع تقوم بصب اسطمبات لأشكال الحليات المختلفة مثل الزهور وعناقيد العنب من الحديد أو النحاس وبيعها للمصانع الصغيرة لتستخدمها. ويتفاءل الطويل برواج السوق العقارية الذي يساهم في رواج الصناعات المعدنية المتمثلة في حديد النوافذ والبوابات والأسوار، وكذلك قدوم المصايف ويساهم في رواج أثاث الفيرفورجيه، خاصة فرش الحدائق، والوضع الحالي للصناعة أفضل من فترة الأشهر الستة الماضية إذ بدأ النشاط في السوق العقارية مع عودة العاملين بالخارج. شريف عبد الهادي نائب رئيس المجلس التصديري يؤكد وجود عدد من الشركات المصنعة للأثاث الفيرفورجيه تصدر إنتاجها إلي الخارج، خاصة السعودية والسوق الأوروبية المشتركة، ويتم شحن المنتجات في كونتينر ضخمة تستوعب من 15 20 طنا في السفن، مشيرا إلي أن بعض الشركات تصدر أثاثاً معدنياً "مودرن" وتقدم الدولة دعم 10% علي صادرات الأثاث، ولكن المشكلة لدي المنتجين الذين لا يشاركون في المعارض التي تقام بصورة دورية، فالتصدير يحتاج إدارة تسويق ناجحة واتقان لغات ويقدم مركز تدريب التجارة الخارجية برامج تدريبية في التصدير. أما مشكلة العمالة كما يقول عبد الهادي فإن قطاع صناعة الأثاث بصفة عامة يعاني من نقص حاد فيها، بالرغم من الرواتب تبدأ من 700 جنيه وتصل إلي 1000 جنيه بالتأمينات، والبعض يلجأ إلي استقدام خبرات أجنبية لتدريب العمالة المصرية.